نهج البلاغة

وهو مجموعة خطب مولانا أمير المؤمنين عليه السلام وأوامره وكتبه ورسائله وحكمه ومواعظه تأليف: الشريف الرضي أبي الحسن محمد بن الحسين بن موسى بن محمد بن موسى بن إبراهيم بن الإمام موسى الكاظم عليه السلام

الخميس، 23 فبراير 2012

[ 5 ] ومن كلام له (عليه السلام) لمّا قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله) وخاطبه العباس وأبوسفيان في أن يبايعا له بالخلافة

[وذلك بعد أن تمّت البيعة لابي بكر في السقيفة، وفيها ينهى عن الفتنة ويبين عن خلقه وعلمه]

[النهي عن الفتنة]
أَيُّها النَّاسُ، شُقُّوا أَمْوَاجَ الفِتَنِ بِسُفُنِ النَّجَاةِ، وَعَرِّجُوا عَنْ طَريقِ الـمُنَافَرَةِ، وَضَعُوا تِيجَانَ الـمُفَاخَرَةِ.
أَفْلَحَ مَنْ نَهَضَ بِجَنَاح، أوِ اسْتَسْلَمَ فَأَراحَ، مَاءٌ آجِنٌ(3)، وَلُقْمَةٌ يَغَصُّ بِهَا آكِلُهَا، وَمُجْتَنِي الَّثمَرَةِ لِغَيْرِ وَقْتِ إِينَاعِهَا(4) كالزَّارعِ بِغَيْرِ أَرْضِهِ.

[خلقه وعلمه]
____________
1. لم يُوجِسْ موسى خِيفةً: لم يستشعر خوفاً، أخْذاً من قوله تعالى: (فأوْجَسَ في نَفْسِهِ خِيفةً موسى)
2. تَوَاقَفْنا: تلاقَيْنَا وتقابَلْنَا.
3. الاجِنُ: المتغير الطعم واللون، لا يستساغ، والاشارة إلى الخلافة.
4. إينَاعُها: نضجها وإدراك ثمرها. 


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


فَإِنْ أقُلْ يَقُولُوا: حَرَصَ عَلَى الـمُلْكِ، وَإنْ أَسْكُتْ يَقُولُوا: جَزعَ(1) مِنَ المَوْتِ! هَيْهَاتَ(2) بَعْدَ اللَّتَيَّا وَالَّتِي(3)! وَاللهِ لاَبْنُ أَبي طَالِب آنَسُ بالمَوْتِ مِنَ الطِّفْلِ بِثَدْي أُمِّهِ، بَلِ انْدَمَجْتُ(4) عَلَى مَكْنُونِ عِلْم لَوْ بُحْتُ بِهِ لاَضْطَرَبْتُمُ اضْطِرَابَ الاَْرْشِيَةِ(5) في الطَّوِيِّ(6) البَعِيدَةِ!

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1. جَزِعَ: خاف.
2. هَيْهات: بَعُدَ، والمراد نفي ما عساهم يظنون من جَزَعه من الموت عند سكوته.
3. بَعْدَ اللّتَيّا والتي: بعد الشدائد كبارها وصغارها.
4. اندَمَجْتُ: انطَوَيْتُ.
5. الارْشِيَة: جمع رِشاء بمعنى الحبل.
6. الطّوِيّ: جمع طويّة وهي البئر، والبئر البعيدة: العميقة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق