نهج البلاغة

وهو مجموعة خطب مولانا أمير المؤمنين عليه السلام وأوامره وكتبه ورسائله وحكمه ومواعظه تأليف: الشريف الرضي أبي الحسن محمد بن الحسين بن موسى بن محمد بن موسى بن إبراهيم بن الإمام موسى الكاظم عليه السلام

الجمعة، 2 مارس 2012

ومن كلام له عليه السلام في ذم اهل البصرة و بعد وقعة الجمل


كُنْتُمْ جُنْدَ الْمَرْأَةِ، وَأَتْبَاعَ البَهِيمَةِ (1) ، رَغَا (2) فَأَجَبْتُم، وَعُقِرَ(3) فَهَرَبْتُمْ. أَخْلاَقُكُمْ دِقَاقٌ (4) ، وَعَهْدُكُمْ شِقَاقٌ، وَدِيْنُكُمْ نِفَاقٌ، وَمَاؤُكُمْ زُعَاقٌ (5) , المُقِيمُ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ مُرْتَهَنٌ (6) بِذَنْبِهِ، وَالشَّاخِصُ عَنْكُمْ مُتَدَارَكٌ بِرَحْمَةٍ مِنْ رَبِّهِ. كَأَنِّي بِمَسْجِدكُمْ كَجُؤْجُؤِ سَفِينَةٍ (7) ، قَدْ بَعَثَ اللهُ عَلَيْها العَذَابَ مِنْ فَوْقِها وَمِنْ تَحتِها، وَغَرِقَ مَنْ فِي ضِمْنِها. وفي رواية: وَأَيْمُ اللهِ لَتَغْرَقَنَّ بَلْدَتُكُمْ حَتَّى كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلى مَسْجِدِهَا كَجُؤْجُؤِ سَفِينَةٍ، أَوْ نَعَامَةٍ جَاثِمَةٍ (8) . وفي رواية: كَجُؤْجُؤِ طَيْرٍ في لُجَّةِ بَحْرٍ (9) . وفي رواية أخرى: بِلادِكُمْ أَنْتَنُ(10) بِلَادِ اللهِ تُرْبَةً: أَقْرَبُهَا مِنَ الْمَاءِ وَ أَبْعَدُهَا مِنَ السَّمَاءِ وَبِهَا تِسْعَةُ أَعْشَارِ الشَرِّ الْمُحْتَبَسُ فِيهَا بِذَنْبِهِ وَالْخَارِجُ بِعَفْوِ اللهِ. كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَي قَرْيَتِكُمْ هَذِهِ قَدْ طَبَّقَهَا الْمَاءَ, حَتَّي مَا يُرَي مِنْهَا إِلَّا شُرَفُ الْمَسْجِدِ (11) كَأَنَّهُ جُؤْجُؤُ طَيْرٍ فِي لُجَّةِ بَحْرٍ!

1. أتْباع البهيمة: يريد بالبهيمة الجمل، وقصته مشهورة.
2. رَغَا الجملُ: أطلق رُغاءه، وهو صوته المعروف.
3. عُقِر الجملُ: جرح أو ضربت قوائمه، أوذبح.
4. أخْلاقكم دِقاقٌ: دنيئة.
5. زُعاق: مالح.
6. مُرْتَهَنٌ: من الارتهان والرهن، والمراد: مؤاخذ.
7. جُؤْجُؤُ السفينةِ:صدرُها، وأصل الجُؤجُؤ: عَظْمُ الصدرِ.
8.جاثمةٌ : واقعة علي صدرها .
9.لُجَّةُ البحر ـ وجمعها لُجَجٌ ـ : مَوْجُهُ.
10. أنْتَنُ: أقْذَرُ و أوسخ.
11. شُرَفُ المسجد: جمع شُرْفة و هي أعلي مكان فيه .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق