نهج البلاغة

وهو مجموعة خطب مولانا أمير المؤمنين عليه السلام وأوامره وكتبه ورسائله وحكمه ومواعظه تأليف: الشريف الرضي أبي الحسن محمد بن الحسين بن موسى بن محمد بن موسى بن إبراهيم بن الإمام موسى الكاظم عليه السلام

الأربعاء، 21 مارس 2012

[ 48 ] ومن خطبة له عليه السلام عند المسير إلى الشام قيل: إنه خطب بها وهو بالنخيلة خارجاً من الكوفة إلى صفين

الْحَمْدُ للهِ كُلَّمَا وَقَبَ (1) لَيْلٌ وَغَسَقَ (2) ، وَالْحَمْدُ لِلّهِ كُلَّمَا لاَحَ نَجْمٌ وَخَفَقَ (3) ، والْحَمْدُ لِلّهِ غَيْرَ مَفْقُودِ الْإِنْعَام، وَلاَ مُكَافَإِ الْإِفْضَالِ. أَمّا بَعْدُ، فَقَدْ بَعَثْتُ مُقَدِّمَتِي (4) ، وَأَمَرْتُهُمْ بِلُزُومِ هذَا المِلْطَاطِ (5) ، حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرِي، وَقَدْ رَأَيْتُ أَنْ أَقْطَعَ هذِهِ الْنُّطْفَةَ إِلَى شِرْذِمَةٍ (6) مِنْكُمْ، مُوَطِّنِينَ أَكْنَافَ (7) دَجْلَةَ، فَأُنْهِضَهُمْ مَعَكُمْ إِلَى عَدُوِّكُمْ، وَأَجْعَلَهُمْ مِنْ أَمْدَادِ (8) الْقُوَّةِ لَكُمْ. قال السيد الشريف: اقول: يعني _ عليه السلام _ بالملطاط ها هنا: السّمْتَ الذي أمرهم بلزومه، وهو شاطىء الفرات، ويقال ذلك أيضاً لشاطىء البحر، وأصله ما استوى من الأرض. ويعني بالنطفة: ماء الفرات، وهو من غريب العبارات وعجيبها

1. وَقَبَ: دخلَ.
2. غَسَقَ: اشتدت ظلمته.
3. خَفَقَ النجم: غاب.
4. المُقَدِّمة ـ بكسر الدال ـ : صدر الجيش، ومقدّمة الانسان ـ بفتح الدال ـ : صدره.
5. المِلْطاط: حافة الوادي وشفيرُهُ وساحل البحر.
6. الشرذمة: النفر القليلون.
7. الاكناف: الجوانب، و«موطّنين الاكْنَافَ» أي: جعلوها وطَناً.
8. الامْداد: جمع مَدَد، وهو ما يُمَدّ به الجيش لتقويته.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق