نهج البلاغة

وهو مجموعة خطب مولانا أمير المؤمنين عليه السلام وأوامره وكتبه ورسائله وحكمه ومواعظه تأليف: الشريف الرضي أبي الحسن محمد بن الحسين بن موسى بن محمد بن موسى بن إبراهيم بن الإمام موسى الكاظم عليه السلام

الاثنين، 23 أبريل 2012

[ 69 ] ومن كلام له عليه السلام في توبيخ بعض أصحابه


كَمْ أُدَارِيكُمْ كَمَا تُدَارَى الْبِكَارُ الْعَمِدَةُ (1) ، وَالثِّيَابُ الْمتَدَاعِيَةُ (2) ! كُلَّما حِيصَتْ (3) مِنْ جَانِبٍ تَهَتَّكَتْ (4) مِنْ آخَرَ، كُلَّما أَطَلَّ عَلَيْكُمْ مَنْسِرٌ (5) مِنْ مَنَاسِرِ أَهْلِ الشَّامِ أَغْلَقَ كُلُّ رَجُلٍ مِنْكُمْ بَابَهُ، وَانْجَحَرَ (6) انْجِحَارَ الضَّبَّةِ في جُحْرِهَا، وَالضَّبُعِ فِي وِجَارِهَا (7) . الذَّلِيلُ وَاللهِ مَنْ نَصَرْتُمُوهُ! وَمَنْ رُمِيَ بِكُمْ فَقَدْ رُمِيَ بِأَفْوَقَ نَاصِلٍ (8) . إِنَّكُمْ ـ وَاللهِ ـ لَكَثِيرٌ فِي الْبَاحَاتِ (9) ، قَليِلٌ تَحْتَ الرَّايَاتِ، وَإِنِّي لَعَالِمٌ بِمَا يُصْلِحُكُمْ، وَيُقِيمُ أَوَدَكُمْ (10) ، وَلكِنِّي واللهِ لَا أَرَى إِصْلاَحَكُمْ بَإِفْسَادِ نَفْسِي. أَضْرَعَ اللهُ خُدُودَكُمْ (11) , وَأَتْعَسَ جُدُودَكُمْ (12) ! لَا تَعْرِفُونَ الْحَقَّ كَمَعْرِفَتِكُمُ الْبَاطِلَ،وَلاَ تُبْطِلُونَ الْبَاطِلَ كَإِبطَالِكُمُ الْحَقَّ!

1. البِكار ـ ككتاب ـ جمع بكر: الفتيّ من الابل. العَمِدة ـ بفتح فكسر ـ : التي انفضح داخلُ سنَامِها من الركوب، وظاهُرهُ سليم.
2. الثياب المُتداعية: الخَلقَةُ المُتَخَرّقة. ومُدَاراتها: استعمالها بالرفق التام.
3. حيصَتْ: خِيطَتْ.
4. تَهَتّكَتْ: تَخَرّقَتْ.
5. المَنْسر ـ كمجلس ومنبر ـ : القطعة من الجيش تمر أمام الجيش الكثير. وأطلّ: أشرف.
6. إنْجَحَرَ: دخَلَ الجُحْرَ.
7. الوِجار ـ بالكسر ـ : جُحْرُ الضّبُع وغيرها.
8. الافْوَق من السهام: ما كُسر فُوقُهُ، أي موضع الوتر منه. والناصل: العاري من النصل. والسهم إذا كان مكسور الفُوقِ عارياً عن النصل لم يؤثّر في الرمية.
9. الباحات: الساحات.
10. أوَدَكم ـ بالتحريك ـ : اعوجاجكم.
11. أضْرَعَ الله خُدُودَكم: أذلّ الله وجوهكم.
12. وأتْعَسَ جُدُودَكم، أي: حط من حظوظكم. والتّعَسَ: الانحطاط والهلاك والعثار.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق