نهج البلاغة

وهو مجموعة خطب مولانا أمير المؤمنين عليه السلام وأوامره وكتبه ورسائله وحكمه ومواعظه تأليف: الشريف الرضي أبي الحسن محمد بن الحسين بن موسى بن محمد بن موسى بن إبراهيم بن الإمام موسى الكاظم عليه السلام

الأربعاء، 21 مارس 2012

[ 42 ] ومن خطبة له عليه السلام وفيها يحذر من اتباع الهوى وطول الامل في الدنيا

أَيُّهَا النَّاسُ! إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمُ اثْنَانِ: اتِّبَاعُ الْهَوَى، وَطُولُ الْأَمَلِ (1) ; فَأَمَّا اتِّبَاعُ الْهَوَى فَيَصُدُّ عَنِ الْحَقِّ، وَأَمَّا طُولُ الْأَمَلِ فَيُنْسِي الْآخِرَةَ. أَلاَ وَإنَّ الدُّنْيَا قَدْ وَلَّتْ حَذَّاءَ (2) ، فَلَمْ يَبْقَ مِنْهَا إِلاَّ صُبَابَةٌ (3) كَصُبَابَةِ الْإِنَاءِ اصْطَبَّهَا صَابُّهَا (4) ، أَلاَ وَإِنَّ الْآخِرَةَ قَدْ أَقْبَلَتْ، وَلِكُلٍّ مِنْهُمَا بَنُونَ، فَكُونُوا مِنْ أَبْنَاءِ الْآخِرَةِ، وَلاَ تَكُونُوا مِنْ أَبْنَاءِ الدُّنْيَا، فَإِنَّ كُلَّ وَلَدٍ سَيُلْحَقُ بِأَبِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَإِنَّ الْيَوْمَ عَمَلٌ وَلاَ حِسَابَ، وَغَداً حِسَابٌ وَلاَ عَمَلَ. قال الشريف: أقول: الحذاء, السريعة, و من الناس من يرويه ( جذّاء ) (5) .

1. طُولُ الامَلِ: هو استفساح الاجل، والتسويف بالعمل.
2. الحَذّاء ـ بالتشديد ـ : الماضية السريعة.
3. الصبابة ـ بالضم ـ : البقيّة من الماء واللبن في الاناء.
4. اصطبّها صابّها: كقولك: أبقاها مبقيها، أوتركها تاركها.

 5. جذّاء – بالجيم – أي: مقطوع خيرها و درَّها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق