نهج البلاغة

وهو مجموعة خطب مولانا أمير المؤمنين عليه السلام وأوامره وكتبه ورسائله وحكمه ومواعظه تأليف: الشريف الرضي أبي الحسن محمد بن الحسين بن موسى بن محمد بن موسى بن إبراهيم بن الإمام موسى الكاظم عليه السلام

الخميس، 8 مارس 2012

[ 26 ] ومن خطبة له عليه السلام وفيها يصف العرب قبل البعثة ثم يصف حاله قبل البيعة له العرب قبل البعثه


إِنَّ اللهَ سُبحانَه بَعَثَ مُحَمَّداً صَلَّي اللّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ نَذِيراً لِلْعَالَمِينَ، وَأَمِيناً عَلَى التَّنْزِيلِ، وَأَنْتُمْ مَعْشَرَ الْعَرَبِ عَلَى شَرِّ دِينٍ، وَفِي شَرِّ دَارٍ، مُنِيخُونَ (1) بَيْنَ حِجارَةٍ خُشْنٍ (2) ، وَحَيَّاتٍ صُمٍّ (3) ، تشْرَبُونَ الكَدِرَ، وَتَأْكُلُونَ الْجَشِبَ (4) ، وَتَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ، وَتَقْطَعُونَ أَرْحَامَكُمْ، الْأَصْنَامُ فِيكُمْ مَنْصُوبَةٌ، وَالْآثَامُ بِكُمْ مَعْصُوبَةٌ (5) . منها صفة قبل البيعة له فَنَظَرْتُ فَإِذَا لَيْسَ لِي مُعِينٌ إِلاَّ أَهْلُ بَيْتِي، فَضَنِنْتُ بِهمْ عَنِ المَوْتِ، وَأَغْضَيْتُ (6) عَلَى القَذَى، وَشَرِبْتُ عَلَى الشَّجَا (7) ، وَصَبَرْتُ عَلَى أَخْذِ الْكَظَمِ (8) ، وَعَلىْ أَمَرَّ مِنْ طَعْمِ الْعَلْقَمِ. ومنها: وَلَمْ يُبَايعْ حَتَّى شَرَطَ أَنْ يُؤْتِيَهِ عَلَى الْبَيْعَةِ ثَمَناً، فَلاَ ظَفِرَتْ يَدُ الْبَائِعِ، وخَزِيَتْ (9) أَمَانَةُ الْمُبْتَاعِ (10) ، فَخُذُوا لِلْحَرْبِ أُهْبَتَهَا (11) ، وَأَعِدُّوا لَهَا عُدَّتَهَا، فَقَدْ شَبَّ لَظَاهَا (12) ، وَعَلاَ سَنَاهَا (13) ، وَاسْتَشْعِرُوا (14) الصَّبْرَ، فَإِنَّهُ أَدْعَي النَّصْرِ.

1. مُنِيخُون: مُقيمون.
2. الخُشْن: جمع خَشْنَاء من الخشونة.
3. وصف الحيّات «بالصّمّ» لانها أخبثها إذ لا تنزجر بالاصوات كأنها لا تسمع.
4. الجَشِب: الطعام الغليظ أوما يكون منه بغير أدم.
5. معصوبة:مشدودة.
6. أغْضَيْت: أصلها من غض الطّرف، والمراد سكتّ على مضض.
7. الشّجَا: ما يعترض في الحلق من عظم ونحوه.
8. الكظَم ـ بالتحريك أوبضم فسكون ـ : مخرج النفس، والمراد أنّه صبر على الاختناق.
9. خَزِيَتْ: ذلتْ وهانت.
10. المبتاع: المشتري.
11. أُهْبَتُها: عُدّتها.
12. شبّ لظاها: استعارة، وأصله صعود طرف النار الاعلى.
13. سَناها: ضوؤها.
14. استشعار الصبر: اتخاذه شعاراً كما يلازم الشعار الجسد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق