نهج البلاغة

وهو مجموعة خطب مولانا أمير المؤمنين عليه السلام وأوامره وكتبه ورسائله وحكمه ومواعظه تأليف: الشريف الرضي أبي الحسن محمد بن الحسين بن موسى بن محمد بن موسى بن إبراهيم بن الإمام موسى الكاظم عليه السلام

السبت، 9 يونيو 2012

[ 32 ] ومن كتاب له عليه السلام إلى معاوية

وَأَرْدَيْتَ (1) جِيلاً مِنَ النَّاسِ كَثِيراً، خَدَعْتَهُمْ بِغَيِّكَ (2) ، وَأَلْقَيْتَهُمْ فِي مَوْجِ بَحْرِكَ، تَغْشَاهُمُ الظُّلُمَاتُ، تَتَلاَطَمُ بِهِمُ الشُّبُهَاتُ، فَجَازُوا (3) عَنْ وِجْهَتِهِمْ (4) ، وَنَكَصُوا (5) عَلَى أَعْقَابِهِمْ، وَتَوَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ، وَعَوَّلُوا (6) عَلَى أحْسَابِهِمْ، إِلاَّ مَنْ فَاءَ (7) مِنْ أَهْلِ الْبَصَائِرِ، فَإِنَّهُمْ فَارَقُوكَ بَعْدَ مَعْرِفَتِكَ، وَهَرَبُوا إِلَى اللهِ سُبحانَهُ مِنْ مُوَازَرَتِكَ (8) ، إِذْ حَمَلْتَهُمْ عَلَى الصَّعْبِ، وَعَدَلْتَ بِهِمْ عَنِ الْقَصْدِ. فَاتَّقِ اللهَ يَا مُعَاوِيَةُ فِي نَفْسِكَ، وَجَاذِبِ الشَّيْطَانَ (9) قيَادَكَ (10) ، فَإِنَّ الدُّنْيَا مُنْقَطِعَةٌ عَنْكَ، وَالْآخِرَةَ قَرِيبَةٌ مِنْكَ، وَالسَّلاَمُ.

1. أرْدَيْت: أهلكت جيلاً، أي قبيلاً وصنفاً.
2. الغَيّ: الضلال، ضد الرشاد.
3. جازوا: بعدوا.
4. وِجهتهم ـ بكسر الواوـ أي: جهة قصدهم.
5. نكصوا: رجعوا.
6. عوّلوا: أي اعتمدوا.
7. فاء: رجع، والمراد هنا الرجوع إلى الحق.
8. المُوازَرَة: المعاضدة.
9. جاذب الشيطان أي: إذا جذبك الشيطان فامنع نفسك من متابعته.
10. القِياد: ما تقاد به الدابة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق