نهج البلاغة

وهو مجموعة خطب مولانا أمير المؤمنين عليه السلام وأوامره وكتبه ورسائله وحكمه ومواعظه تأليف: الشريف الرضي أبي الحسن محمد بن الحسين بن موسى بن محمد بن موسى بن إبراهيم بن الإمام موسى الكاظم عليه السلام

الأحد، 11 مارس 2012

بابُ المُخْتَارِ مِنْ حِكَمِ أَمِيرالمؤمنين عليه السلام ِ وَيَدْخُلُ في ذلِكَ المخُتَارُمِنْ أَجْوِبَةِ مَسَائِلِهِ وَالْكَلاَمِ القصير الخارج في سائِرِ اَغْراضِهِ ( من 151 الى 200 )


151. وقال عليه السلام: لِكُلِّ امْرِىءٍ عَاقِبَةٌ حُلْوَةٌ أَوْ مُرَّةٌ.
152. وقال عليه السلام: لِكُلِّ مُقْبِلٍ إِدْبَارٌ، وَمَا أَدْبَرَ كَأَنْ لَمْ يَكُنْ.
153. وقال عليه السلام: لاَ يَعْدَمُ الصَّبُورُ الظَّفَرَ وَإِنْ طَالَ بِهِ الزَّمَانُ.
154. وقال عليه السلام: الرَّاضِي بِفِعْلِ قَوْمٍ كَالدَّاخِلِ فِيهِ مَعَهُمْ، وَعَلَى كُلِّ دَاخِلٍ فِي بَاطِلٍ إِثْمَانِ: إِثْمُ الْعَمَلِ بِهِ، وَإِثْمُ الرِّضَى بِهِ.
155. وقال عليه السلام: اعْتَصِمُوا (1) بِالذِّمَمِ (2) فِي أَوْتَادِهَا (3) .
156. وقال عليه السلام: عَلَيْكُمْ بِطَاعَةِ مَنْ لاَ تُعْذَرُونَ بِجَهَالَتِهِ (4) .
157. وقال عليه السلام: قَدْ بُصّرْتُمْ إِنْ أَبْصَرْتُمْ (5) وَقَدْ هُدِيتُمْ إِنِ اهْتَدَيْتُمْ، وأُسْمِعْتُمْ إِنِ اسْتَمَعْتُمْ.
158. وقال عليه السلام: عَاتِبْ أَخَاكَ بِالْإِحْسَانِ إِلَيْهِ، وَارْدُدْ شَرَّهُ بِالْإِنْعَامِ عَلَيْهِ.
159. وقال عليه السلام: مَنْ وَضَعَ نَفْسَهُ مَوَاضِعَ التُّهَمَةِ فَلاَ يَلُومَنَّ مَنْ أَسَاءَ بِهِ الظَّنَّ.
160. وقال عليه السلام: مَنْ مَلَكَ اسْتَأثَرَ (6) .
161. وقال عليه السلام: وَمَنِ اسْتَبَدَّ بِرَأْيِهِ هَلَكَ، وَمَنْ شَاوَرَ الرِّجَالَ شَارَكَهَا فِي عُقُولِهَا.
162. وقال عليه السلام: َمَنْ كَتَمَ سِرَّهُ كَانَتِ الْخِيرَةُ (7) بِيَدِهِ.
163. وقال عليه السلام: الْفَقْرُ الْمَوْتُ الْأَكْبَرُ.
164. وقال عليه السلام: مَنْ قَضَى حَقَّ مَنْ لاَ يَقْضِي حَقَّهُ فَقَدْ عَبَدَهُ.
165. وقال عليه السلام: لاَ طَاعَةَ لَِمخْلُوقٍ فِي مَعْصِيَةِ الْخَالِقِ.
166. وقال عليه السلام: لاَ يُعَابُ الْمَرْءُ بِتَأْخِيرِ حَقِّهِ، إِنَّمَا يُعَابُ مَنْ أَخَذَ مَا لَيْسَ لَهُ .
167. وقال عليه السلام: الْإِعْجَابُ يَمْنَعُ الْإِزْدِيَادَ (8) .
168. وقال عليه السلام: الْأَمْرُ قَرِيبٌ وَالْإِصْطِحَابُ قَلِيلٌ (9) .
169. وقال عليه السلام: قَدْ أَضَاءَ الصُّبْحُ لِذِي عَيْنَيْنِ.
170. وقال عليه السلام: تَرْكُ الذَّنْبِ أَهْوَنُ مِنْ طَلَبِ الْمَعُونَةِ .
171. وقال عليه السلام: كَمْ مِنْ أَكْلَةٍ مَنَعَتْ أَكَلاَتٍ!
172. وقال عليه السلام: النَّاسُ أَعْدَاءُ مَا جَهِلُوا.
173. وقال عليه السلام: مَنِ اسْتَقْبَلَ وُجُوهَ الْآرَاءِ عَرَفَ مَوَاقِعَ الْخَطَاََ.
174. وقال عليه السلام: مَن أَحَدَّ (10) سِنَانَ (11) الْغَضَبِ لِلَّهِ قَوِيَ عَلَى قَتْلِ أَشِدَّاءِ الْبَاطِلِ.
175. وقال عليه السلام: إِذَا هِبْتَ أَمْراً (12) فَقَعْ فِيهِ، فَإِنَّ شِدَّةَ تَوَقِّيهِ (13) أَعْظَمُ مِمَّا تَخَافُ مِنْهُ.
176. وقال عليه السلام: آلَةُ الرِّيَاسَةِ سَعَةُ الصَّدْرِ.
177. وقال عليه السلام: ازْجُرِ الْمُسِيءَ بِثوَابِ الْمُحسِنِ (14) .
178. وقال عليه السلام: احْصُدِ الشَّرَّ مِنْ صَدْرِ غَيْرِكَ بِقَلْعِهِ مِنْ صَدْرِكَ.
179. وقال عليه السلام: اللَّجَاجَةُ تَسُلُّ الرَّأْيَ (15) .
180. وقال عليه السلام: الطَّمَعُ رِقٌّ مُؤَبَّدٌ.
181. وقال عليه السلام: ثَمَرَةُ التَّفْرِيطِ النَّدَامَةُ، وَثَمَرَةُ الْحَزْمِ السَّلاَمَةُ.
182. وقال عليه السلام: لاَ خَيْرَ فِي الصَّمْتِ عَنِ الْحُكْمِ، كَمَا أَنَّهُ لاَ خَيْرَ فِي الْقوْلِ بِالْجَهْلِ.
183. وقال عليه السلام: مَا اخْتَلَفَتْ دَعْوَتَانِ إِلاَّ كَانَتْ إِحْدَاهُمَا ضَلاَلَةً.
184. وقال عليه السلام: مَا شَكَكْتُ فِي الْحَقِّ مُذْ أُرِيتُهُ.
185. وقال عليه السلام: مَا كَذَبْتُ وَلاَ كُذِّبْتُ، وَلاَ ضَلَلْتُ وَلاَ ضُلَّ بِي.
186. وقال عليه السلام: لِلظَّالِمِ الْبَادِي غَداً بِكَفِّهِ عَضَّةٌ (16) .
187. وقال عليه السلام: الرَّحِيلُ وَشِيكٌ (17) .
188. وقال عليه السلام: مَنْ أَبْدَى صَفْحَتَهُ (18) لِلْحَقِّ هَلَكَ.
189. وقال عليه السلام: مَنْ لَمْ يُنْجِهِ الصَّبْرُ أَهْلَكَهُ الْجَزَعُ.
190. وقال عليه السلام: وَاعَجَبَاهُ! أَتَكُونُ الْخِلاَفَةَ بِالصَّحَابَةِ وَالْقَرَابَةِ؟
قال الرضي: و روي له شعر في هذا المعنى:
فَإِنْ كُنْتَ بِالشُّورَى مَلَكْتَ أُمُورَهُمْ فَكَيْفَ بِهذَا وَالْمُشِيرُونَ غُيَّبُ (19) ؟
وَإِنْ كنْتَ بِالْقُرْبَى حَجَجْتَ خَصِيمَهُمْ (20) فَغَيْرُكَ أَوْلَى بِالنَّبِيِّ وَأَقْرَبُ.
191. وقال عليه السلام: إِنَّمَا الْمَرْءُ فِي الدُّنْيَا غَرَضٌ (21) تَنْتَضِلُ (22) فِيهِ الْمَنَايَا (23) وَنَهْبٌ (24) تُبَادِرُهُ الْمَصَائِبُ، وَمَعَ كُلِّ جُرْعَةٍ شَرَقٌ (25) وَفِي كُلِّ أَكْلَةٍ غَصَصٌ. وَلاَ يَنَالُ الْعَبْدُ نِعْمَةً إِلاَّ بِفِرَاقِ أُخْرَى، وَلاَ يَسْتَقْبِلُ يَوْماً مِنْ عُمُرِهِ إِلاَّ بِفِرَاقِ آخَرَ مِنْ أَجَلِهِ. فَنَحْنُ أَعْوَانُ الْمَنُونِ (26) وَأَنْفُسُنَا نَصْبُ الْحُتُوفِ (27) فَمِنْ أَيْنَ نَرْجُوا الْبَقَاءَ وَهذَا اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ لَمْ يَرْفَعَا مِنْ شَيْءٍ شَرَفاً (28) . إِلاَّ أَسْرَعَا الْكَرَّةَ فِي هَدْمِ مَا بَنَيَا، وَتَفْرِيقِ مَا جَمَعا؟!
192. وقال عليه السلام: يَابْنَ آدَمَ مَا كَسَبْتَ فَوْقَ قُوتِكَ، فَأَنْتَ فِيهِ خَازِنٌ لِغَيْرِكَ.
193. وقال عليه السلام: إِنَّ لِلْقُلُوبِ شَهْوَةً وَإِقْبَالاً وَإِدْبَاراً، فَأْتُوهَا مِنْ قِبَلِ شَهْوَتِهَا وَإِقْبَالِهَا، فَإِنَّ الْقَلْبَ إِذَا أُكْرِهَ عَمِيَ.
194. وكان عليه السلام يقول: مَتَى أَشْفِي غَيْظِي إِذَا غَضِبْتُ؟ أَحِينَ أَعْجِزُ عَنِ الْإِنْتِقَامِ فَيُقَالُ لِي: لَوْ صَبَرْتَ؟ أَمْ حِينَ أَقْدِرُ عَلَيْهِ فَيُقَالُ لي: لَوْ عَفَوْتَ.
195. وقال عليه السلام وقد مرّ بقذر على مزبلة: هذا مَا بَخِلَ بِهِ الْبَاخِلُونَ. و روي في خبر آخر أَنه قال: هذَا مَا كُنْتُمْ تَتَنَافَسُونَ فِيهِ بِالْأَمْسِ!
196. وقال عليه السلام: لَمْ يَذْهَبْ مِنْ مَالِكَ مَا وَعَظَكَ.
197. وقال عليه السلام: إِنَّ هذِهِ الْقُلُوبَ تَمَلُّ كَمَا تَمَلُّ الْأَبْدَانُ فَابْتَغُوا لَهَا طَرَائِفَ الْحِكْمَةِ.
198. وقال عليه السلام لما سمع قول الخوارج ـ لا حُكْم إِلاَّ للهِ ـ : كَلِمَةُ حَقٍّ يُرَادُ بِهَا بَاطِلٌ.
199. وقال عليه السلام في صفة الْغوغاء (29) هُمُ الَّذِينَ إِذَا اجْتَمَعُوا غَلَبُوا، وَإِذَا تَفَرَّقُوا لَمْ يُعْرَفُوا. وقيل: بل قال عليه السلام: هُمُ الَّذِينَ إِذَا اجْتَمَعُوا ضَرُّوا، وَإِذَا تَفَرَّقُوا نَفَعُوا. فقيل: قد عرفنا مضرة اجتماعهم، فما منفعة افتراقهم؟ فقال: يَرْجِعُ أَصْحَابُ الْمِهَنِ إِلَى مِهَنِهِمْ، فَيَنْتَفِعُ النَّاسُ بِهِمْ، كَرُجُوعِ الْبَنَّاءِ إِلَى بِنَائِهِ، وَالنَّسَّاجِ إِلَى مَنْسَجِهِ، وَالْخَبَّازِ إِلَى مَخْبَزِهِ.
200. وقال عليه السلام وقد أُتي بجانٍ ومعه غوغاءُ: لاَ مَرْحَباً بِوُجُوهٍ لاَ تُرى إِلاَّ عِنْدَ كُلِّ سَوْأَةٍ.

1.اعْتَصِموا: تحصّنوا.
2. الذِمَم: العهود.
3. الأَوتاد: جمع وَتِد، وهو ما رُزّ في الأَرض أو الحائط من خشب، ويريد بالأَوتاد ـ هنا ـ الرجال أهل النجدة الذين يوفون بها.
4.( من لا تُعْذَرُون بجهالَتِه ):أي عليكم بطاعة عاقل لاتكون له جهالة تعتذرون بها عند البراءة من عيب السقوط في مخاطر أعماله فيقل عذركم في اتباعه.
5.( بُصّرْتُم إن أبْصرْتم ):أي إن كانت لكم أبصار فأبصروا.
6.( اسْتَأثَر )َ: أي استبدّ.
7. الخِيَرَة: الخيار.
8.( الإِعْجاب يمنع من الإزْدِياد): مَن أعْجِبَ بنفسه وَثِقَ بكمالها فلم يطلب لها الزيادة في الكمال، فلا يزيد بل ينقص.
9. أمر الآخرة قريب، والإصطحاب في الدنيا قصير الزمن قليل.
10. أحَدّ ـ بفتح الهمزة والحاء وتشديد الدال ـ :أي شَحَذَ.
11. السِنَان: نَصْل الرمح.
12. هِبْت أمراً: خفت منه.
13. تَوَقّيه: الاحتراز منه.
14. (ازجر المسيء بثواب المُحسن): أي إذا كافأت المحسن على إحسانه أقلع المسيء عن إساءته طلباً للمكافأة.
15. اللَجَاجَة: شدة الخِصام تعصباً، لاللحق، وهي تَسُلّ الرأيَ، أي تَذْهَبُ به وتَنْزِعه.
16.( بكفّه عَضّة): أي يعض الظالم على يده ندماً يوم القيامة.
17. وشِيك: قريب، أي أن الرحيل من الدنيا إلى الآخرة قريب.
18. إبْدَاء الصفحة: إظهار الوجه، والمراد الظهور بمقاومة الحق.
19. غُيّبُ ـ جمع غائب ـ : يريد بالمشيرين أصحاب الرأي في الأَمر، وهم علي وأصحابه من بني هاشم وغيرهم.
20. خَصِيمُهم: المجادل باسمهم، ويريد احتجاج أبي بكر على الأَنصار بأن المهاجرين شجرة النبي (ص) .
21. الغَرَض ـ بالتحريك ـ : ما يُنْصَب ليصيبه الرامي.
22.( تَنْتَضِل فيه): أي تصيبه وتثبت فيه.
23. المَنايا: جمع مَنِيّة، وهي الموت.
24. النَهْب ـ بفتح فسكون ـ : ما يُنْهَب.
25. الشَرَق ـ بالتحريك ـ : وقوف الماء في الحلق، أي مع كل لذة ألم.
26. المَنُون ـ بفتح الميم ـ : الموت.
27. أنفسنا نَصْب الحُتُوف :أي تجاهها، والحُتُوف: جمع حَتْف أي هلاك.
28. الشَرَف: المكان العالي، والمراد به هنا كل ما علا من مكان وغيره.
29.. الغَوْغَاء ـ بغينين معجمتين ـ : أوباش الناس يجتمعون على غير ترتيب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق