نهج البلاغة

وهو مجموعة خطب مولانا أمير المؤمنين عليه السلام وأوامره وكتبه ورسائله وحكمه ومواعظه تأليف: الشريف الرضي أبي الحسن محمد بن الحسين بن موسى بن محمد بن موسى بن إبراهيم بن الإمام موسى الكاظم عليه السلام

الجمعة، 30 مارس 2012

[ 60 ] وقال عليه السلام لمّا قتل الخوارج فقيل له: يا أميرالمؤمنين، هلك القوم بأجمعهم !


كَلاَّ وَالله، إِنَّهُمْ نُطَفٌ فِي أَصْلاَبِ الرِّجَالِ، وَقَرَارَاتِ النِّسَاءِ (1) ، كُلَّمَا نَجَمَ مِنْهُمْ قَرْنٌ قُطِعَ (2) ، حَتَّى يَكُونَ آخِرُهُمْ لُصُوصاً سَلاَّبِينَ.

1. قَرَارات النساء: كناية عن الارحام.
2. كُلّما نَجَمَ منهم قَرْنٌ قُطِعَ: كلما ظهر أوطلع منهم رئيس قُتل.

[ 59 ] وقال عليه السلام لمّا عزم على حرب الخوارج وقيل له: إن القوم قد عبروا جسر النهروان !

مَصَارِعُهُمْ دُونَ النُّطْفَةِ، وَاللهِ لاَ يُفْلِتُ مِنْهُمْ عَشَرَةٌ، وَلاَ يَهْلِكُ مِنْكُمْ عَشَرَةٌ. قال الشريف: يعني بالنطفة ماء النهر، وهي أفصح كناية عن الماء وإن كان كثيراً جماً، وقد أشرنا إلى ذلك فيما تقدم عند مضيّ ما أشبهه.

[ 58 ] ومن كلامه عليه السلام كلّم به الخوارج حين اعتزلوا الحكومة وتنادوا: أن لا حكم إلاّ لله

أَصَابَكُمْ حَاصِبٌ (1) ، وَلاَ بَقِيَ مِنْكُمْ آثِرٌ (2) , أَبَعْدَ إِيمَاني بِاللهِ وَجِهَادِي مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ أَشْهَدُ عَلَى نَفْسِي بِالْكُفْرِ! لَقَدْ (ضَلَلْتُ إِذاً وَمَا أَنَا مِنَ الْمُهْتَدِينَ)! فَأُوبُوا شَرَّ مَآبٍ (3) ، وَارْجِعُوا عَلَى أَثَرِ الْأَعْقَابِ (4) ، أَمَا إِنَّكُمْ سَتَلْقَوْنَ بَعْدِي ذُلاًّ شَامِلاً، وَسَيْفاً قَاطِعاً، وَأَثَرَةً (5) يَتَّخِذُهَا الظَّالِمونَ فِيكُمْ سُنَّةً. قال الشريف: قوله عليه السلام: «ولا بقي منك آبر» يُروى على ثلاثة أوجه: أحدها أن يكون كما ذكرناه: «آبِرٌ» بالراء، من قولهم للذي يأبر النخل- أي: يصلحه- ويروى: «آثِرٌ»، و هو الذي يأثر الحديث ويرويه، أي يحكيه، وهو أصح الوجوه عندي، كأنه عليه السلام قال: لا بقي منكم مُخبر! ويروى: «آبِز» ـ بالزاي معجمة ـ وهو: الواثب، والهالك أيضاً يقال له: آبزٌ.

1. الحاصِبُ: ريح شديدة تحمل التراب والحصى، والجملة دعاء عليهم بالهلاك.
2. الآثِر: الذي يأثر الحديث ,أي يرويه و يحكيه.والمراد:لابقي منكم مخبر يروي أثراً.و هذا اللفظ «آثر» أقرب إلي السياق هنا من «آبر»و«آبز». وقد اختاره الشريف الرضي و وجده أصح الوجوه.
3. فأوبُوا شرّ مآب: انقلبوا شرّ منقلب بضلالتكم في زعمكم.
4. الاعقاب: جمع عقِب ـ بكسرالقاف ـ وهو مؤخر القدم.
5. الاثَرة: الاستبداد بفوائد الملك.

[ 57 ] ومن كلام له عليه السلام في صفة رجل مذموم، ثم في فضله هو عليه السلام


أَمَّا إنِّهُ سِيَظْهَرُ (1) عَلَيْكُمْ بَعْدِي رَجُلٌ رَحْبُ الْبُلْعُومِ (2) ، مُنْدَحِقُ الْبَطْنِ (3) ، يَأْكُلُ مَا يَجِدُ، وَيَطْلُبُ مَا لاَ يَجِدُ، فَاقْتُلُوهُ، وَلَنْ تَقْتُلُوهُ! أَلاَ وَإِنَّهُ سَيَأْمُرُكُمْ بِسَبِّي وَالْبَرَاءَةِ مِنِّي; فَأَمَّا السَّبُّ فَسُبُّونِي، فَإِنَّهُ لِي زَكَاةٌ،وَلَكُمْ نَجَاةٌ; وَأَمَّا الْبَرَاءَةُ فَلاَ تَتَبَرَّأُوا مِنِّي، فَإِنِّي وَلِدْتُ عَلَى الْفِطْرَةِ، وَسَبَقْتُ إِلَى الْإِيمَانِ وَالْهِجْرَةِ.

1. سيَظْهَرُ عليكُم: سيغلب.
2. رَحْبُ البُلْعُوم: واسعُهُ.
3. مُنْدَحِقُ البَطْن: عظيم البطن بارزه، كأنه لِعِظَمِهِ مُنْدلقٌ من بدنه يكاد يَبينُ عنه، وأصل «اندحق» بمعنى انزلق

[ 56 ] ومن كلام له عليه السلام يصف أصحاب رسول الله وذلك يوم صفين حين أمر الناس بالصلح


وَلَقَدْ كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، نَقْتُلُ آبَاءَنا وَأَبْنَاءَنَا وَإخْوَانَنا وَأَعْمَامَنَا، مَا يَزِيدُنَا ذلِكَ إلاَّ إِيمَاناً وَتَسْلِيماً، وَمُضِيّاً عَلَى اللَّقَمِ (1) ، وَصَبْراً عَلى مَضَضِ الْأَلَمِ (2) ، وَجِدّاً عَلى جِهَادِ الْعَدُوِّ، وَلَقَدْ كَانَ الرَّجُلُ مِنَّا وَالْآخَرُ مِنْ عَدُوِّنا يَتَصَاوَلاَنِ تَصَاوُلَ (3) الْفَحْلَيْنِ، يَتَخَالَسَانِ أَنْفُسَهُمَا (4) : أيُّهُمَا يَسْقِي صَاحِبَهُ كَأْسَ المَنُونِ، فَمَرَّةً لَنَا مِنْ عَدُوِّنَا، ومَرَّةً لِعَدُوِّنا مِنَّا، فَلَمَّا رَأَى اللهُ صِدْقَنَا أَنْزَلَ بِعَدُوِّنَا الْكَبْتَ (5) ، وَأَنْزَلَ عَلَيْنَا النَّصرَ، حَتَّى اسْتَقَرَّ الْإِسْلاَمُ مُلْقِياً جِرَانَهُ (6) وَمُتَبَوِّئاً أَوْطَانَهُ، وَلَعَمْرِي لَوْ كُنَّا نَأْتِي مَا أَتَيْتُمْ، مَا قَامَ لِلدِّينِ عَمُودٌ، وَلاَ اخْضَرَّ لِلْإِيمَانِ عُودٌ. وَأَيْمُ اللهِ لَتَحْتَلِبُنَّهَا دَماً (7) ، وَلَتُتْبِعُنَّهَا نَدَماً!

1. اللّقَم ـ بالتحريك وبوزن صُرَد أيضاً ـ : معظم الطريق أوجادّته.
2. مَضَض الالم: لذعته وبُرَحاؤه.
3. التّصاول: أن يحمل كل واحد من النّدّين على صاحبه.
4. يتخالَسان أنْفُسَهُما: كل منهما يطلب اختلاس روح الاخر.
5. الكَبْت: الاذلال.
6. جِران البعير ـ بالكسر ـ : مقدّمُ عنقه من مذبحه إلى مَنْحَره; وإلقاء الجِران كناية عن التمكّن.
7. الاحتلاب: استخراج ما في الضرع من اللبن.

[ 55 ] ومن كلام له عليه السلام وقد استبطأ أصحابه إذنه لهم في القتال بصفين


أمَّا قَوْلُكُمْ: أَكُلَّ ذلِكَ كَرَاهِيَةَ الْمَوْتِ؟ فَوَاللهِ مَا أُبَالِي دَخَلْتُ إِلَى المَوْتِ أَوْ خَرَجَ المَوْتُ إِلَيَّ. وَأَمَّا قَوْلُكُمْ: شَكّاً في أَهْلِ الشَّامِ! فَوَاللهِ مَا دَفَعْتُ الْحَرْبَ يَوْماً إِلاَّ وَأَنَا أَطْمَعُ أَنْ تَلْحَقَ بِي طَائِفَةٌ فَتَهْتَدِيَ بِي، وَتَعْشُوَ (1) إِلى ضَوْئِي، وَ ذَلِكَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَقْتُلَهَا عَلَى ضَلالِهَا، وَإِنْ كَانَتْ تَبُوءُ (2) بِآثَامِهَا.

1. تَعْشُو إلى ضوئي: تستدل عليه ببصر ضعيف.
2. تَبُوء بآثامها: ترجع.

[ 54 ] ومن كلام له عليه السلام وفيه يصف أصحابه بصفين حين طال منعهم له من قتال أهل الشام


فَتَدَاكُّوا (1) عَلَيَّ تَدَاكَّ الْإِبِلِ الْهِيمِ (2) يَوْمَ وِرْدِهَا (3) ، قَدْ أَرْسَلَهَا رَاعِيهَا، وَخُلِعَتْ مَثَانِيهَا (4) ، حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُمْ قَاتِليَّ، أَوْ بَعْضُهُمْ قَاتِلُ بَعْضٍ لَدَيَّ، وَقَدْ قَلَّبْتُ هذَا الْأَمْرَ بَطْنَهُ وَظَهْرَهُ حَتَّى مَنَعَنِي النَّوْمَ، فَمَا وَجَدْتُنِي يَسَعْني إِلاَّ قِتَالُهُمْ أَوِ الْجُحُودُ بِمَا جَاءَ بِهِ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَكَانَتْ مُعَالَجَةُ الْقِتَالِ أَهْوَنَ عَلَيَّ مِنْ مُعَالَجَةِ الْعِقَابِ، وَمَوْتَاتُ الدُّنْيَا أَهْوَنَ عَلَيَّ مِنْ مَوْتَاتِ الْآخِرَةِ.

1. تَدَاكّوا: تزاحموا عليه ليبايعوه رغبةً فيه.
2. الهيِم: العِطاش من الابل.
3. يوم وِرْدِها: يوم شربها الماء.
4. المثَاني ـ جمع المثناة بفتح الميم وكسرها ـ : حبل من صوف أوشعر يُعْقَلُ به البعير.

[ 53 ] ومن كلام له عليه السلام في ذكر يوم النحر وصفة الاضحية


وَمِنْ تَمَامِ الْأُضْحِيَةِ (1) اسْتِشْرَافُ أُذُنِهَا (2) ، وَسَلاَمَةُ عَيْنِهَا، فَإِذَا سَلِمَتِ الْأُذُنُ وَالْعَيْنُ سَلِمَتِ الْأُضْحِيِةُ وَتَمَّتْ، وَلَوْ كَانَتْ عَضْبَاءَ الْقَرْنِ (3) تَجُرُّ رِجْلَهَا إِلَى المَنْسَكِ (4) . قال السيد الشريف: والمنسك ها هنا المذبح.

1. الاضحية: الشاة التي طلب الشارع ذبحها بعد شروق الشمس من عيد الاضحى.
2. اسْتِشراف أُذُنِها: نَفَقّدُها حتى لاتكون مجدوعة أومشقوقة.
3. عَضْباء القَرْن: مكسورته.
4. تَجُرّ رجلها إلى المنْسَك: أي عرجاء; والمنسك: المذبح.

[ 52 ] ومن خطبة له عليه السلام وهي في التزهيد في الدنيا، وثواب الله للزهد، ونعم الله علي الخالق

التزهيد في الدنيا

أَلاَ وَإِنَّ الدُّنْيَا قَدْ تَصَرَّمَتْ، وَآذَنَتْ بِانْقِضَاءٍ، وَتَنَكَّرَ مَعْرُوفُها (1) ، وَأَدْبَرَتْ حَذَّاءَ (2) ، فَهِيَ تَحْفِزُ (3) بِالْفَنَاءِ سُكَّانَهَا، وَتَحْدُو (4) بِالْمَوْتِ جِيرَانَهَا، وَقَدْ أَمَرَّ (5) فِيْهَا مَا كَانَ حُلْواً (6) ، وَكَدِرَ مِنْهَا مَا كَانَ صَفْواً، فَلَمْ يَبْقَ مِنْهَا إِلاَّ سَمَلَةٌ كَسَمَلَةِ الْإِدَاوَةِ (7) ، أَوْ جُرْعَةٌ كَجُرْعَةِ الْمَقْلَةِ (8) ، لَوْ تَمَزَّزَهَا الصَّدْيَانُ (9) لَمْ يَنْقَعْ
(10) ، فَأَزْمِعُوا (11) عِبَادَ اللهِ الرَّحِيلَ عَنْ هذِهِ الدَّارِ الْمَقْدُورِ (12) عَلَى أَهْلِهَا الزَّوالُ، وَلاَ يَغْلِبَنَّكُمْ فِيهَا الْأَمَلُ، وَلاَ يَطُولَنَّ عَلَيْكُمْ الْأَمَدُ.
ثواب الزهاد
فَوَاللهِ لَوْ حَنَنْتُمْ حَنِينَ الْوُلَّهِ الْعِجَالِ (13) ، وَدَعَوْتُمْ بِهَدِيلِ الْحَمَامِ (14) ، وَجَأَرْتُمْ جُؤَارَ (15) مُتَبَتِّلِي (16) الرُّهْبَانِ، وَخَرَجْتُمْ إِلَى اللهِ مِنَ الْأَمْوَالِ وَ الْأَوْلاَدِ، الِْتمَاسَ الْقُرْبَةِ إِلَيْهِ فِي ارْتِفَاعِ دَرَجَة عِنْدَهُ، أوغُفْرَانِ سِيِّئَةٍ أَحْصَتْهَا كُتُبُهُ، وَحَفِظَتْهَا رُسُلُهُ، لَكَانَ قَلِيلاً فَيَما أَرْجُو لَكُم مِنْ ثَوَابِهِ، وَأَخَافُ عَلَيْكُمْ مِنْ عِقَابِهِ.
نعم الله
وَتَاللهِ لَوِ انْمَاثَتْ قُلوبُكُمُ انْمِيَاثاً (17) ، وَسَالَتْ عُيُونُكُمْ مِنْ رَغْبَةٍ إِلَيْهِ وَرَهْبَةٍ مِنْهُ دَماً، ثُمَّ عُمِّرْتُمْ فِي الدُّنْيَا، مَا الدُّنْيَا بَاقِيَةٌ، مَا جَزَتْ أَعْمَالُكُمْ عَنْكُمْ ـ وَلَوْ لَمْ تُبْقُوا شَيْئاً مِنْ جُهْدِكُمْ ـ أَنْعُمَهُ عَلَيْكُمُ الْعِظَامَ، وَهُدَاهُ إِيَّاكُمْ لِلْإِيمَانِ.

1. تَنَكّرَ مَعْرُوفُها: خفي وجهها.
2. حَذَّاء: ماضية، سريعة، وقد سبق تفسيرها, وفي رواية «جذاء» أي مقطوعة الدّرِّ والخير.
3. تَحْفِزُهم: تَدفعهم وتسوقهم.
4. تَحْدُوـ بالواوبعد الدال ـ : تسوقهم بالموت إلى الهلاك.
5. أمَرّ الشيء: صار مُرّاً.
6. كدِر كدَراً ـ كفرح فَرَحاً وكدُر ـ بالضم كظرُف ـ كُدُورةً: تعكّرَ وتغير لونه واختلط بما لا يستساغ هو معه.
7. السَمَلَة ـ محركة ـ : بقية الماء في الحوض، والاداوة: المَطْهَرَةُ، وهي إناء الماء الذي يُتَطَهّرُ به.
8. المَقْلَة ـ بالفتح ـ : حَصاة يضعها المسافرون في إناء، ثم يصبون الماء فيه ليغمرها، فيتناول كل منهم مقدار ما غمره، يفعلون ذلك إذا قل الماء، وأرادوا قسمته بالسوية.
9. التمزّزُ: الامتصاص قليلاً قليلاً، والصّدْيَانُ: العطشانُ.
10. لم يَنْقَعْ: لم يُرْوَ.
11. أزْمِعُوا الرحيلَ: أي اعزموا عليه، يقال: أزمع الامرَ، ولا يقال أزمع عليه.
12. المقدور: المكتوب.
13. الوُلّه العِجَال; الوُلّه: جمع وَالهة وهي كلّ أُنثى فَقَدتْ ولدها، وأصل الوَلَهِ: ذهابُ العقل، والعِجال من النّوق ـ جمع عَجُول ـ : وهي التي فقدت ولدها.
14. هَدِيلُ الحمام: صوته في بكائه لفقد إلفه.
15. جَأرْتُمْ: رفعتم أصواتكم; والجُؤار: الصوت المرتفع.
16. المتبَتّل: المنقطع للعبادة.
17. انماثت انمياثاً: ذَابَتْ ذَوَباناً.

[ 51 ] ومن كلامه عليه السلام لما غلب أصحاب معاوية أصحابه عليه السلام علي شريعة (1) الفرات بصفين و منعوهم الماء


قَدِ اسْتَطْعَمُوكُمُ الْقِتَالَ (2) ، فَأَقِرُّوا عَلَى مَذَلَّةٍ، وَتَأْخِيرِ مَحَلَّةٍ، أَوْ رَوُّوا السُّيُوفَ مِنَ الدِّمَاءِ تَرْوَوْا مِنَ الْمَاءِ، فَالمَوْتُ في حَيَاتِكُمْ مَقْهُورِينَ، وَالْحَيَاةُ في مَوْتِكُمْ قَاهِرِينَ. أَلاَ وَإِنَّ مُعَاوِيَةَ قَادَ لُمَةً (3) مِنَ الْغُوَاةِ وَعَمَّسَ عَلَيْهِمُ الْخَبَرَ (4) ، حَتَّى جَعَلُوا نُحُورَهُمْ أَغْرَاضَ (5) الْمَنِيَّةِ.

1. الشريعة: مورد الشاربة من النهر.
2. اسْتَطْعَمُوكُمُ القِتَال: طلبوا منكم أن تطعموهم القتال، كما يقال «فلان يستطعمني الحديث» أي: يستدعيه مني.
3. اللُّمَةُ ـ بالتخفيف ـ : الجماعة القليلة.
4. عَمّسَ عَلَيْهِم الخَبَرَ: أبهمه عليهم وجعله مظلماً.
5. الاغراض: جمع غرض، وهو الهدف.

بابُ المُخْتَارِ مِنْ حِكَمِ أَمِيرالمؤمنين عليه السلام ِ وَيَدْخُلُ في ذلِكَ المخُتَارُمِنْ أَجْوِبَةِ مَسَائِلِهِ وَالْكَلاَمِ القصير الخارج في سائِرِ اَغْراضِهِ ( من 251 الى300 )

251. وقال عليه السلام: مَرَارَةُ الدُّنْيَا حَلاَوَةُ الْآخِرَةِ، وَحَلاَوَةُ الدُّنْيَا مَرَارَةُ الْآخِرَةِ.
252. وقال عليه السلام: فَرَضَ اللهُ الْإِِيمَانَ تَطْهِيراً مِنَ الشِّرْكِ، وَالصَّلاَةَ تَنْزِيهاً عَنِ الْكِبْرِ، وَالزَّكَاةَ تَسْبِيباً لِلرِّزْقِ، وَالصِّيَامَ ابْتِلاَءً لْإِِخْلاَصِ الْخَلْقِ، وَالْحَجَّ تَقْرِبَةً لِلدِّينِ (1) وَالْجِهَادَ عِزّاً لِلْإِسْلاَمِ، وَالْأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ مَصْلَحَةً لِلْعَوَامِّ، وَالنَّهْيَ عَنِ الْمُنْكَرِ رَدْعاً لِلسُّفَهَاءِ، وَصِلَةَ الرَّحِمِ مَنْماةً (2) لِلْعَدَدِ، وَالْقِصَاصَ حَقْناً لِلدِّمَاءِ، وَإِقَامَةَ الْحُدُودِ إِعْظَاماً لِلْمَحَارِمِ، وَتَرْكَ شُرْبِ الْخَمْرِ تَحْصِيناً لِلْعَقْلِ، وَمُجَانَبَةَ السَّرِقَةِ إِيجاباً لِلْعِفَّةِ، وَتَرْكَ الزِّنَى تَحْصِيناً لِلنَّسَبِ، وَتَرْكَ اللِّوَاطِ تَكْثِيراً لِلنَّسْلِ، وَالشَّهَادَاتِ (3) اسْتِظهَاراً (4) عَلَى الْمُجَاحَدَاتِ (5) وَتَرْكَ الْكَذِبِ تَشْرِيفاً لِلصِّدْقِ، وَالسَّلاَمَ أَمَاناً مِنَ الْمَخَاوِفِ، وَالْإِمَانَةَ نِظَاماً لِلْأَُمَّةِ، وَالطَّاعَةَ تَعْظِيماً لِلْإِمَامَةِ .
253. وكان عليه السلام يقول: أَحْلِفُوا الظَّالِمَ. إِذَا أَرَدْتُمْ يَمِينَهُ. بِأَنَّهُ بَرِىءٌ مِنْ حَوْلِ اللهِ وَقُوَّتِهِ، فَإِنَّهُ إِذَا حَلَفَ بِهَا كَاذِباً عُوجِلَ الْعُقُوبَةَ، وَإِذَا حَلَفَ بِاللهِ الَّذِي لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ لَمْ يُعَاجَلْ، لاََِنَّهُ قَدْ وَحَّدَهُ اللّهَ تَعَالَى .
254. وقال عليه السلام: يَابْنَ آدَمَ، كُنْ وَصِيَّ نَفْسِكَ، فِي مَالِكَ وَاعْمَلْ فِيهِ مَا تُؤْثِرُ (6) أَنْ يُعْمَلَ فِيهِ مِنْ بَعْدِكَ.
255. وقال عليه السلام: الْحِدَّةُ ضَرْبٌ مِنَ الْجُنُونِ، لِأَنَّ صَاحِبَهَا يَنْدَمُ، فَإِنْ لَمْ يَنْدَمْ فَجُنُونُهُ مُسْتَحْكِمٌ.
256. وقال عليه السلام: صِحَّةُ الْجَسَدِ مِنْ قِلَّةِ الْحَسَدِ.
257. وقال عليه السلام لِكُمَيْل بن زياد النخعي: يَا كُمَيْلُ، مُرْ أَهْلَكَ أَنْ يَرُوحُوا (7) في كَسْبِ الْمَكَارِمِ، وَيُدْلِجُوا (8) فِي حَاجَةِ مَنْ هُوَ نائِمٌ، فَوَالَّذِي وَسِعَ سَمْعُهُ الْأَصْوَاتَ مَا مِنْ أَحَدٍ أَوْدَعَ قَلْباً سُرُوراً إِلاَّ وَخَلَقَ اللهُ لَهُ مِنْ ذلِكَ السُّرُورِ لُطْفاً، فَإِذَا نَزَلَتْ بِهِ نَائِبَةٌ (9) جَرَى إلَيْهَا كَالْمَاءِ فِي انْحِدَارِهِ حَتَّى يَطْرُدَهَا عَنْهُ كَمَا تُطْرَدُ غَرِيبَةُ الْإِِبلِ.
258. وقال عليه السلام: إِذَا أَمْلَقْتُمْ (10) فَتَاجرُِوا اللهَ بِالصَّدَقَةِ.
259. وقال عليه السلام: الْوَفَاءُ لِأَهْلِ الْغَدْرِ غَدْرٌ عِنْدَ اللهِ، وَالْغَدْرُ بَأَهْلِ الْغَدْرِ وَفَاءٌ عِنْدَ اللهِ.
260. وقال عليه السلام: كَمْ مِنْ مُسْتَدْرَجٍ بِالْإِحْسَانِ إِلَيْهِ، وَمَغْرُورٍ بِالسَّتْرِ عَلَيْهِ، وَمَفْتُونٍ بِحُسْنِ الْقَوْلِ فِيهِ وِمَا ابْتَلَى اللهُ سُبْحَانَهُ أَحَداً بِمِثْلِ الْإِِمْلاَءِ لَهُ.
قال الرضي: و قد مَضى هذا الكلام فيما تقدم، إلاّ أن فيه هاهنا زيادة مفيدة.
فصل:
نذكر فيه شيئاً من اختيار غريب كلامه المحتاج إلى التفسير
1. في حديثه عليه السلام: فَإِذَا كَانَ ذلِكَ ضَرَبَ يَعْسُوبُ الدِّينِ بِذَنَبِهِ، فَيَجْتَمِعُونَ إِلَيْهِ كَمَا يَجْتَمِعُ قَزَعُ الْخَرِيفِ.
قال الرضي: يعسوب الدين: السيد العظيم المالك لأَمور الناس يومئذ، والقزع: قطع الغيم التي لا ماء فيها.
2. وفي حديثه عليه السلام: هذَا الْخَطِيبُ الشَّحْشَحُ.
يريد: الماهر بالخطبة الماضي فيها، وكل ماض في كلام أو سير فهو شحشح، والشحشح في غير هذا الموضع: البخيل الممسك.
3. وفي حديثه عليه السلام: إنَّ لِلْخُصُومَةِ قُحَماً.
يريد بالقحم المهالك، لأَنها تُقِحمُ أصحابَها في المهالك والمتالف في الأَكثر، ومن ذلك قُحْمَةُ الأَعراب و هو أن تصيبهم السَّنةُ فتتعرّق أموالهم (11) فذلك تقحّمها فيهم. و قيل فيه وجهٌ آخر: وهو أنها تُقْحِمُهُمْ بلادَ الريف، أي تحوجهم إلى دخول الحضر عند مُحول البَدْوِ.
4. وفي حديثه عليه السلام: إِذَا بَلَغَ النِّسَاءُ نَصَّ الْحِقَاقِ فَالْعَصَبَةُ أَوْلَى.
والنص: منتهى الأَشياء ومبلغ أقصاها كالنص في السير، لأَنه أقصى ما تقدر عليه الدابة، وتقول: نصصت الرجل عن الأَمر، إذا استقصيت مسألته عنه لتستخرج ما عنده فيه، فنص الحقائق يريد به الإِدراك، لأَنه منتهى الصغر، والوقت الذي يخرج منه الصغير إلى حد الكبير، وهو من أفصح الكنايات عن هذا الأَمر وأغربها. يقول: فاذا بلغ النساء ذلك فالعَصَبَةُ أولى بالمرأة من أمها، إذا كانوا مَحْرَماً، مثل الإِخوة والأَعمام،بتزويجها إن أَرادوا ذلك. والحِقاق: مُحاقّةُ الأَم للعصبةِ في المرأة، وهو الجدال والخصومة، وقول كلّ واحدٍ منهما للآخر: أنا أحق منك بهذا، ويقال منه: حاققته حقاقاً، مثل جادلته جدالاً. و قد قيل: إن نصّ الحقاق بلوغ العقل، وهو الإِدراك، لاَنه عليه السلام إنما أراد منتهى الأَمر الذي تجب فيه الحقوق والأَحكام، ومَن رواه: «نص الحقائق» فإنما أراد جَمْعَ حَقيقةٍ. هذا معنى ما ذكره أبو عُبيد القاسم بن سلام. والذي عندي: أن المراد بنص الحِقاق ها هنا بلوغ المرأة إلى الحد الذي يجوز فيه تزويجها وتصرّفها في حقوقها، تشبيهاً بالِحقاق من الإِبل، وهي جمع حِقّةٍ وحِقّ، وهو الذي استكمل ثلاث سنين ودخل في الرابعة، وعند ذلك يبلغ إلى الحد الذي يُتمكّن فيه من ركوب ظهره، وَنَصِّهِ في السير، والحقائقُ أيضاً: جمع حِقّةٍ. فالروايتان جميعاً ترجعان إلى معنىً واحدٍ، وهذا أشبه بطريقة العرب من المعنى المذكور أولاً.
5. وفي حديثه عليه السلام: إنَّ الْإِِيمَانَ يَبْدُو لُمْظَةً فِي الْقَلْبِ، كُلَّمَا ازْدَادَ الْإِِيمَانُ ازْدَادَتِ الُّلمْظَةُ.
الُّلمْظَةُ مثل النكتة أو نحوها من البياض، ومنه قيل فرس ألمظ: إذا كان بجحفلته (12) شيء من البياض.
6. وفي حديثه عليه السلام: إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا كَانَ لَهُ الدَّيْنُ الظَّنُونُ يَجِبُ عَلَيْهِ أَنْ يُزَكِّيَهُ لِمَا مَضَى إِذَا قَبَضَهُ. فالظَّنُونُ: الذي لايَعْلَمُ صاحبُهُ أيقبضُه
من الذي هو عليه أم لا، فكأنّه الذي يُظَنُّ به، فمرة يرجوه و مرة لا يرجوه. وهذا من أفصح الكلام، وكذلك كلّ أمرٍ تطلبه ولا تدري على أي شيء أنت منه فهو ظَنون، وعلى ذلك قول الأَعشى:
مَا يُجْعَلُ الْجُدُّ الظَّنُونُ الَّذِي جُنِّبَ صَوْبَ اللَّجِبِ الْمَاطِرِ
مِثْلَ الْفُرَاتِيِّ إِذَا مَا طَمَا يَقْذِفُ بِالْبُوصِيِّ وَالْمَاهِرِ
والجُدّ: البئر، العاديه في الصحراء والظنون: التي لا يُدرى هل فيها ماء أم لا.
7. وفي حديثه عليه السلام: أَنه شيّع جيشاً يغْزِيهِ فقال: اعْذِبُوا (13) عَن النِّسَاءِ مَا اسْتَطَعْتُمْ.
و معناه: اصدِفوا عن ذكر النساء وشُغُلِ القلب بهن، وامتنعُوا من المقاربة لهنّ، لاَن ذلك يَفُتُّ (14) في عضُد الحميّة، ويقدح في معاقد العزيمة (15) ويكسِر عن (16) العَدْوِ (17) ، وَيلفِتُ عن الإِبعاد في الغزو، وكلُّ من امتنع من شيء فقد أعْذَبَ عنه، والعاذبُ والعَذُوب: الممتنع من الأَكل والشرب.
8. وفي حديثه عليه السلام: كَالْيَاسِرِ الْفَالِجِ يَنْتَظِرُ أَوَّلَ فَوْزةٍ مِنْ قِدَاحِهِ.
الياسرون (18) : هم الذين يتضاربون (19) بالقِداح على الجَزُورِ (20) والفالجُ: القاهرُ الغالبُ، يقال: قد فلج (21) عليهم وفَلَجَهُم، وقال الراجز: لمّا رأيتُ فالجاً قد فَلَجَا.
9. وفي حديثه عليه السلام: كُنَّا إِذَا احْمَرَّ الْبَأْسُ اتَّقَيْنَا بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، فَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنَّا أَقْرَبَ إِلَى الْعَدُوِّ مِنْهُ.
ومعنى ذلك: أنه إذا عَظُم الخوفُ من العدو واشتد عِضَاضُ الحربِ (22) فَزِعَ المسلمون (23) إلى قتال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بنفسه، فينزل الله عليهم، النصر به ويأمنون ما كانوا يخافونه بمكانه. و قوله: «إذَا احمّر البأس» كناية عن اشتداد الأَمر، وقد قيل في ذلك أقوال أحسَنُها: أنه شبّه حَمْيَ (24) الحرب بالنار التي تجمع الحرارة والحمرة بفعلِها ولونها، وممّا يقوي ذلك قول الرسول صلى الله عليه وآله ، وقد رأى مُجْتَلَدَ (25) الناس يوم حُنين وهي حرب هوازنَ: «الآن حَمِيَ الوَطِيسُ» فالوطيسُ: مستوقَدُ النار، فشبه رسول الله صلى الله عليه وآله ما استحرّ (26) من جلاد القوم باحتدامِ النار وشدةِ التهابها. انقضى هذا الفصل، ورجعنا إلى سنن الغرض الأَول في هذا الباب.
****
261. وقال عليه السلام لما بلغه إغارةُ أصحاب معاويةَ على الأَنبار، فخرج بنفسه ماشياً حتى أتى النُّخَيْلَةَ (27) فأدركه الناسُ وقالوا: يا أميرالمؤمنين نحن نكفيكَهُمْ. فقال: وَاللهِ مَا تَكْفُونَنِي أَنْفُسَكُمْ، فَكَيْفَ تَكْفُونَنِي غَيْرَكُمْ؟ إِنْ كَانَتِ الرَّعَايَا قَبْلِي لَتَشْكُوا حَيْفَ رُعَاتِهَا، وَإِنَّنِي الْيَوْمَ لاَََشْكُو حَيْفَ رَعِيَّتِي، كَأَنَّنِيَ الْمَقُودُ (28) وَهُمُ الْقَادَةُ، أَوِ ألْمَوْزُوعُ وَهُمُ الْوَزَعَةُ (29) . فلما قال عليه السلام هذا القول، في كلامٍ طويلٍ قد ذكرنا مختارَه في جملةِ الخُطَب، تقدّم إليه رجلان من أصحابه فقال أحدهما: إنّي لا أملك إلاّ نفسي وأخي، فَمُرْ بأمرك يا أميرالمؤمنين نُنْفِد له. فقال عليه السلام: وأَيْنَ تَقَعَانِ مِمَّا أُريدُ (30) .
262. وقيل: إنّ الحارث بن حَوْطٍ أتاه فقال: أتُراني (31) أظنّ أصحابَ الجمل كانوا على ضلالة؟ فقال عليه السلام: يَا حَارِثُ، إِنَّكَ نَظَرْتَ تَحْتَكَ وَلَمْ تَنْظُرْ فَوْقَكَ فَحِرْتَ (32) إِنَّكَ لَمْ تَعْرِفِ الْحَقَّ فَتَعْرِفَ مَنْ أَتَاهُ (33) , وَلَمْ تَعْرِفِ الْبَاطِلَ فَتَعْرِفَ مَنْ أَتَاهُ. فقال الحارث: فإنّي أَعتزل مع سعيد بن مالك وعبد الله بن عمر. فقال عليه السلام: إِنَّ سَعِيداً وَعَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ لَمْ يَنْصُرَا الْحَقَّ، وَلَمْ يَخْذُلاَ الْبَاطِلَ.
263. وقال عليه السلام: صَاحِبُ السُّلْطَانِ كَرَاكِبِ الْأَسَدِ: يُغْبَطُ (34) بِمَوْقِعِهِ، وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَوْضِعِهِ.
264. وقال عليه السلام: أَحْسِنُوا فِي عَقِبِ غَيْرِكُمْ تُحْفَظُوا فِي عَقِبِكُمْ (35) .
265. وقال عليه السلام: إِنَّ كَلاَمَ الْحُكَمَاءِ إذَا كَانَ صَوَاباً كَانَ دَوَاءً، وَإِذَا كَانَ خَطَأً كَانَ دَاءً.
266. وسأَله عليه السلام رجل أَن يعرّفه ما الْإِيمان. فقال: إِذَا كَانَ غَدٌ فَأْتِنِي حَتَّى أُخْبِرَكَ عَلَى أَسْمَاعِ النَّاسِ، فإِنْ نَسِيتَ مَقَالَتِي حَفِظَهَا عَلَيْكَ غَيْرُكَ، فَإِنَّ الْكَلاَمَ كَالشَّارِدَةِ، يَنْقُفُهَا (36) هذَا وَيُخِْئُهَا هذَا. وقد ذكرنا ما أجابه به فيما تقدم من هذا الباب، وهو قوله: الاِيمان على أربع شعب.
267. وقال عليه السلام: يَابْنَ آدَمَ، لاَ تَحْمِلْ هَمَّ يَوْمِكَ الَّذِي لَمْ يَأْتِكَ عَلَى يَوْمِكَ الَّذِي قَدْ أَتَاكَ، فَإِنَّهُ إِنْ يَكُ مِنْ عُمُرِكَ يَأْتِ اللهُ فِيهِ بِرِزْقِكَ.
268. وقال عليه السلام: أَحْبِبْ حَبِيبَكَ هَوْناً (37) مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ بَغِيضَكَ يَوْماً مَا، وَأَبْغِضْ بَغِيضَكَ هَوْناً مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ حَبِيبَكَ يَوْماً مَا.
269. وقال عليه السلام: النَّاسُ فِي الدُّنْيَا عَامِلاَنِ: عَامِلٌ عَمِلَ فِي الدُّنْيَا لِلدُّنْيَا، قَدْ شَغَلَتْهُ دُنْيَاهُ عَنْ آخِرَتِهِ، يَخْشَى عَلَى مَنْ يَخْلُفُهُ الْفَقْرَ، وَيأْمَنُهُ عَلَى نَفْسِهِ، فَيُفْنِي عُمُرَهُ فِي مَنْفَعَةِ غَيْرِهِ. وَعَامِلٌ عَمِلَ فِي الدُّنْيَا لِمَا بَعْدَهَا، فَجَاءَهُ الَّذِي لَهُ مِنَ الدُّنْيَا بِغَيْرِ عَمَلٍ، فَأَحْرَزَ الْحَظَّيْنِ مَعاً، وَمَلَكَ الدَّارَيْنِ جَمِيعاً، فَأَصْبَحَ وَجِيهاً (38) عِنْدَاللهِ، لاَ يَسْأَلُ اللهَ حَاجَةً فَيَمْنَعَهُ.
270. وروي أنه ذكر عند عمر بن الخطاب في أيامه حَلْي الكعبةِ وكثرتُهُ، فقال قوم: لو أخذته فجهزتَ به جيوش المسلمين كان أَعظم للاَجر، وما تصنع الكعبةُ بالْحَلْي؟ فهمّ عمر بذلك، وسأل عنه أميرالمؤمنين عليه السلام. فقال: إِنَّ القُرْآنَ أُنْزِلَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَ سَلَّمَ. وَ الْأَمْوَالُ أَرْبَعَةٌ: أَمْوَالُ الْمُسْلِمِينَ فَقَسَّمَهَا بَيْنَ الْوَرَثَةِ فِي الْفَرَائِضِ، وَالْفَيْءُ فَقَسَّمَهُ عَلَى مُسْتَحِقِّيهِ، وَالْخُمُسُ فَوَضَعَهُ اللهُ حَيْثُ وَضَعَهُ، وَالصَّدَقَاتُ فَجَعَلَهَا اللهُ حَيْثُ جَعَلَهَا. وَكَانَ حَلْيُ الْكَعْبَةِ فِيهَا يَوْمَئِذٍ، فَتَرَكَهُ اللهُ عَلَى حَالِهِ، وَلَمْ يَتْرُكْهُ نِسْيَاناً، وَلَمْ يَخْفَ عَلَيْهِ (39) مَكَاناً، فَأَقِرَّهُ حَيْثُ أَقَرَّهُ اللهُ وَرَسُولُهُ. فقال له عمر: لولاك لافتضحنا. وترك الحَلْي بحاله.
271. وروي أنه عليه السلام رُفع إليه رجلان سرقا من مال الله، أحدهما عبد من مال الله، والآخر من عُرُوضِ (40) الناس. فقال عليه السلام: أَمَّا هذَا فَهُوَ مِنْ مَالِ اللهِ وَلاَ حَدَّ عَلَيْهِ، مَالُ اللهِ أَكَلَ بَعْضُهُ بَعْضاً، وَأَمَّا الْآخَرُ فَعَلَيْهِ الْحَدُّ، فقطع يده.
272. وقال عليه السلام: لَوْ قَدِ اسْتَوَتْ قَدَمَايَ مِنْ هذِهِ الْمَدَاحِضِ (41) لَغَيَّرْتُ أَشْيَاءَ.
273. وقال عليه السلام: اعْلَمُوا عِلْماً يَقِيناً أَنَّ اللهَ لَمْ يَجْعَلْ لِلْعَبْدِ ـ وَإِنْ عَظُمَتْ حِيلَتُهُ، وَاشْتَدَّتْ طِلْبَتُهُ، وَقَوِيَتْ مَكِيْدَتُهُ ـ أَكْثَرَ مِمَّا سُمِّيَ لَهُ فِي الذِّكْرِ الْحَكِيمِ (42) ، وَلَمْ يَحُلْ بَيْنَ الْعَبْدِ فِي ضَعْفِهِ وَقِلَّةِ حِيلَتِهِ وَبَيْنَ أَنْ يَبْلُغَ مَا سُّمِّيَ لَهُ فِي الذِّكْرِ الْحَكِيمِ، وَالْعَارِفُ لِهذَا الْعَامِلُ بِهِ أَعْظَمُ النَّاسِ رَاحَةً فِي مَنْفَعَةٍ، وَالتَّارِكُ لَهُ الشَّاكُّ فِيهِ أَعْظَمُ النَّاسِ شُغُلاً فِي مَضَرَّةٍ. وَرُبَّ مُنْعَمٍ عَلَيْهِ مُسْتَدْرَجٌ (43) بِالنُّعْمَى، وَرُبَّ مُبْتَلىً (44) مَصْنُوعٌ لَهُ بِالْبَلْوَى! فَزِدْ أَيُّهَا الْمُسْتَمِعُ فِي شُكْرِكَ، وَقَصِّرْ مِنْ عَجَلَتِكَ، وَقِفْ عِنْدَ مُنتَهَى رِزْقِكَ.
274. وقال عليه السلام: لاَ تَجْعَلُوا عِلْمَكُمْ جَهْلاً، وَيَقِينَكُمْ شَكّاً، إِذَا عَلِمْتُمْ فَاعْمَلُوا، وَإِذَا تَيَقَّنْتُمْ فَأَقْدِمُوا.
275. وقال عليه السلام: إِنَّ الطَّمَعَ مُورِدٌ غَيْرُ مُصْدِرٍ (45) وَضَامِنٌ غَيْرُ وَفِيٍّ. وَرُبَّمَا شَرِقَ (46) شَارِبُ الْمَاءِ قَبْلَ رِيِّهِ، كُلَّمَا عَظُمَ قَدْرُ الشَّيْءِ الْمُتَنَافَسِ فِيهِ عَظُمَتِ الرَّزِيَّةُ لِفَقْدِهِ، وَالْأََمَانِيُّ تُعْمِي أَعْيُنَ الْبَصَائِرِ، وَالْحَظُّ يَأتِي مَنْ لاَ يَأْتِيهِ.
276. وقال عليه السلام: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ تَحْسُنَ فِي لاَمِعَةِ الْعُيُونِ عَلاَنِيَتِي، وَتَقْبُحَ فِيَما أُبْطِنُ لَكَ سَرِيرَتيِ، مُحَافِظاً عَلَى رِيَاءِ النَّاسِ مِنْ نَفْسِي بِجَمِيعِ مَا أَنْتَ مُطَّلِعٌ عَلَيْهِ مِنِّي، فَأُبْدِيَ لِلنَّاسِ حُسْنَ ظَاهِرِي، وَأُفْضِيَ إِلَيْكَ بِسُوءِ عَمَلِي، تَقَرُّباً إلَى عِبَادِكَ، وَتَبَاعُداً مِنْ مَرْضَاتِكَ.
277. وقال عليه السلام: لاَ وَالَّذِي أَمْسَيْنَا مِنْهُ فِي غُبْرِ (47) لَيْلَةٍ دَهْمَاءَ (48) تَكْشِرُ (49) عَنْ يَوْمٍ أَغَرَّ (50) مَا كَان كَذَاكَذا.
278. وقال عليه السلام: قَلِيلٌ تَدُومُ عَلَيْهِ أَرْجَى مِنْ كَثِيرٍ مَمْلُولٍ مِنْهُ (51) .
279. وقال عليه السلام: إذَا أَضَرَّتِ النَّوَافِلُ بالْفَرَائِضِ فَارْفُضُوهَا .
280. وقال عليه السلام: مَنْ تَذَكَّرَ بُعْدَ السَّفَرِ اسْتَعَدَّ.
281. وقال عليه السلام: لَيْسَتِ الرَّوِيَّةُ (52) كَالْمُعَايَنَةِ مَعَ الْإِبْصَارِ، فَقَدْ تَكْذِبُ الْعُيُونُ أَهْلَهَا، وَلاَ يَغُشُّ الْعَقْلُ مَنِ اسْتَنْصَحَهُ.
282. وقال عليه السلام: بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الْمَوْعِظَةِ حِجَابٌ مِنَ الْغِرَّةِ (53) .
283. وقال عليه السلام: جَاهِلُكُمْ مُزْدَادٌ (54) وَعَالِمُكُمْ مُسَوِّفٌ (55) .
284. وقال عليه السلام: قَطَعَ الْعِلْمُ عُذْرَ الْمُتَعَلِّلِينَ.
285. وقال عليه السلام: كُلُّ مُعَاجَلٍ يَسْأَلُ الْإِنْظَارَ (56) وَكُلُّ مُؤَجَّلٍ (57) يَتَعَلَّلُ بالتَّسْويفِ (58) .
286. وقال عليه السلام: مَا قَالَ النَّاسُ لِشَيْءٍ: طُوبَى لَهُ، إِلاَّ وَقَدْ خَبَأَ لَهُ الدَّهْرُ يَوْمَ سَوْءٍ.
287. وسئل عن القدر، فقال: طَرِيقٌ مُظْلِمٌ فَلاَ تَسْلُكُوهُ، وَبَحْرٌ عَمِيقٌ فَلاَ تَلِجُوهُ، وَسِرُّ اللهِ فَلاَ تَتَكَلَّفُوهُ.
288. وقال عليه السلام: إِذَا أَرْذَلَ (59) اللهُ عَبْداً حَظَرَ (60) عَلَيْهِ الْعِلْمَ.
289. وقال عليه السلام: كَانَ لِي فيَِما مَضَى أَخٌ فِي اللهِ، وَكَانَ يُعْظِمُهُ فِي عَيْنِي صِغَرُ الدُّنْيَا فِي عَيْنِهِ، وَكَانَ خَارِجاً مِنْ سُلْطَانِ بَطْنِهِ فَلاَ يَشْتَهِي مَا لاَ يَجِدُ وَلاَ يُكْثِرُ إِذَا وَجَدَ، وَكَانَ أَكْثَرَ دَهْرِهِ صَامِتاً فإِنْ قَالَ بَذَّ (61) الْقَائِلِينَ وَنَقَعَ غَلِيلَ (62) السَّائِلِينَ، وَكَانَ ضَعِيفاً مُسْتَضْعَفاً! فَإِنْ جَاءَ الْجِدُّ فَهُوَ لَيْثُ غَابٍ (63) وَصِلُّ (64) وَادٍ لاَ يُدْلِي (65) بِحُجَّةٍ حَتَّى يَأْتِيَ قَاضِياً، وَكَانَ لاَ يَلُومُ أَحَداً عَلَى مَا يَجِدُ الْعُذْرَ فِي مِثْلِهِ حَتَّى يَسْمَعَ اعْتِذَارَهُ، وَكَانَ لاَ يَشْكُو وَجَعاً إِلاَّ عِنْدَ بُرْئِهِ، وَكَانَ يقُولُ مَا يَفْعَلُ وَلاَ يَقُولُ مَا لاَ يَفْعَلُ، وَكَانَ إذَا غُلِبَ عَلَى الْكَلاَمِ لَمْ يُغْلَبْ عَلَى السُّكُوتِ، وَكَانَ عَلَى مَا يَسْمَعُ أَحْرَصَ مِنْهُ عَلَى أَنْ يَتَكَلَّمَ، وَكَان إذَا بَدَهَهُ (66) أَمْرَانِ نَظَرَ أَيُّهُمَا أَقْرَبُ إِلَى الْهَوَى فيَُخَالَفَهُ. فَعَلَيْكُمْ بِهذِهِ الْخَلاَئِقِ فَالْزَمُوهَا وَتَنَافَسُوا فِيهَا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِيعُوهَا فَاعْلَمُوا أَنَّ أَخْذَ الْقلِيلِ خَيْرٌ مِنْ تَرْكِ الْكَثِيرِ.
290. وقال عليه السلام: لَوْ لَمْ يَتَوَعَّدِ (67) اللهُ عَلَى مَعْصِيَةٍ لَكَانَ يَجِبُ أَنْ لاَ يُعْصَى شُكْراً لِنِعَمِهِ.
291. وقال عليه السلام ، وقد عزّى الاَشعثَ بن قيسٍ عن ابن له: يَا أَشْعَثُ، إِنْ تَحْزَنْ عَلَى ابْنِكَ فَقَدِ اسْتَحَقَّتْ ذلِكَ مِنْكَ الرَّحِمُ، وَإِنْ تَصْبِرْ فَفِي اللهِ مِنْ كُلِّ مُصِيبَةٍ خَلَفٌ. يَا أَشْعَثُ، إِنْ صَبَرْتَ جَرَى عَلَيْكَ الْقَدَرُ وَأَنْتَ مَأْجُورٌ، وَإِنْ جَزِعْتَ جَرَى عَلَيْكَ الْقَدَرُ وَأَنْتَ مَأْزُورٌ (68) يَا أَشْعَثُ، ابْنُكَ سَرَّكَ وَهُوَ بَلاَءٌ وَفِتْنَةٌ، وَحَزَنَكَ (69) وَهُوَ ثَوَابٌ وَرَحْمَةٌ.
292. وقال عليه السلام على قبر رسول الله صلى الله عليه وآله ساعة دفنه: إِنَّ الصَّبْرَ لَجَمِيلٌ إِلاَّ عَنْكَ، وَإِنَّ الْجَزَعَ لَقَبِيحٌ إِلاَّ عَلَيْكَ، وَإِنَّ الْمُصَابَ بِكَ لَجَلِيلٌ، وَإِنَّهُ قَبْلَكَ وَبَعْدَكَ لَجَلَلٌ (70) .
293. وقال عليه السلام: لاَ تَصْحَبِ الْمَائِقَ (71) فَإِنَّهُ يُزَيِّنُ لَكَ فِعْلَهُ، وَيَوَدُّ أَنْ تَكُونَ مِثْلَهُ.
294. وقد سئل عن مسافة ما بين المشرق والمغرب فقال عليه السلام: مَسِيرَةُ يَوْمٍ لِلشَّمْسِ.
295. وقال عليه السلام: أَصْدِقَاؤُكَ ثَلاَثَةٌ، وَأَعْدَاؤُكَ ثَلاَثَةٌ: فَأَصْدِقَاؤُكَ: صَدِيقُكَ، وَصَدِيقُ صَدِيقِكَ، وَعَدُوُّ عَدُوِّكَ. وَأَعْدَاؤكَ: عَدُوُّكَ، وَعَدُوُّ صَدِيقِكَ، وَصَدِيقُ عَدُوِّكَ.
296. وقال عليه السلام لرجل رآه يسعى على عدوٍّ له بما فيه إِضرار بنفسه: إنَّمَا أَنْتَ كَالطَّاعِنِ نَفْسَهُ لِيَقْتُلَ رِدْفَهُ (72) .
297. وقال عليه السلام: مَا أَكْثَرَ الْعِبَرَ وأَقَلَّ الْإِِعْتِبَارَ!
298. وقال عليه السلام: مَن بَالَغَ فِي الْخُصوُمَةِ أَثِمَ، وَمَنْ قَصَّرَ فِيهَا ظُلِمَ، وَلاَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَتَّقِيَ اللهَ مَنْ خَاصَمَ.
299. وقال عليه السلام: مَا أَهَمَّنِي ذَنْبٌ أُمْهِلْتُ بَعْدَهُ حَتَّى أُصَلِّيَ رَكْعَتَيْنِ وَأسْأَلَ اللهَ الْعَافِيَة .
300. وسئل عليه السلام: كيف يحاسب الله الخلق على كَثْرتهم؟ فقال عليه السلام: كَمَا يَرْزُقُهُمْ عَلَى كَثْرَتِهِمْ. فَقيل: كيف يُحاسِبُهُم ولا يَرَوْنَهُ؟ قال عليه السلام: كَمَا يَرْزُقُهُمْ وَلاَ يَرَوْنَهُ.

1. تَقْرِبَةً: أي سبباً لتقرّب أهل الدين بعضهم من بعض، إذ يجتمعون من جميع الاَقطار في مقام واحد لغرض واحد.
2. مَنْماة: إكثار وتنمية.
3. الشهادات: هي ما يدلي به الشهداء على حقوق الناس.
4. استظهاراً: إسناداً وتقويةً.
5. المُجاحَدَات: جمع مُجَاحَدة، وهي الاِنكار والجحود.
6. تُؤثِرُ أي: تحب.
7. الرَوَاح: السير من بعد الظهر.
8. الاِدْلاج: السير من أول الليل.
9. نائبة: مصيبة.
10. أمْلقتم: افتقرتم.
11. تَتَعَرّق أموالهم: من قولهم تَعَرّقَ فلان العظمَ أي أكل جميع ما عليه من اللحم.
12. الجَحْفَلَة ـ بتقديم الجيم المفتوحة على الحاء الساكنة ـ : للخيل والبغال والحمير بمنزلة الشَفَة للاِنسان.
13. اعْذِبُوا: أي أَعرضوا واتركوا.
14. الفَتّ: الدق والكَسر، وفَتّ في ساعده ـ من باب نصر ـ أي: أضعفه كأنه كسره.
15. مَعَاقِدُ العزيمة: مواضع انعقادها وهي القلوب، وقدح فيها: بمعنى خرقها كناية عن أوْهَنَها.
16.( يكسر عنه): يؤخّر عنه.
17. العَدْو ـ بفتح فسكون ـ : الجَرْي.
18. الياسِرُون: اللاعِبون بالميْسِر، وهو القمار.
19. يتضاربون بالقِداح: أي يقامرون بالسهام على النصيب من الناقة.
20. الجَزُور ـ بفتح الجيم ـ : الناقة المجزورة، أي المنحورة.
21. فَلَجَ ـ من باب ضرب و نصر ـ : فاز و انتصر.
22. العِضاض ـ بكسر العين ـ : أصله عضّ الفرس، مجاز عن إهلاكها للمتحاربين.
23. فَزِع المسلمون:لجؤوا إلى طلب رسول الله ليقاتل بنفسه.
24. الحَمْيُ ـ بفتح فسكون ـ : مصدر حَمِيَت النار: اشتدّ حرّها.
25. مُجْتَلَد ـ مصدر ميمي من الاجتلاد ـ أي: الاقتتال.
26. اسْتَحرّ: اشتدّ، والجِلاد: القتال.
27. النُخَيْلَة ـ بضم ففتح ـ : موضع بالعراق اقتتل فيه الاِمام مع الخوارج بعد صفّين.
28. المَقوُد: اسم مفعول، والقادة: جمع قائد.
29. الوَزَعَة ـ محرّكة ـ : جمع وازع بمعنى الحاكم، والمَوْزُوع: المحكوم.
30.( أين تَقَعَانِ مما أُريد): أي أين أنتما وما هي منزلتكما من الاَمر الذي أريده وهو يحتاج إلى قوة عظيمة؟ فلا موقع لكما منه.
31. أتُراني ـ بضم التاء، مبني للمجهول ـ أي: أتظنني.
32. حِرْت: من حار أي تحير.
33.أتي احقَّ :أخذ به .
34. يُغْبَط ـ مبني للمجهول ـ أي: يغبطه الناس ويتمنون منزلته لعزّته.
35.( أحْسِنُوا في عَقِب غيركم)...: أي كونوا رحماء بأبناء غيركم يرحم غيركم أبناءكم، فالعقب هنا يُراد به النسل والاَبناء.
36. نَقَفَهُ: ضربه.
37. الهَوْن ـ بالفتح ـ : الحقير، والمراد منه ـ هنا ـ الخفيف لا مبالغة فيه.
38.( وَجِيهاً): أي ذا منزلة عَلِيّة من القرب إليه سبحانه.
39. لم يَخْفَ عليه: لم يَغِبْ عنه.
40. عُروُضهم: جمع عَرْض ـ بفتح فسكون ـ وهو المتاع غير الذهب والفضة.
41. المَدَاحِض: المَزَالِقُ، يريد بها الفتن التي ثارت عليه.
42. الذكر الحكيم: القرآن.
43. المستدرج: الذي يُمْهلهُ الله ويمدّ له في النعمة مدّاً.
44. المُبْتَلى: المُمْتَحَن بالبلايا.
45.( مُورِدٌ غير مُصْدِرٍ): أي من ورده هلك فيه، ولم يصدر عنه.
46. شَرِقَ ـ كتعب ـ :أي غصّ.
47. غُبْر الليلة ـ بضم الغين وسكون الباء ـ : بقيّتها.
48. الدَهْماء: السوداء.
49. كَشّرَ عن أسنانه: ـ كضرب ـ أَبداها في الضحك ونحوه.
50. الاَغَرّ: أبيض الوجه.
51. مَمْلُول: يُسْأم منه ويُتَضَجّر.
52. الرَوِيّة ـ بفتح فكسر فتشديد ـ : إعمال العقل في طلب الصواب.
53. الغِرّة ـ بالكسر ـ : الغفلة.
54.( جاهِلُكم يزداد): أي يغالي ويزداد في العمل على غير بصيرة.
55. عالِمُكُم يُسَوّف بعمله: أي يؤخِّره عن أوقاته.
56. الانظار: أي التأخير.
57. مُؤجّل: قد أجّلَ الله عمره.
58. يراد هنا بالتسويف تأخير الاَجَل والفُسْحَة في مدّته.
59. أرْذله: جعله رذيلاً.
60.( حَظَرَه عليه): أي حرمه منه.
61.( بَذَّهُم) : أي كَفَّهُم عن القول و منعهم .
62. نَقَعَ الغليلَ: أزال العطشَ.
63. الليث: الاَسد. والغاب: جمع غابة، وهي الشجر الكثير الملتفّ يَسْتَوْكرُِ فيه الاَسد.
64. الصِلّ ـ بالكسر ـ : الحيّة.
65. أدْلى بحجّته: أحضرها.
66. بَدَهَهُ الاَمرُ: فَجَأهُ وَبَغَتَهُ.
67. التَوَعّد: الوعيد،: أي لو لم يُوعِدْ على معصيته بالعقاب.
68. مأزُور: مُقْترِف للوِزْر، وهو الذنب.
69. حَزَنَكَ: أكسَبَكَ الحزنَ.
70. الجَلَل ـ بالتحريك ـ : الهين الصغير، وقد يطلق على العظيم، وليس مراداً هنا.
71. المائِق: الاَحمق.
72. الرِدْف ـ بالكسر ـ : الراكب خلف الراكب.