نهج البلاغة

وهو مجموعة خطب مولانا أمير المؤمنين عليه السلام وأوامره وكتبه ورسائله وحكمه ومواعظه تأليف: الشريف الرضي أبي الحسن محمد بن الحسين بن موسى بن محمد بن موسى بن إبراهيم بن الإمام موسى الكاظم عليه السلام

السبت، 9 يونيو 2012

[ 33 ] ومن كتاب له عليه السلام إلى قُثَمَ بن العبّاس، وهو عامله على مكّة

أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ عَيْنِي (1) ـ بِالْمَغْرِبِ (2) ـ كَتَبَ إِلَيَّ يُعْلِمُنِي أَنَّهُ وُجِّهَ إِلَى المَوْسِمِ (3) أُنَاسٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ، الْعُمْيِ الْقُلُوبِ، الصُمِّ الْأَسْمَاعِ، الْكُمْهِ (4) الْأَبْصَارِ، الَّذِينَ يَلْبِسُونَ (5) الْحَقَّ بِالبَاطِلِ، وَيُطِيعُونَ الْمَخْلُوقَ فِي مَعْصِيَةِ الْخَالِقِ، وَيَحْتَلِبُونَ (6) الدُّنْيَا دَرَّهَا
(7) بِالدِّينِ، وَيَشْتَرُونَ عَاجِلَهَا بِآجِلِ الْأَبْرَارِ الْمُتَّقِينَ، وَلَنْ يَفُوزَ بِالْخَيْرِ إِلاَّ عَامِلُهُ، وَلاَ يُجْزَى جَزَاءَ الشَّرِّ إِلاَّ فَاعِلُهُ. فَأَقِمْ عَلَى مَا فِي يَدَيْكَ قِيَامَ الْحَازِمِ الصَّلِيبِ (8) ، وَالنَّاصِحِ اللَّبِيبِ، التَّابِعِ لِسُلْطَانِهِ، الْمُطِيعِ لِإِِمَامِهِ. وَإِيَّاكَ وَمَا يُعْتَذَرُ مِنْهُ، وَلاَ تَكُنْ عِنْدَ النَّعْمَاءِ (9) بَطِراً (10) ، وَلاَ عِنْدَ الْبَأْسَاءِ (11) فَشِلاً (12) ، وَالسَّلاَمُ.

1. عَيْنى: أي رقيبي الذي يأتيني بالْأخبار.
2. بالمغرب: بالأقاليم الغربية.
3. يراد بالموسم هنا: الحج.
4. الكُمْه: جمع أكمه، وهو من ولد أعمى.
5. يَلْبِسون: يخلطون.
6. يحتلبون الدنيا: يستخلصون خيرها.
7. الدَرّ ـ بالفتح ـ : اللبن.
8. الصليب: الشديد.
9. النَعْماء: الرخاء والسعة.
10. البَطِر: الشديد الفرح مع ثقة بدوام النعمة.
11. البَأساء: الشدة.
12. فَشِلاً: جباناً ضعيفاً.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق