نهج البلاغة

وهو مجموعة خطب مولانا أمير المؤمنين عليه السلام وأوامره وكتبه ورسائله وحكمه ومواعظه تأليف: الشريف الرضي أبي الحسن محمد بن الحسين بن موسى بن محمد بن موسى بن إبراهيم بن الإمام موسى الكاظم عليه السلام

الاثنين، 28 مايو 2012

بابُ المُخْتَارِ مِنْ حِكَمِ أَمِيرالمؤمنين عليه السلام ِ وَيَدْخُلُ في ذلِكَ المخُتَارُمِنْ أَجْوِبَةِ مَسَائِلِهِ وَالْكَلاَمِ القصير الخارج في سائِرِ اَغْراضِهِ ( من 451 الى 480 )


451. وقال عليه السلام: زُهْدُكَ فِي رَاغِبٍ فِيكَ نُقْصَانُ حَظٍّ، وَرَغْبَتُكَ فِي زَاهِدٍ فِيكَ ذُلُّ نَفْسٍ.
452. وقال عليه السلام: الغِنَى والْفَقْرُ بَعْدَ الْعَرْضِ (1) عَلَى اللهِ.
453. وقال عليه السلام: مَا زَالَ الزُّبَيْرُ رَجُلاً مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ حَتَّى نَشَأَ ابْنُهُ الْمَشْؤُومُ عَبْدُ اللهِ.
454. وقال عليه السلام: مَا لاِبْنِ آدَمَ وَالْفَخْرِ: أَوَّلُهُ نُطْفَةٌ، وَآخِرُهُ جِيفَةٌ، وَلاَ يَرْزُقُ نَفْسَهُ، وَلاَ يَدفَعُ حَتْفَهُ.
455. وسئل: من أشعر الشعراء؟ فقال عليه السلام: إِنَّ الْقَوْمَ لَمْ يَجْرُوا فِي حَلبةٍ (2) تُعْرَفُ الْغَايَةُ عِنْدَ قَصَبَتِهَا فَإِنْ كَانَ وَ لاَبُدَّ فَالْمَلِكُ الضِّلِّيلُ (3) . يريد امرأ القيس.
456. وقال عليه السلام: أَلاَ حُرٌّ يَدَعُ هذِهِ اللُّمَاظَةَ (4) لِأََهْلِهَا؟ إِنَّهُ لَيْسَ لِأََنْفُسِكُمْ ثَمَنٌ إِلاَّ الْجَنَّةَ، فَلاَ تَبِيعُوهَا إِلاَّ بِهَا.
457. وقال عليه السلام: مَنْهُومَانِ (5) لاَ يَشْعَبَانِ: طَالِبُ عِلْمٍ، وَطَالِبُ دُنْيَا.
458. وقال عليه السلام: الْإِِيمَانِ أَنْ تُؤثِرَ الصِّدْقَ حَيْثُ يَضُرُّكَ عَلَى الْكَذِبِ حَيْثُ يَنْفَعُك وَأَلاَّ يَكُونَ فِي حَديِثِكَ فَضْلٌ عَنْ عِلْمِكَ (6) وَأَنْ تَتَّقِيَ اللهَ فِي حَدِيثِ غَيْرِكَ (7) .
459. وقال عليه السلام: يَغْلِبُ الْمِقْدَارُ (8) عَلَى التَّقْديرِ (9) حَتَّى تَكُونَ الْآفَةُ فِي التَّدْبِيرِ. قال الرضي: وقد مضى هذا المعنى فيما تقدم برواية تخالف بعض هذه الأَلفاظ.
460. وقال عليه السلام: الْحِلْمُ (10) وَالْأَنَاةُ (11) تَوْأَمَانِ (12) يُنْتِجُهُمَا عُلُوُّ الْهِمَّةِ.
461. وقال عليه السلام: الْغِيبَةُ (13) جُهْدُ (14) الْعَاجِِزِ.
462. وقال عليه السلام: رُبَّ مَفْتُونٍ بِحُسْنِ الْقَوْلِ فِيهِ.
463. وقال عليه السلام: الدُّنْيَا خُلِقَتْ لِغَيْرِهَا، ولَمْ تُخْلَقْ لِنَفْسِهَا.
464. وقال عليه السلام: إِنَّ لِبَنِي أُمَيَّةَ مِرْوَدَاً يَجْرُونَ فِيهِ، وَلَوْ قَدِ اخْتَلَفُوا فِيَما بَيْنَهُمْ ثُمَّ كَادَتْهُمُ (15) الضِّبَاعُ لَغَلَبَتْهُمْ. قال الرضي: وَالْمِرْوَدُ هنا مفعَل من الإِرْوَاد، وهو الإِمهال والأظهار , وهذا من أفصح الكلام وأغربه، فكأنه عليه السلام شبّه المهلة التي هم فيها بالمضمار الذى يجرون فيه إلى الغاية، فاذا بلغوا مُنقَطَعا انتقضَ نظامُهم بعدها.
465. وقال عليه السلام في مدح الأَنَصار: هُمْ وَاللهِ رَبَّوُا (16) الْإِسْلاَمَ كَمَا يُرَبَّى الْفِلْوُ
(17) مَعَ غَنَائِهِمْ (18) بَأَيْدِيهِمُ السِّبَاطِ (19) وَأَلْسِنَتِهِمُ السِّلاَطِ (20) .
466. وقال عليه السلام: الْعَيْنُ وِكَاءُ السَّهِ. قال الرضي: وهذه من الاستعارات العجيبة، كأنه شبّه السّهَ بالوعاء، والعين بالوكاء، فإذا أُطلق الوكاءُ لم ينضبطِ الوعاءُ و هذا القول في الأَشهر الأَظهر من كلام النبي صلي عليه و آله وسلم، وقد رواه قوم لأَميرالمؤمنين عليه السلام ، ذكر ذلك المبرّد في كتاب (المقتضب) في باب (اللفظ بالحروف). وقد تكلمنا على هذه الاستعارة في كتابنا الموسوم: (بمجازات الآثار النبوية).
467. وقال عليه السلام في كلام له: وَوَلِيَهُمْ وَالٍ فأَقَامَ واسْتَقَامَ، حَتَّى ضَرَبَ الدِّينُ بِجِرَانِهِ (21) .
468. وقال عليه السلام: يَأتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ عَضُوضٌ (22) يَعَضُّ الْمُوسِرُ (23) فِيهِ عَلَى مَا فِي يَدَيْهِ وَلَمْ يُؤْمَرْ بِذلِكَ، قَالَ اللهُ سُبْحَانَهُ: (وَلاَ تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ)، تَنْهَدُ فِيهِ
(24) الْأَشْرَارُ، وَتُسْتَذَلُّ الْأَخْيَارُ، ويُبَايعُ الْمُضْطَرُّونَ، وَقَدْ نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّي اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ عَنْ بِيَعِ (25) الْمُضْطَرِّينَ.
469. وقال عليه السلام: يَهْلِكُ فِيَّ رَجُلاَنِ: مُحِبٌّ مُفْرِطٌ، وَبَاهِتٌ (26) مُفْتَرٍ (27) . قال الرضي: وهذا مثل قوله عليه السلام: هَلَكَ فِي رَجُلاَنِ: مُحِبٌّ غَالٍ، وَمُبْغِضٌ قَالٍ.
470. وسئل عليه السلام عن التوحيد والعدل فقال: التَّوْحِيدُ أَلاَّ تَتَوَهَّمَهُ (28) وَالْعَدْلُ أَلاَّ تَتَّهِمَهُ (29) .
471. وقال عليه السلام: لاَ خَيْرَ فِي الصَّمْتِ عَنِ الْحُكْمِ، كَمَا أنَّهُ لاَ خَيْرَ فِي الْقَوْلِ بِالْجَهْلِ.
472. وقال عليه السلام في دعاء استسقى به: اللَّهُمَّ اسْقِنَا ذُلُلَ السَّحَابِ دُونَ صِعَابِهَا. قال الرضي: وهذا من الكلام العجيب الفصاحة، وذلك أنه عليه السلام شبّه السحاب ذوات الرُّعود والبوارق والرياح والصواعق بالإِبل الصّعاب التي تَقْمُصُ (30) برحالها (31) وتقِصُّ (32) بركبانها، وشبّه السحاب خاليةً من تلك الروائع (33) بالإِبل الذُّلُلِ التي تُحْتَلَبُ (34) طَيِّعَةً (35) ‌ وتُقْتَعَدُ (36) مُسْمِحَةً (37) .
473. وقيل له عليه السلام: لو غيَّرتَ شيبك يا أميرالمؤمنين. فقال عليه السلام: الْخِضَابُ زِينَةٌ، وَنَحْنُ قَوْمٌ فِي مُصِيبَةٍ! ( يريد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله ).
474. وقال عليه السلام: مَا الْمُجَاهِدُ الشَّهِيدُ فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَعْظَمَ أَجْراً مِمَّنْ قَدَرَ فَعَفَّ، لَكَادَ الْعَفِيفُ أَنْ يَكُونَ مَلَكاً مِنَ الْمَلاَئِكَةِ.
475. وقال عليه السلام: ( الْقَنَاعَةُ مَالٌ لاَيَنْفَدُ ). قال الرضي: وقد رَوى بعضُهم هذا الكلام عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
476. وقال عليه السلام لزياد بن أبيه. _وقد استخلفَهُ لعبد الله بن العباس على فارس وأَعمالها، في كلامٍ طويلٍ كان بينهما، نهاه فيه عن تقدم الخَراج (38) ـ : اسْتَعْمِلِ الْعَدْلَ، وَاحْذَرِ الْعَسْفَ (39) والْحَيْفَ (40) فَإِنَّ الْعَسْفَ يَعُودُ بِالْجَلاَءِ، وَالْحَيْفَ يَدْعُو إِلَى السَّيْفِ.
477. وقال عليه السلام: أَشَدُّ الذُّنُوبِ مَا اسْتَخَفَّ بِهِ صَاحِبُهُ.
478. وقال عليه السلام: مَا أَخَذَ اللهُ عَلَى أَهْلِ الْجَهْلِ أَنْ يَتَعَلَّمُوا حَتَّى أَخَذَ عَلَى أَهْلِ الْعِلْمِ أَنْ يُعَلِّمُوا.
479. وقال عليه السلام: شَرُّ الْإِخْوَانِ مَنْ تُكُلِّفَ لَهُ. قال الرضي: لأَن التكليف مستلزمٌ للمشقة، وهو شرٌ لازمٌ عن الأَخ المتَكلّفِ له، فهو شرُّ الإِخوان.
480. وقال عليه السلام: إِذَا احْتَشَمَ الْمُؤْمِنُ أَخَاهُ فَقَدْ فَارَقَهُ. قال الرضي: يقال: حشمه وأحشمه: إذا أغضبه، وقيل: أخجله، ( أواحتشمه): طلب ذلك له، وهو مَظِنّة مفارقته.
وهذا حين انتهاء الغاية بنا إلى قطع المختار من كلام أميرالمؤمنين عليه السلام حامدين لله سبحانه على ما منّ به من توفيقنا لضمّ ما انتشر من أطرافه وتقريب ما بعد من أقطاره، وتقرر العزم كما شرطنا أولاً على تفضيل أوراق من البياض في آخر كلّ باب من الأَبواب، ليكون لاقتناص الشارد واسْتلحاق الوارد، وما عساه أن يظهر لنا بعد الغموض ويقع إلينا بعد الشذوذ، وما توفيقنا إلاّ بالله عليه توكّلنا وهو حسبنا ونعم الوكيل. وذلك في رجب سنة أربع مئة من الهجرة, وصلي الله علي سيدنا محمد خاتم الرسل, و الهادي الي خير السبل, وآله الطاهرين, وأصحابه نجوم اليقين.

1 . العَرْض على الله: يوم القيامة.
2 . الحَلْبة ـ بالفتح ـ : القِطْعة من الخيل تجتمع للسباق، عبّر بها عن الطريقة الواحدة. والقَصَبَة:ما ينصبه طلبة السباق حتى إذا سبق سابق أخذه ليعلم بلا نزاع، وكانوا يجعلون هذا من قَصَب، أي لم يكن كلامهم في مقصد واحد بل ذهب بعضهم مذهب الترغيب، وآخر مذهب الترهيب، وثالث مذهب الغَزَل والتشبيب.
3. الضِّلّيل: من الضَلال، والملك الضلّيل هو امرؤ القيس.
4 . اللُمَاظَة ـ بالضم ـ : بقية الطعام في الفم، يريد بها الدنيا، أي: لايوجد حرّ يترك هذا الشيء الدَنِيء لاَهله.
5 . المَنْهُوم: المُفْرِط في الشهوة، وأصله في شهوة الطعام.
6 .( في حديثك فضل ) أي: لا تقول أزيد مما تعلم.
7 . حَدِيث الغَيْر: الرواية عنه، والتَقْوَى فيه: عدم الافتراء.
8. المِقْدَار: القَدَر الاِلهي.
9 . التقدير: القياس.
10 . الحِلْم ـ بالكسر ـ : حبْس النفس عند الغضب.
11 . الاََناة: يريد بها التأني.
12 . التَوْأمَان: المولودان في بطن واحد، والتشبيه في الاقتران والتوالد من أصل واحد.
13 . الغِيبة ـ بالكسر ـ : ذكرك الآخر بما يكره وهو غائب، وهي سلاح العاجز ينتقم به من عدوه.
14 . جُهْدُه: أي غاية ما يمكنه.
15 . كَادَتْهُم: أي مَكَرَتْ بهم.
16 . رَبُّوا من التربية والاِنماء.
17 . الفلو ـ بالكسر أو بفتح فضم فتشديد أو بضمتين فتشديد ـ المُهْر إذا فُطِم أو بلغ السنة.
18 . الغَنَاء ـ بالفتح ممدوداً ـ : الغنى، أي: مع استغنائهم.
19 . السِبَاط ـ ككتاب ـ : جمع سَبْط ـ بفتح السين ـ يقال: رجل سَبْط اليدين أي سَخِيّ.
20. السِلاط: جمع سَلِيط، وهو الشديد وذو اللسان الطويل.
21. الجِرَان ـ ككتاب ـ : مُقَدّم عُنُق البعير، يضرب على الاَرض عند الاستراحة، كنايةً عن التمكن. والوالي يريد به النبي .وَ (وَليَهُم) أي :تَوَلّى أمورَهم وسياسةَ الشريعة فيهم.
22. العَضُوض ـ بالفتح ـ : الشديد.
23. المُوسرِ: الغنيّ. ويَعَضّ على ما في يديه: يمسكه بخلاً على خلاف ما أمره الله في قوله: (ولا تَنْسوا الفضل بينكم) .أي الاِحسان
24 . تَنْهَد : أي ترتفع.
25 . بِيعَ ـ بكسر ففتح ـ : جمع بِيعة ـ بالكسر ـ : هَيْئَة البيع، كالجِلْسة لهيئة الجلوس.
26 . بَهَتَهُ ـ كمنعه ـ : قال عليه ما لم يفعل.
27 . مُفْتَرٍ: اسم فاعل من الافتراء.
28 . تتوَهّمة أي: تصوره بوهمك، فكل موهوم محدود، والله لا يحدّ بوهم.
29 . تتّهِمه : أي في أفعال يظن عدم الحكمة فيها.
30 . قَمَصَ الفَرَسُ وغيره ـ كضرب ونصر ـ : رفع يديه وطرحهما معاً وعَجَنَ برجليه.
31 . الرحال: جمع رَحْل، أي إنها تمتنع حتى على رحالها فَتَقْمُصُ لتلقيها.
32 . وَقَصت به راحِلتُه تَقِصُ ـ كَوَعَدَ يَعِدُ ـ : تَقَحّمَت بِه فَكَسَرَتْ عُنُقَهُ.
33 . رَوَائع: جمع رائعة، أي مُفْزِعة.
34 . الاحتلاب: استخراج اللبن من الضَرْع.
35 . طَيِّعَة ـ بتشديد الياء ـ : شديدة الطاعة.
36 . تُقْتَعَدُ ـ مبني للمجهول من اقتعده ـ : اتخذه قُعْدة ـ بالضم ـ يَرْكبه في جميع حاجاته.
37 . مُسْمِحَة: اسم فاعل من( أسْمَحَ، )أي سمح ـ ككرم ـ بمعنى جَادَ، وسماحها مجاز عن إتيان ما يريده الراكب من حسن السير.
38 . تَقَدّمُ الخَرَاج: الزيادة فيه.
39 . العَسْف ـ بالفتح ـ : الشدة في غير حق.
40 . الحَيْف: الميل عن العدل إلى الظلم.

بابُ المُخْتَارِ مِنْ حِكَمِ أَمِيرالمؤمنين عليه السلام ِ وَيَدْخُلُ في ذلِكَ المخُتَارُمِنْ أَجْوِبَةِ مَسَائِلِهِ وَالْكَلاَمِ القصير الخارج في سائِرِ اَغْراضِهِ ( من 400 الى 450 )


401. وقال عليه السلام: مُقَارَبَةُ النَّاسِ فِي أَخْلاَقِهِمْ أَمْنٌ مِنْ غَوَائِلِهِمْ (1) .
402. وقال عليه السلام لبعض مخاطبيه، وقد تكلم بكلمة يُسْتَصْغَرُ مثلُه عن قول مثلها: لَقَدْ طِرْتَ شَكيِراً ،هَدَرْتَ سَقْباً. والشكير هاهنا: أول ما ينبت من ريش الطائر قبل أن يقوى ويستحصف، والسقب: الصغير من الإِبل ولا يهدر إلا بعد أن يستفحل.
403. وقال عليه السلام: مَنْ أَوْمَأَ (2) إِلَى مُتَفَاوِتِ (3) خَذَلَتْهُ الْحِيَلُ (4) .
404. وقال عليه السلام وَقَدْ سُئِلَ عن معنى قولهم: ( لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ باللهِ): إِنَّا لاَ نَمْلِكُ مَعَ اللهِ شَيْئاً، وَلاَ نَمْلِكُ إِلاَّ مَا مَلَّكَنَا، فَمَتَى مَلَّكَنَا مَا هُوَ أَمْلَكُ بِهِ مِنَّا (5) كَلَّفَنَا، وَمَتى أَخَذَهُ مِنَّا وَضَعَ تَكْلِيفَهُ عَنَّا.
405. وقال عليه السلام لعمار بن ياسر وقد سمعه يراجع المغيرة بن شعبة كلاماً: دَعْهُ يَا عَمَّارُ، فَإِنَّهُ لَمْ يَأْخُذْ مِنَ الدِّينِ إِلاَّ مَا قَارَبَتْهُ الدُّنْيَا، وَعَلَى عَمدٍ لَبَسَ عَلَى نَفْسِهِ (6) لِيَجْعَلَ الشُّبُهَاتِ عَاذِراً لِسَقَطَاتِهِ.
406. وقال عليه السلام: مَا أَحْسَنَ تَوَاضُعَ الْأَغْنِيَاءِ لِلْفُقَرَاءِ طَلَباً لِمَا عِنْدَ اللهِ! وأَحْسَنُ مِنْهُ تِيهُ الْفُقَرَاءِ عَلَى الْأَغْنِيَاءِ اتِّكَالاً عَلَى الله.
407. وقال عليه السلام: مَا اسْتَوْدَعَ اللهُ امْرَأً عَقْلاً إِلاَّ اسْتَنْقَذَهُ (7) بِهِ يَوْماً مَا!
408. وقال عليه السلام: مَنْ صَارَعَ الْحَقَّ صَرَعَهُ.
409. وقال عليه السلام: الْقَلْبُ مُصْحَفُ الْبَصَرِ (8) .
410. وقال عليه السلام: التُّقَى رَئِيسُ الْأَخْلاَقِ.
411. وقال عليه السلام: لاَ تَجْعَلَنَّ ذَرَبَ (9) لِسَانِكَ عَلَى مَنْ أَنْطَقَكَ، وَبَلاَغَةَ قَوْلِكَ عَلَى مَنْ سَدَّدَكَ (10) .
412. وقال عليه السلام: كَفَاكَ أَدَباً لِنَفْسِكَ اجْتِنَابُ مَا تَكْرَهُهُ مِنْ غَيْرِكَ.
413. وقال عليه السلام: مَنْ صَبَرَ صَبْرَ الْأَحْرَارِ، وَإِلاَّ سَلاَ (11) سُلُوَّ الْأَغْمَارِ (12) .
414. وفي خبرٍ آخر أنّه عليه السلام قال للأَشعث بن قيس معزياً عن ابن له: إِنْ صَبَرْتَ صَبْرَ الْأَكَارِمِ، وَإِلاَّ سَلَوْتَ سُلُوَّ الْبَهَائِمِ.
415. وقال عليه السلام في صفة الدنيا: تَغُرُّ وَتَضُرُّ وَتَمُرُّ، إِنَّ اللهَ تَعَالَى لَمْ يَرْضَهَا ثَوَاباً لِأَوْلِيَائِهِ، وَلاَ عِقَاباً لِأَعْدَائِهِ، وَإِنَّ أَهْلَ الدُّنْيَا كَرَكْبٍ بَيْنَا هُمْ حَلُّوا إِذْ صَاحَبِهِمْ سَائِقُهُمْ فَارْتَحَلُوا (13) .
416. وقال لابنه الحسن عليهما السلام : لاَ تُخَلِّفَنَّ وَرَاءَكَ شَيْئاً مِنَ الدُّنْيَا، فَإِنَّكَ تُخَلِّفُهُ لِأَحَدِ رَجُلَيْنِ: إِمَّا رَجُلٌ عَمِلَ فِيهِ بِطَاعَةِ اللهِ فَسَعِدَ بِمَا شَقِيتَ بِهِ، وَإِمَّا رَجُلٌ عَمِلَ فِيهِ بِمَعْصِيَةِ اللهِ فَشَقِيَ بِمَا جَمَعْتَ لَهُ فَكُنْتَ عَوْناً لَهُ عَلى مَعْصِيَتِهِ، وَلَيْسَ أَحَدُ هذَيْنِ حَقِيقاً أَنْ تُؤْثِرَهُ عَلَىُ نَفْسِكَ. قال الرضي: و يروى هذا الكلام على وجه آخر، وهو: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ الَّذِي فِي يَدِكَ مِنَ الدُّنْيَا قَدْ كَانَ لَهُ أَهْلٌ قَبْلَكَ، وَهُوَ صَائِرٌ إِلَى أَهْلٍ بَعْدَكَ، وَإِنَّمَا أَنْتَ جَامعٌ لِأَحَدِ رَجُلَيْنِ: رَجُلٍ عَمِلَ فِيَما جَمَعْتَهُ بِطَاعَةِ اللهِ فَسَعِدَ بِمَا شَقِيتَ بِهِ، أَوْ رَجُلٍ عَمِلَ فِيهِ بِمَعْصِيَةِ اللهِ فَشَقِيَتَ بِمَا جَمَعْتَ لَهُ، وَلَيْسَ أَحَدُ هذَيْنِ أَهْلاً أَنْ تُؤْثِرَهُ عَلَى نَفْسِكَ تَحْمِلَ لَهُ عَلَى ظَهْرِكَ، فارْجُ لِمَنْ مَضَى رَحْمَةَ اللهِ، لِمَنْ بَقِيَ رِزْقَ اللهِ.
417. وقال عليه السلام لقائل قال بحضرته:( أَسْتَغْفِرُ اللهَ). ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ، أَتَدْرِي مَا الْإِِسْتِغْفَارُ؟ الْإِسْتِغْفَارَ دَرَجَةُ الْعِلِّيِّينَ، وَهُوَ اسْمٌ وَاقِعٌ عَلَى سِتَّةِ مَعَانٍ: أَوَّلُهَا: النَّدَمُ عَلَى مَا مَضَى. وَالثَّانِي: الْعَزْمُ عَلَى تَرْكِ الْعَوْدِ إِلَيْهِ أَبَداً, وَالثَّالِثُ: أَنْ تُؤَدِّيَ إِلَى الْمَخْلُوقِينَ حُقُوقَهُمْ حَتَّى تَلْقَى اللهَ أَمْلَسَ لَيْسَ عَلَيْكَ تَبِعَةٌ, وَالرَّابِعُ: أَنْ تَعْمِدَ إِلَى كُلِّ فَرِيضَةٍ عَلَيْكَ ضَيَّعْتَهَا فَتُؤَدِّيَ حَقَّهَا, وَالْخَامِسُ: أَنْ تَعْمِدَ إِلَى اللَّحْمِ الَّذِي نَبَتَ عَلَى السُّحْتِ (14) فَتُذِيبَهُ بِالْأَحْزَانِ، حَتَّى يَلْصِقَ الْجِلْدُ بِالْعَظْمِ، وَيَنْشَأَ بَيْنَهُمَا لَحْمٌ جَدِيدٌ, وَالسَّادِسُ: أَنْ تُذِيقَ الْجِسْمَ أَلَمَ الطَّاعَةِ كَمَا أَذَقْتَهُ حَلاَوَةَ الْمَعْصِيَةِ, فَعِنْدَ ذلِكَ تَقُولُ: ( أَسْتَغْفِرُاللهَ).
418. وقال عليه السلام: الْحِلْمُ عَشِيرَةٌ (15) .
419. وقال عليه السلام: مِسْكِينٌ ابْنُ آدَمَ: مَكْتُومُ الْأَجَلِ، مَكْنُونُ (16) الْعِلَلِ، مَحْفُوظُ الْعَمَلِ، تَؤْلِمُهُ الْبَقَّةُ، وَتَقْتُلُهُ الشَّرْقَةُ (17) وَتُنْتِنُهُ (18) الْعَرْقَةُ (19) .
420. وروي أنه عليه السلام كان جالساً في أصحابه، فمرّت بهم امرأة جميلة، فرمقها القوم بأبصارهم. فقال عليه السلام: إِنَّ أَبْصَار هذِهِ الْفُحُولِ طَوَامِحُ (20) وَإِنَّ ذلِكَ سَبَبُ هَبَابِهَا (21) فإِذَا نَظَرَ أَحَدُكُمْ إِلَى امْرَأَةٍ تُعْجِبُهُ فَلْيُلاَمِسْ أَهْلَهُ، فَإِنَّمَا هِيَ امْرَأَهٌ كَامْرَأَةٍ. فقال رجل من الخوارج: قاتله الله كافراً ما أفقهه. فوثب القوم لِيقتلوه. فقال عليه السلام: رُوَيْداً (22) إِنَّمَا هُوَ سَبٌّ بِسَبٍّ، أَوْ عَفْوٌ عَنْ ذَنْبٍ!
421. وقال عليه السلام: كَفَاكَ مِنْ عَقْلِكَ مَا أَوْضَحَ لَكَ سُبُلَ غَيِّكَ مِنْ رُشْدِكَ.
422. وقال عليه السلام: افْعَلُوا الْخَيْرَ وَلاَ تَحْقِرُوا مِنْهُ شَيْئاً، فَإِنَّ صَغِيرَهُ كَبِيرٌ وَقَلِيلَهُ كَثِيرٌ، وَلا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ: إِنَّ أَحَداً أَوْلَى بِفِعْلِ الْخَيْرِ مِنِّي فَيَكُونَ وَاللهِ كَذلِكَ، إِنَّ لِلْخَيْرِ وَالشَّرِّ أَهْلاً، فَمَهْمَا تَرَكْتُمُوهُ مِنْهُمَا كَفَاكُمُوهُ أَهْلُهُ (23) .
423. وقال عليه السلام: مَنْ أَصْلَحَ سَرِيرَتَهُ أَصْلَحَ اللهُ عَلاَنِيَتَهُ، وَمَنْ عَمِلَ لِدِينِهِ كَفَاهُ اللهُ أَمْرَ دُنْيَاهُ، وَمَنْ أَحْسَنَ فِيَما بَيْنَهُ وبَيْنَ اللهِ كَفَاهُ اللهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّاسِ.
424. وقال عليه السلام: الْحِلْمُ غِطَاءٌ سَاتِرٌ، وَالْعَقْلُ حُسَامٌ قَاطِعٌ، فَاسْتُرْ خَلَلَ خُلُقِكَ بِحِلْمِكَ، وَقَاتِلْ هَوَاكَ بِعَقْلِكَ.
425. وقال عليه السلام: إِنَّ لِلَّهِ عِبَاداً يَخْتَصُّهُمْ اللهُ بِالنِّعَمِ لِمَنَافِعِ الْعِبَادِ، فَيُقِرُّهَا (24) فِي أَيْدِيهِمْ مَا بَذَلُوهَا، فَإِذَا مَنَعُوهَا نَزَعَهَا مِنْهُمْ، ثُمَّ حَوَّلَهَا إِلَى غَيْرِهِمْ.
426. وقال عليه السلام: لاَ يَنْبَغِي لِلْعَبْدِ أَنْ يَثِقَ بِخَصْلَتَيْنِ: الْعَافِيَةِ، وَالْغِنَى: بَيْنَا تَرَاهُ مُعَافىً إِذْ سَقِمَ، وَغَنِيّاً إِذِ افْتَقَرَ.
427. وقال عليه السلام: مَنْ شَكَا الْحَاجَةَ إِلَى مُؤْمِنٍ فَكَأَنَّهُ شَكَاهَا إِلَى اللهِ، وَمَنْ شَكَاهَا إلَى كَافِرٍ فَكَأَنَّمَا شَكَا اللهَ .
428. وقال عليه السلام في بعض الأَعيَاد: إِنَّمَا هُوَ عِيدٌ لِمَنْ قَبلَ اللهُ صِيَامَهُ وَشَكَرَ قِيَامَهُ، وَكُلُّ يَوْمٍ لاَ يُعْصَى اللهُ فِيهِ فَهُوَ عِيدٌ.
429. وقال عليه السلام: إِنَّ أَعْظَمَ الْحَسَرَاتِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَسْرَةُ رَجُلٍ كَسَبَ مَالاً فِي غَيْرِ طَاعَةِ اللهِ، فَوَرَّثَهُ رَجُلٌ فَأَنْفَقَهُ فِي طَاعَةِ اللهِ سُبْحَانَهُ، فَدَخَلَ بِهِ الْجَنَّةَ، وَدَخَلَ الْأَوَّلُ بِهِ النَّارَ.
430. وقال عليه السلام: إِنَّ أَخْسَرَ النَّاسِ صَفْقَةً (25) وَأَخْيَبَهُمْ سَعْياً، رَجُلٌ أَخْلَقَ بَدَنَهُ (26) فِي طَلَبِ مَالِهِ، وَلَمْ تُسَاعِدْهُ الْمَقَادِيرُ عَلَى إِرَادَتِهِ، فَخَرَجَ مِنَ الدُّنْيَا بِحَسْرَتِهِ، وَقَدِمَ عَلَى الْآخِرَةِ بِتَبِعَتِهِ (27) .
431. وقال عليه السلام: الرِّزْقُ رِزْقَانِ: طَالِبٌ، وَمَطْلُوبٌ، فَمَنْ طَلَبَ الدُّنْيَا طَلَبَهُ الْمَوْتُ حَتَّى يُخْرِجَهُ عَنْهَا وَ مَنْ طَلَبَ الْآخِرَةَ طَلَبَتْهُ الدُّنْيَا حَتَّى يَسْتَوْفِيَ رِزْقَهُ مِنْهَا.
432. وقال عليه السلام: إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ هُمُ الَّذِينَ نَظَرُوا إِلَى بَاطِنِ الدُّنْيَا إِذَا نَظَرَ النَّاسُ إِلَى ظَاهِرِهَا، وَاشْتَغَلُوا بِآجِلِهَا (28) إِذَا آشْتَغَلَ النَّاسُ بِعَاجِلِهَا، فَأَمَاتُوا مِنْهَا مَا خَشُوا أَنْ يُمِيتَهُمْ (29) وَتَرَكُوا مِنْهَا مَا عَلِمُوا أَنَّهُ سَيَتْرُكُهُمْ، وَرَأَوُا اسْتِكْثَارَ غَيْرِهِمْ مِنْهَا اسْتِقْلالاً، وَدَرَكَهُمْ لَهَا فَوْتاً، أَعْدَاءُ مَا سَالَمَ النَّاسُ، وَسِلْمُ (30) مَا عَادَى النَّاسُ! بِهِمْ عُلِمَ الْكِتَابُ وَبِهِ عُلِمُوا وَبِهِمْ قَامَ الْكِتَابُ وَبِهِ قَامُوا، لاَ يَرَوْنَ مَرْجُوّاً فَوْقَ مَا يَرْجُونَ، وَلاَ مَخُوفاً فَوْقَ مَا يَخَافُونَ.
433. وقال عليه السلام: اذْكُرُوا انْقِطَاعَ الَّلذَّاتِ، وَبَقَاءَ التَّبِعَاتِ.
434. وقال عليه السلام: اخْبُرْ تَقْلِهِ (31) قال الرضي: ومن الناس من يروي هذا للرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، ومما يُقوّي أنه من كلام أميرالمؤمنين عليه السلام ما حكاه ثعلب عن ابن الأعرابي قال: قال المأمون: لولا أنّ علياً قال: «اخبُر تَقْلِهِ» لقلت: اقْلِهِ تَخْبُرْ.
435. وقال عليه السلام: مَا كَانَ اللهُ لِيَفْتَحَ عَلَى عَبْدٍ بَابَ الشُّكْرِ وَيُغْلِقَ عَنْهُ بَابَ الزِّيَادَةِ، وَلاَ لِيَفْتَحَ عَلَى عَبْدٍ بَابَ الدُّعَاءِ وَيُغْلِقَ عَنْهُ بَابَ الْإِجَابَةِ، وَلاَ لِيَفْتَحَ لِعَبْدٍ بَابَ التَّوْبَةِ وَيُغْلِقَ عَنْهُ بَابَ الْمَغْفِرَةِ.
436. وقال عليه السلام: أوْلَى النَّاسِ بِالْكَرَمِ مَنْ عُرِفَتْ بِهِ الْكِرَامُ.
437. وسئل عليه السلام أَيّهُما أَفضل: العدل، أَو الجود؟ فقال: الْعَدْلُ يَضَعُ الْأَُمُورَ مَوَاضِعَهَا، والْجُودُ يُخْرِجُهَا عَنْ جِهَتِهَا، وَالْعَدْلُ سَائِسٌ عَامٌّ، وَالْجُودُ عَارضٌ خَاصٌّ، فَالْعَدْلُ أَشْرَفُهُمَا وَأَفْضَلُهُمَا.
438. وقال عليه السلام: النَّاسُ أَعْدَاءُ مَا جَهِلُوا.
439. وقال عليه السلام: الزُّهْدُ كُلُّهُ بَيْنَ كَلِمَتَينِ مِنَ الْقُرْآنِ: قَالَ اللهُ سبحانه: (لِكَيْلاَ تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلاَ تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ)، فَمَنْ لَمْ يَأْسَ (32) عَلَى الْمَاضِي، وَلَمْ يَفْرَحْ بالْآتِي، فَقَدْ أَخَذَ الزُّهْدَ بِطَرَفَيْهِ.
440. وقال عليه السلام: ما أَنْقَضَ النَّوْمَ لِعَزَائِمِ الْيَوْمِ (33) !
441. وقال عليه السلام: الْوِلاَيَاتُ مَضَامِيرُ الرِّجَالِ (34) .
442. وقال عليه السلام: لَيْسَ بَلَدٌ بأَحَقَّ بِكَ مِنْ بَلَدٍ، خَيْرُ الْبِلاَدِ مَا حَمَلَكَ.
443. وقال عليه السلام: وقد جاءه نعي الْأَشتر رحمه الله: مَالكٌ (35) وَمَا مَالِكٌ! وَاللهِ لَوْ كَانَ جَبَلاً لَكَانَ فِنْداً، وَلَوْ كَانَ حَجَراً لَكَانَ صَلْداً، لاَ يَرْتَقِيهِ الْحَافِرُ، وَلاَ يُوفِي عَلَيْهِ (36) الطَّائِرُ. قال الرضي: الفند: المنفرد من الجبال.
444. وقال عليه السلام: قَلِيلٌ مَدُومٌ عَلَيْهِ خَيْرٌ مِنْ كَثِيرٍ مَمْلُولٍ مِنْهُ.
445. وقال عليه السلام: إذَا كَانَ في رَجُلٍ خَلَّةٌ رَائِقَةٌ (37) فَانْتَظِرْ أَخَوَاتِهَا.
446. وقال عليه السلام لغالب بن صعصعة أبي الفرزدق، في كلام دار بينهما: مَا فَعَلَتْ إِبِلُكَ الْكثِيرَةُ؟ قال: دَغْدَغََتْها الحُقُوقُ (38) يا أميرالمؤمنين فَقال عليه السلام: ذَاكَ أَحْمَدُ سُبُلِهَا (39) .
447. وقال عليه السلام: مَنِ اتَّجَرَ بِغَيْرِ فِقْهٍ ارْتَطَمَ (40) فِي الرِّبَا.
448. وقال عليه السلام: مَنْ عَظَّمَ صِغَارَ الْمَصَائِبِ ابْتَلاَهُ اللهُ بِكِبَارِهَا.
449. وقال عليه السلام: مَنْ كَرُمَتْ عَلَيْهِ نَفْسُهُ هَانَتْ عَلَيْهِ شَهْوَتُهُ.
450. وقال عليه السلام: مَا مَزَحَ (41) امْرُؤٌ مَزْحَةً إِلاَّ مَجَّ (42) مِنْ عَقْلِهِ مَجَّةً.

1. غوَائِل: جمع غائلة، وهي العداوة وما تجلبه من الشرور.
2. أوْمَأ: أشار، والمراد طلب وأراد.
3. المُتَفاوِت: المتباعد.
4. خَذَلَتْه الحِيلَ: تخلّت عنه عند حاجته إليها.
5. أَمْلَكُ به مِنّا: أي فوق طاقتنا.
6. ( على عمْد): متعلق بلَبّس، أي أوقع نفسه في اللَّبْس وهو ـ الشُبْهة ـ عامداً لتكون الشبهة عذراً له في زَلاّته.
7. ( ما اسْتَوْدَع الله امرءاً عَقْلاً إلا اسْتَنْقَذَه): أي إن الله لا يهب العقل، إلاّ حيث يريد النجاة، فمتى أَعطى شخصاً عقلاً خلّصه به من شقاء الدَارَيْن.
8. ( القلب مُصْحَفُ البصر): أي ما يتناوله البصر يحفظ في القلب كأنه يكتب فيه.
9. الذَرَب: الحِدّة.
10. التَسْدِيد: التقويم والتثقيف.
11. سَلا: نسيَ.
12. الاَغْمَار: جمع غِمْر مثلّث الاَول، وهو الجاهل لم يجرّب الاَمور.
13. ( صاح بهم سائقهم فارتحلوا): أي: بينما هم قد حلّوا فاجأهم صائح الاَجل وهو سائقهم بالرحيل فارتحلوا.
14. السُحْت ـ بالضم ـ : المال من كسب حرام.
15. خُلُق الحِلْم يجمع إليك من معاونة الناس لك ما يجتمع لك بالعَشيرة، لاَنه يُوليك محبّةَ الناس فكأنه عشيرة.
16. ( مَكْنُون ) أي: مستور العِلَل والاَمراض لا يعلم من أين تأتيه.
17. الشَرْقة: الغَصّة بالرّيق.
18. تُنْتِنُ ريحه: تُوسِخها.
19. العَرْقَة: الواحد من العَرَق يتصبّب من الاِنسان.
20. طَوَامِح: جمع طامح أو طامحة، وتقول: طمح البصر إذا ارتفع، وطَمَحَ: أَبعد في الطلب.
21. هَبَابها ـ بالفتح ـ أي: هَيَجان هذه الفحول لملامسة الاَنثى.
22. رُوَيْداً أي: مَهْلاً.
23. ( إنّ للخير والشرّ أهلا)ً...: أي ما تركتموه من الخير يقوم أهله بفعله بدلكم، وما تركتموه من الشر يؤديه عنكم أهله، فلا تختاروا أن تكونوا للشر أهلاً ولا أن يكون عنكم في الخير بدلاً.
24. يُقِرّها: أي يبقيها ويحفظها مدة بَذْلِهِمْ لها.
25. ( الصَفْقَة) أي البيعة، أي: أخسرهم بيعاً وأشدهم خيبة في سعيه.
26. أخْلَقَ بدنَهُ : أي أبلاه ونَهَكَهُ في طلب المال ولم يحصّله.
27. التَبِعَة ـ بفتح فكسر ـ : حقّ الله وحقّ الناس عنده يطالب بِه.
28. إضافة( الآجل ) إلى( الدنيا،) لاَنه يأتي بعدها، أو لاَنه عاقبة الاَعمال فيها، والمراد منه ما بعد الموت.
29. ( أمَاتُوا فيها ما خشُوا أن يميتهم): أي أماتوا قوة الشهوة والغضب التي يخشون أن تميت فضائلهم.
30. سَلم: مصدر بمعنى الصفة :اي مُسالم.
31. اخْبُرْ ـ بضم الباء ـ : أمر من ( خبرته، ) من باب قتل أي: علمته. وتَقْلِهِ، مضارع مجزوم بعدالاَمر، من قلاه يَقْلِيه كَرَماه يَرْمِيه، بمعنى أبْغَضَه، أى: إذا أَعجبك ظاهر الشخص فاختبره فربما و جدت فيه ما لا يسرّك فتبغضه.
32. ( لم يَأسَ): لم يحزن على ما نفذ به القضاء.
33. (ما أنْقَضَ النوْمَ لعزائم اليوم):اي قد يجمع العازم علي أمر ,فاذا نام و قام وجد الانحلال في عزيمة أو ثم يغلبه النوم عن إمضاء عزيمة .
34. المَضَامِير: جمع مِضْمَار، وهو المكان الذي تضمّر فيه الخيل للسباق. والولايات أشبه بالمضامير، إذ يتبين فيها الجواد من البِرْذَوْن.
35. مالك: هو الاَشتر النَخَعِي.
36. ( أوْفى عليه): وصل إليه.
37. الخَلّة ـ بالفتح ـ : الخَصلة.
38. ذعذع المال: فرّقه وبدّده، : أي فرّق إبلي حقوق الزكاة والصدقات.
39. ذاك أحمد سبلها ـ جمع سبيل ـ أي أفضل طرق إفنائها.
40. ارْتَطَمَ: وقع في الوَرْطة فلم يمكنه الخلاص.
41. المَزْح والمَزَاحَة والمِزاح: بمعنى واحد، وهو المضاحكة بقول أو فعل، وأغلبه لا يخلو من سُخرِية.
42. مَجّ الماء من فِيه: رماه، وكأن المازح يَرْمي بعقله ويَقْذِفُ به في مَطَارِح الضَياع.

بابُ المُخْتَارِ مِنْ حِكَمِ أَمِيرالمؤمنين عليه السلام ِ وَيَدْخُلُ في ذلِكَ المخُتَارُمِنْ أَجْوِبَةِ مَسَائِلِهِ وَالْكَلاَمِ القصير الخارج في سائِرِ اَغْراضِه ( من 351 الى 400 )


351. وقال عليه السلام: عِنْدَ تَنَاهِي الشِّدَّةِ تَكُونُ الْفَرْجَةُ، وَعِنْدَ تَضَايُقِ حَلَقِ الْبَلاَءِ يَكُونُ الرَّخَاءُ.
352. وقال عليه السلام لبعض أصحابه: لاَ تَجْعَلَنَّ أَكْثَرَ شُغُلِكَ بِأَهْلِكَ وَوَلَدِكَ: فَإِنْ يَكُنْ أَهْلُكَ وَوَلَدُكَ أَوْلِيَاءَ اللهِ، فَإِنَّ اللهَ لاَ يُضِيعُ أَوْلِيَاءَهُ، وَإِنْ يَكُونُوا أَعْدَاءَ اللهِ، فَمَا هَمُّكَ وَشُغُلُكَ بأَعْدَاءِ اللهِ؟!
353. وقال عليه السلام: أَكْبَرُ الْعَيْبِ أَنْ تَعِيبَ مَا فِيكَ مِثْلُهُ.
354. وهنَّأَ بحضرته رجل رجلاً بغلام ولد له فقال له: لِيَهْنِئْكَ الْفَارسُ. فقال عليه السلام : لاَ تَقُلْ ذلِكَ، وَلكِنْ قُلْ: شَكَرْتَ الْوَاهِبَ، وَبُورِكَ لَكَ فِي الْمَوْهُوبِ، وَبَلَغَ أَشُدَّهُ، وَرُزِقْتَ بِرَّهُ.
355. وبنى رجل من عمّاله بناءً فخماً (1) فقال عليه السلام: أَطْلَعَتِ الْوَرِقُ (2) رُؤُوسَهَا! إِنَّ الْبِنَاءَ لَيَصِفُ لَكَ الْغِنَى.
356. وقيل له عليه السلام: لو سُدَّ على رجلٍ بَابُ بيته، وتُرِكَ فيه، من أَين كان يأتيه رزقُه؟ فقال عليه السلام: مِنْ حَيْثُ كَانَ يَأْتِيهِ أَجَلُهُ.
357. وعَزّى قوماً عن ميّتٍ فقال عليه السلام: إِنَّ هذَا الْأَمْرَ (3) لَيْسَ بِكُمْ بَدَأَ، وَلاَ إِلَيْكُمُ انْتَهَى، وَقَدْ كَانَ صَاحِبُكُمْ هذَا يُسَافِرُ، فَعُدُّوهُ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ، فَإِنْ قَدِمَ عَلَيْكُمْ وَإِلاَّ قَدِمْتُمْ عَلَيْهِ.
358. وقال عليه السلام: أَيُّهَا النَّاسُ، لِيَرَكُمُ اللهُ مِنَ النِّعْمَةِ وَجِلِينَ (4) كَمَا يَرَاكُمْ مِنَ النِّقْمَةِ فَرِقِينَ (5) إِنَّهُ مَنْ وُسِّعَ عَلَيْهِ فِي ذَاتِ يَدِهِ فَلَمْ يَرَ ذلِكَ اسْتِدْرَاجاً فَقَدْ أَمِنَ مَخُوفاً، وَمَنْ ضُيِّقَ عَلَيْهِ فِي ذَاتِ يَدِهِ فَلَمْ يَرَ ذلِكَ اخْتِبَاراً (6) فَقَدْ ضَيَّعَ مَأْمُولاً (7) .
359. وقال عليه السلام: يَا أَسْرَى الرَّغْبَةِ (8) أَقْصِرُوا (9) فَإِنَّ الْمُعَرِّجَ (10) عَلَى الدُّنْيَا لاَ يَروُعُهُ (11) مِنْهَا إِلاَّ صَرِيفُ (12) أَنْيَابِ الْحِدْثَانِ (13) أَيُّهَا النَّاسُ، تَوَلَّوا (14) مِنْ أَنْفُسِكُمْ تَأْدِيبَهَا، وَاعْدِلُوا بِهَا عَنْ ضَرَاوَةِ (15) عَادَاتِهَا.
360. وقال عليه السلام: لاَ تَظُنَّنَّ بِكَلِمَةٍ خَرَجَتْ مِنْ أَحَدٍ سَوءاً، وَأَنْتَ تَجِدُ لَهَا فِي الْخَيْرِ مُحْتَمَلاً.
361. وقال عليه السلام: إِذَا كَانَتْ لَكَ إِلَى اللهِ سُبْحَانَهُ حَاجَةٌ فَابْدَأْ بِمَسْأَلَةِ الصَّلاَةِ عَلَى رَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، ثُمَّ سَلْ حَاجَتَكَ، فَإِنَّ اللهَ أَكْرَمُ مِنْ أَنْ يُسْأَلَ حَاجَتَيْنِ (16) فَيَقْضِيَ إِحْدَاهُمَا وَيَمْنَعَ الْأَُخْرَى.
362. وقال عليه السلام: مَنْ ضَنَّ (17) بِعِرْضِهِ فَلْيَدَعِ الْمِرَاءَ (18) .
363. وقال عليه السلام: مِنَ الْخُرْقِ (19) الْمُعَاجَلَةُ قَبْلَ الْإِمْكَانِ، وَالْإَِناةُ (20) بَعْدَ الْفُرْصَةِ (21) .
364. وقال عليه السلام: لاَتَسْأَلْ عَمَّا لاَ يَكُونُ، فَفِي الَّذِي قَدْ كَانَ لَكَ شُغُلٌ (22) .
365. وقال عليه السلام: الْفِكْرُ مرْآةٌ صَافِيَةٌ، وَالْإِعْتِبَارُ (23) مُنْذِرٌ (24) نَاصِحٌ، وَكَفى أَدَباً لِنَفْسِكَ تَجَنُّبُكَ (25) مَا كَرِهْتَهُ لِغَيْرِكَ.
366. وقال عليه السلام: الْعِلْمُ مَقْرُونٌ بِالْعَمَلِ فَمَنْ عَلِمَ عَمِلَ، وَالْعِلْمُ يَهْتِفُ ِالْعَمَلِ (26) فَإِنْ أَجَابَهُ وَإِلاَّ ارْتَحَلَ عَنْهُ .
367. وقال عليه السلام: يَا أيُّها النَّاسُ، مَتَاعُ الدُّنْيَا حُطَامٌ (27) مُوبِىءٌ (28) فَتَجَنَّبُوا مَرْعَاهُ (29) ! قُلْعَتُهَا (30) أَحْظَى (31) مِنْ طُمَأْنِينَتِهَا (32) وَبُلْغَتُهَا (33) أَزْكَى (34) مِنَ ثَرْوَتِهَا، حُكِمَ عَلَى مُكْثِرٍ مِنْهَا بِالْفَاقَةِ (35) وَأُعيِنَ مَنْ غَنِيَ عَنْهَا (36) بِالرَّاحَةِ. مَنْ رَاقَهُ (37) زِبْرِجُهَا (38) أَعْقَبَتْ (39) نَاظِرَيْهِ كَمَهاً (40) وَمَنِ اسْتَشْعَرَا لشَّغَفَ (41) بِهَا مَلاَََتْ ضَمِيرَهُ أَشْجاناً (42) لَهُنَّ رَقْصٌ (43) عَلى سُوَيْدَاءِ قَلْبِهِ (44) هَمٌّ يَشْغَلُهُ، وَغَمٌّ يَحْزُنُهُ، كَذلِكَ حَتَّى يُؤْخَذَ بِكَظَمِهِ (45) فَيُلْقَى (46) بِالْفَضاءِ، مُنْقَطِعاً أَبْهَرَاهُ (47) ، هَيِّناً عَلى اللهِ فَناؤُهُ، وَعَلَى الْإِخْوَانِ إِلْقَاؤهُ (48) وَإِنَّمَا يَنْظُرُ الْمُؤْمِنُ إِلَى الدُّنْيَا بَعَيْنِ الْإِعْتِبَارِ (49) وَيَقْتاتُ مِنْهَا (50) بِبَطْنِ الْأِضْطِرَارِ (51) وَيَسْمَعُ فِيهَا بِأُذُنِ الْمَقْتِ (52) وَالْإِبْغَاضِ، إِنْ قِيلَ أَثْرى (53) قِيلَ أَكْدَى (54) ! وَإِنْ فُرِحَ لَهُ بِالْبَقَاءِ حُزِنَ لَهُ بِالْفَنَاءِ! هذَا وَلَمْ يَأْتِهِمْ ( يَوْمٌ فِيهِ يُبْلِسُونَ ) (55) .
368. وقال عليه السلام: إِنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ وَضَعَ الثَّوَابَ عَلَى طَاعَتِهِ، وَالْعِقَابَ عَلَى مَعْصِيَتِهِ، ذِيَادَةً (56) لِعِبَادِهِ عَنْ نِقْمَتِهِ، وَحِيَاشَةً (57) لَهُمْ إلَى جَنِّتِهِ.
369. وقال عليه السلام: يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لاَ يَبْقى فِيهِمْ مِنَ الْقُرآنِ إِلاَّ رَسْمُهُ، وَمِنَ الْإِِسْلاَمِ إِلاَّ اسْمُهُ، مَسَاجِدُهُمْ يَوْمَئِذٍ عَامِرَةٌ مِنَ البُنَى، خَرَابٌ مِنَ الْهُدَى، سُكَّانُهَا وَعُمَّارُهَا شَرُّ أَهْلِ الْأَرْضِ، مِنْهُمْ تَخْرُجُ الْفِتْنَةُ، وَإِلَيْهِمْ تَأوِي الْخَطِيئَةُ، يَرُدُّونَ مَنْ شَذَّ عَنْهَا فِيهَا،
وَيَسُوقوُنَ مَن تأَخَّرَ عَنْهَا إِلَيْهَا، يَقُولُ اللهُ: فَبِي حَلَفْتُ لَأََبْعَثَنَّ عَلَى أُولَئِكَ فِتْنَةً تُتْرُك الْحَلِيمَ فِيهَا حَيْرَانَ، وَقَدْ فَعَلَ، وَنَحْنُ نَسْتَقِيلُ اللهَ عَثْرَةَ الْغَفْلَةِ.
370. وروي أنه عليه السلام قلما اعتدل به المنبر إِلاّ قال أَمام خطبته: أَيُّهَا النَّاسُ، اتَّقُوا اللهَ، فَمَا خُلِقَ امْرءٌ عَبَثاً فَيَلْهُوَ (58) وَلاَ تُرِكَ سُدىً فَيَلْغُوَ (59) وَمَا دُنْيَاهُ الَّتي تَحَسَّنَتْ لَهُ بِخَلَفٍ (60) مِنَ الْآخِرَةِ الَّتي قَبَّحَها سُوءُ النَّظَرِ عِنْدَهُ، وَمَا الْمَغْرُورُ الَّذِي ظَفِرَ مِنَ الدُّنْيَا بأَعْلَى هِمَّتِهِ كَالْآخِرَ الَّذِي ظَفِرَ مِنَ كَالْآخِرةَِ بِأَدْنَى سُهْمَتِهِ (61) .
371. وقال عليه السلام: لاَ شَرَفَ أَعْلَى مِنَ الْإِسْلاَمِ، وَلاَ عِزَّ أَعَزُّ مِنَ التَّقْوَى، وَلاَ مَعْقِلَ أَحْصَنَ مِنَ الْوَرَعِ،لاَ شَفِيعَ أَنْجَحُ مِنَ التّوْبَةِ، وَلاَ كَنْزَ أَغْنَى مِنَ الْقَنَاعَةِ، وَلاَ مَالَ أَذْهَبُ لِلْفَاقَةِ مَنَ الرِّضَى بِالْقُوتِ، وَمَنِ اقْتَصَرَ عَلَى بُلْغَةِ الْكَفَافِ فَقَدِ انْتَظَم (62) الرَّاحَةَ وَتَبَوَّأَ (63) خَفْضَ الدَّعَةِ (64) . وَالرَّغْبَةُ (65) مِفْتَاحُ النَّصَبِ (66) ، وَمَطِيَّةُ (67) التَّعَبِ، وَالْحِرْصُ وَالْكِبْرُ وَالْحَسَدُ دَوَاعٍ إِلَى التَّقَحُّمِ فِي الذُّنُوبِ، وَالشَّرُّ جَامِعُ مَسَاوِىءِ الْعُيُوبِ.
372. وقال عليه السلام لجابر بن عبدالله الْأَنصاري: يَا جَابِرُ، قِوَامُ الدِّينِ وَ الدُّنْيَا بِأَرْبَعَةٍ: عَالِمٍ مُسْتَعْمِلٍ عِلْمَهُ، وَجَاهِلٍ لاَ يَسْتَنْكِفُ أَنْ يَتَعَلَّمَ، وَجَوَادٍ لاَ يَبْخَلُ بِمَعْرُوفِهِ، وَفَقِيرٍ لاَ يَبِيعُ آخِرَتَهُ بِدُنْيَاهُ؛ فَإِذَا ضَيَّعَ الْعَالِمُ عِلْمَهُ اسْتَنْكَفَ (68) الْجَاهِلُ أَنْ يَتَعَلَّمَ، وَإِذَا بَخِلَ الْغَنِيُّ بِمَعْرُوفِهِ بَاعَ الْفَقِيرُ آخِرَتَهُ بِدُنْيَاهُ. يَا جَابِرُ، مَنْ كَثُرَتْ نِعَمُ اللهِ عَلَيْهِ كَثُرَتْ حَوَائِجُ النَّاسِ إِلَيْهِ، فَمَنْ قَامَ لله فِيهَا بِمَا يَجِبُ عَرَّضَهَا (69) لِلدَّوَامِ وَالْبَقَاءِ، وَمَنْ لَمْ يَقُمْ فِيهَا بمَا يَجِبُ عَرَّضَهَا لِلزَّوَالِ وَالْفَنَاءِ.
373. وروى ابن جرير الطبري في تاريخه عن عبدالرحمن بن أبي ليلى الفقيه. وكان ممن خرج لقتال الحجاج مع ابن الاَشعث. أنه قال فيما كان يحضُّ به الناسَ على الجهاد: إني سمعتُ علياً عليه السلام يقول يوم لقينا اهل الشام :أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ، إِنَّهُ مَنْ رَأَى عُدْوَاناً يُعْمَلُ بِهِ وَمُنْكَراً يُدْعَى إِلَيْهِ، فَأَنْكَرَهُ بِقَلْبِهِ فَقَدْ سَلِمَ وَبَرِىءَ (70) وَمَنْ أَنْكَرَهُ بِلِسَانِهِ فَقَدْ أُجِرَ وَهُوَ أَفْضَلُ مِنْ صَاحِبِهِ، وَمَنْ أَنْكرَهُ بِالسَّيْفِ لِتَكُونَ (كَلِمَةُ اللهِ هِيَ الْعُلْيَا) وَكَلِمَةُ الظَّالِمِينَ السُّفْلَى، فَذلِكَ الَّذِي أَصَابَ سَبيلَ الْهُدَى، وَقَامَ عَلَى الطَّريق، وَنَوَّرَ فِي قَلْبِهِ الْيَقِينُ.
374.و في كلام آخر له يجري هذا المجرى: فَمِنْهُمُ الْمُنْكِرُ للْمُنْكَرِ بيَدِهِ وَلِسَانِهِ وَقَلْبِهِ فَذَلِكَ الْمُسْتَكْمِلُ لِخِصَالِ الْخَيْرِ، وَمِنْهُمُ الْمُنْكِرُ بِلِسَانِهِ وَقَلْبهِ وَالتَّارِكُ بِيَدِهِ فَذلِكَ مُتَمَسِّكٌ بِخَصْلَتيَنِ مِنْ خِصَالِ الْخَيْرِ وَمُضَيِّعٌ خَصْلَةً، وَمِنْهُمُ الْمُنْكِرُ بِقَلْبِهِ وَالتَّارِكُ بيَدِهِ وَلِسَانِهِ فَذلِكَ الَّذِي ضَيَّعَ أَشْرَفَ الْخَصْلَتَيْنِ (71) مِنَ الثَّلاَثِ وَتَمَسَّكَ بوَاحِدَةٍ، وَمِنْهُمْ تَارِكٌ لْإِِنْكَارِ الْمُنكَرِ بِلِسَانِهِ وَقَلْبِهِ وَيَدِهِ فَذلِكَ مَيِّتُ الْأَحْيَاءِ. وَمَا أَعْمَالُ الْبِرِّ كُلُّهَا وَالْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ، عِنْدَ الْأَمْرِ بالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنكَرِ، إِلاَّ كَنَفْثَةٍ (72) فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ (73) وَإِنَّ الْأَمْرَ بالْمَعْروُفِ وَالنَّهْيَ عَنِ الْمُنكَرِ لاَ يُقَرِّبَانِ مِنْ أَجَلٍ، وَلاَ يَنْقصَانِ مِنْ رِزْقٍ، وَأَفضَلُ مِنْ ذلِكَ كُلِّهِ كَلِمَةُ عَدْلٍ عِنْدَ إِمَامٍ جَائِرٍ.
375. وعن أبي جُحَيْفَةَ قال: سمعت أميرالمؤمنين عليه السلام يقول: أَوَّلُ مَا تُغْلَبُونَ عَلَيْهِ (74) مِنَ الْجِهَادِ الْجِهَادُ بِأَيْدِيكُمْ، ثُمَّ بِأَلْسِنَتِكُمْ، ثُمَّ بِقُلُوبِكُمْ؛ فَمَنْ لَمْ يَعْرِفْ بِقَلْبِهِ مَعْرُوفاً، وَلَمْ يُنْكِرْ مُنْكَراً، قُلِبَ فَجُعِلَ أَعْلاَهُ أَسْفَلَهُ، وَأَسَفَلُهُ أَعْلاَهُ.
376. وقال عليه السلام: إِنَّ الْحَقَّ ثَقِيلٌ مَرِيءٌ (75) وَإِنَّ الْبَاطِلَ خَفِيفٌ وَبِيءٌ (76) .
377. وقال عليه السلام: لاَ تَأْمَنَنَّ عَلَى خَيْرِ هذِهِ الْأَُمَّةِ عَذَابَ اللهِ، لِقَوْلِهِ تَعَالى: (فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ). وَلاَ تَيْأَسَنَّ لِشَرِّ هذِهِ الْأَُمَّةِ مِنْ رَوْحِ اللهِ (77) ، لِقَوْلِهِ تَعَالَى: (إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافرُونَ).
378. وقال عليه السلام: الْبُخْلُ جَامعٌ لِمَسَاوِىءِ الْعُيُوبِ، وَهُوَ زِمَامٌ يُقَادُ بهِ إِلَىكُلِّ سُوءٍ.
379. وقال عليه السلام:يَا بْنَ آدَمُ الرِّزْقُ رِزْقَانِ: رِزْقٌ تَطْلُبُهُ، وَرِزْقٌ يَطْلُبُكَ، فَإِنْ لَمْ تَأْتِهِ أَتَاكَ، فَلاَ تَحْمِلْ هَمَّ سَنَتِكَ عَلَى هَمِّ يَوْمِكَ! كَفَاكَ كُلُّ يَوْمٍ عَلَي مَا فيِهِ، فَإِنْ تَكُنِ السَّنَةُ مِنْ عُمُرِكَ فَإنَّ اللهَ تَعَالَى سَيُؤْتِيكَ فِي كُلِّ غَدِ جَدِيدٍ مَاقَسَمَ لَكَ، وَإِنْ لَمْ تَكُنِ السَّنَةُ مِنْ عُمُرِكَ فَمَا تَصْنَعُ بِالْهَمِّ فيِمَا لَيْسَ لَكَ، وَلَنْ يَسْبِقَكَ إِلَى رِزْقِكَ طَالِبٌ، وَلَنْ يَغْلِبَكَ عَلَيْهِ غَالِبٌ، وَلَنْ يُبْطِىءَ عَنْكَ مَا قَدْ قُدِّرَ لَكَ. قال الرضي: وقد مضى هذا الكلام فيما تقدم من هذا الباب، إلاّ أنه ها هنا أوضح وأشرح، فلذلك كررناه على القاعدة المقررة في أول هذا الكتاب.
380. وقال عليه السلام: رُبَّ مُسْتَقْبِلٍ يَوْماً لَيْسَ بِمُسْتَدْبِرِهِ (78) وَمَغْبُوطٍ (79) فِي أَوَّلِ لَيْلِهِ قَامَتْ بَوَاكِيهِ فِي آخِرِهِ.
381. وقال عليه السلام: الْكَلاَمُ فِي وَثَاقِكَ (80) مَا لَمْ تَتَكَلَّمْ بِهِ، فَإذَا تَكَلَّمْتَ بِهِ صِرْتَ فِي وَثَاقِهِ، فَاخْزُنْ (81) لِسَانَكَ كَمَا تَخْزُنُ ذَهَبَكَ وَوَرِقَكَ (82) فَرُبَّ كَلِمَةٍ سَلَبَتْ نِعْمَةً وَجَلَبَتْ نِقْمَةً.
382. وقال عليه السلام: لاَ تَقُلْ مَا لاَ تَعْلَمُ، بَلْ لاَ تَقُلْ كُلَّ مَا تَعْلَمُ، فَإِنَّ اللهَ قَدْ فَرَضَ عَلَى جَوَارِحِكَ كُلِّهَا فَرَائِضَ يَحْتَجُّ بِهَا عَلَيْكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
383. وقال عليه السلام: احْذَرْ أَنْ يَرَاكَ اللهُ عِنْدَ مَعْصِيَتِهِ، وَيَفْقِدَكَ عِنْدَ طَاعَتِهِ، فَتَكُونَ مِنَ الْخَاسِرِينَ، وَإِذَا قَوِيتَ فَاقْوَ عَلَى طَاعَةِ اللهِ، وَإِذَا ضَعُفْتَ فاضْعُفْ عَنْ مَعْصِيَةِ اللهِ.
384. وقال عليه السلام: الرُّكُونُ إِلَى الدُّنْيَا مَعَ مَا تُعَايِنُ (83) مِنْهَا جَهْلٌ، وَالتَّقْصِيرُ فِي حُسْنِ الْعَمَلِ إذَا وَثِقْتَ بِالثَّوَابِ عَلَيْهِ غَبْنٌ (84) وَالطُّمَأْنِينَةُ إِلَى كُلِّ أَحَدٍ قَبْلَ الْإِِخْتِبَار عَجْزٌ.
385. وقال عليه السلام: مِنْ هَوَانِ الدُّنْيَا عَلَى اللهِ أَنَّهُ لاَ يُعْصَى إِلاَّ فِيهَا، وَلاَ يُنَالُ مَا عِنْدَهُ إِلاَّ بِتَرْكِهَا.
386. وقال عليه السلام: مَنْ طَلَبَ شَيْئاً نَالَهُ أَوْ بَعْضَهُ.
387. وقال عليه السلام: مَا خَيْرٌ بِخَيْرٍ بَعْدَهُ النَّارُ، وَمَا شَرٌّ بِشَرٍّ بَعْدَهُ الْجَنَّةُ، وَكُلُّ نَعِيمٍ دوُنَ الْجَنَّةِ مَحْقُورٌ (85) كُلُّ بَلاَءٍ دُونَ النَّارِ عَافِيَةٌ.
388. وقال عليه السلام: أَلاَ وإِنَّ مِنَ الْبَلاَءِ الْفَاقَةَ (86) وَأَشَدُّ مِنَ الْفَاقَةِ مَرَضُ الْبَدَنِ، وَأشدُّ مِنْ مَرَضِ الْبَدَنِ مَرَضُ الْقَلْبِ. أَلاَ وإِنَّ مِنْ صِحَّةِ الْبَدَنِ تَقْوَى الْقَلْبِ.
389. وقال عليه السلام: ( مَنْ أَبْطَأَ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ). وفي رواية أُخْرى: مَنْ فَاتَهُ حَسَبُ نَفْسِهِ لَمْ يَنْفَعْهُ حَسَبُ آبَائِهِ .
390. وقال عليه السلام: لِلْمُؤْمِنِ ثَلاَثُ سَاعَات: فَسَاعَةٌ يُنَاجِي فِيهَا رَبَّهُ، وَسَاعَةٌ يَرُمُّ (87) ـ مَعَاشَهُ، وَسَاعَةٌ يُخَلِّي بَيْنَ نَفْسِهِ وَبَيْنَ لَذَّتِهَا فِيَما يَحِلُّ وَيَجْمُلُ. وَلَيْسَ لِلْعَاقِلِ أَنْ يَكُونَ شَاخِصاً إِلاَّ فِي ثَلاَثٍ: مَرَمَّةٍ (88) لِمَعَاشٍ، أَوْ خُطْوَةٍ فِي مَعَادٍ (89) ـ، أَوْ لَذَّةٍ فِي غَيْرِ مُحَرَّمٍ.
391. وقال عليه السلام: ازْهَدْ فِي الدُّنْيَا يُبَصِّرْكَ اللهُ عَوْرَاتِهَا، وَلاَ تَغْفُلْ فَلَسْتَ بِمَغْفُولٍ عَنْكَ!
392. وقال عليه السلام: تَكَلَّمُوا تُعْرَفُوا، فَإِنَّ الْمَرْءَ مَخْبُوءٌ تَحْتَ لِسَانِهِ.
393. وقال عليه السلام: خُذْ مِنَ الدُّنيَْا مَا أَتَاكَ، وَتَوَلَّ عَمَّا تَوَلَّى عَنْكَ، فَإِنْ أَنْتَ لَمْ تَفْعَلْ فَأَجْمِلْ فِي الطَّلَبِ (90) .
394. وقال عليه السلام: رُبَّ قَوْلٍ أَنْفَذُ مِنْ صَوْلٍ (91) .
395. وقال عليه السلام: كُلُّ مُقْتَصَرٍ (92) عَلَيْهِ كَافٍ.
396. وقال عليه السلام: الْمَنِيَّةُ (93) وَلاَ الدَّنِيَّةُ (94) وَالتّقَلُّلُ (95) وَلاَ التَّوَسُّلُ (96) وَمَنْ لَمْ يُعْطَ قَاعِداً لَمْ يُعْطَ قَائِماً (97) وَالدَّهْرُ يَوْمَانِ: يَوْمٌ لَكَ، وَيَوْمٌ عَلَيْكَ؛ فَإذَا كَانَ لَكَ فَلاَ تَبْطَرْ، وَإِذَا كَانَ عَلَيْكَ فَاصْبِرْ!
397. وقال عليه السلام: نِعْمَ الطِّيبُ الْمِسْكُ، خَفِيفٌ مَحْمِلُهُ، عَطِرٌ رِيحُهُ.
398. وقال عليه السلام: ضَعْ فَخْرَكَ، وَاحْطُطْ كِبْرَكَ، وَاذْكُرْ قَبْرَكَ.
399. وقال عليه السلام: إِنَّ لِلْوَلَدِ عَلَى الْوَالِدِ حَقّاً، وَإِنَّ لِلْوَالِدِ عَلَى الْوَلَدِ حَقّاً: فَحَقُّ الْوَالِدِ عَلَى الْوَلَدِ أَنْ يُطِيعَهُ فِي كُلِّ شَيْءٍ إِلاَّ فِي مَعْصِيَةِ اللهِ سُبْحَانَهُ، وَحَقُّ الْوَلَدِ عَلَى الْوَالِدِ أَنْ يُحَسِّنَ اسْمَهُ وَيُحَسِّنَ أَدَبَهُ وَيُعَلِّمَهُ الْقُرْآنَ.
400. وقال عليه السلام: الْعَيْنُ حَقٌّ، وَالرُّقَى حَقٌّ، وَالسِّحْرُ حَقٌّ، وَالْفَأْلُ (98) حَقٌّ، وَالطِيَرَةُ (99) ـ لَيْسَتْ بِحَقٍّ، وَالْعَدْوَى لَيْسَتْ بِحَقٍّ، والطِّيبُ نُشْرَةٌ (100) وَالْعَسَلُ نُشْرَةٌ، وَالرُّكُوبُ نُشْرَةٌ، وَالنَّظَرُ إِلَى الْخُضْرَةِ نُشْرَةٌ.

1 . فخماً أي: عظيماً ضخماً.
2 . الوَرِق ـ بفتح فكسر ـ : الفِضَّة، أي ظهرت الفضة، فأطلعت رؤوسها كناية عن الظهور، ووضح هذا بقوله: إن البناء يصف لك الغنى، أي يدل عليه.
3 .( هذا الاَمر): أي الموت، لم يكن تناوله لصاحبكم أول فعل له ولا آخر فعل له، بل سبقه ميتون وسيكون بعده، وقد كان ميتكم هذا يسافر لبعض حاجاته فاحسبوه مسافراً، وَ إذا طال زمن سفره فإنكم ستتلاقون معه وتقدمون عليه عند موتكم.
4. وَجِلِين: خائفين.
5 . فَرِقِين: فَزِعِين.
6 . اخْتِباراً: امتحانا من الله.
7 . ضَيّعَ مَأمُولاً: خسر أجراً كان يرتجيه.
8 . أسْرى: جمع أسير. والرغبة: الطمع.
9 . أقْصِرُوا: كُفّوا.
10 . المُعَرّج: المائل إلى الشيء والمُعوّل عليه.
11 . يروعه: يفزعه.
12 . الصَريف: صوت الاَسنان ونحوها عند الاصطكاك.
13 . الحِدْثان ـ بالكسر ـ : النوائب.
14 . تَوَلّى الشيء: تحمّل ولايته ليقوم به.
15 . الضَرَاوة: اللَهَج بالشيء والوَلوع به، أي: كُفّوا أنفسكم عن اتباع ما تدفع ليه عاداتها.
16. الحاجتان: الصلاة على النبي وحاجتك، والاَولى مقبولة مجابة قطعاً.
17. ضَنّ: بَخِلَ.
18. المِراء: الجِدال في غير حقّ، وفي تركه صَوْنٌ للعرض عن الطعن.
19. الخرق ـ بالضم ـ : الحُمْق وضدّ الرفق.
20. الاَناة: التأنّي.
21. الفُرْصة: ما يمكّنك من مطلوبك.
22.( لاتَسْأَل عمّا لايكون ) أي: لاتتمن من الاَمور بعيدها، فكفاك من قريبها ما يشغلك.
23. الاعْتِبار: الاتعاظ بما يحصل للغير ويترتب على أعماله.
24. مُنْذِر: مخوّف محذّر.
25. التَجَنّب: الترك.
26. العلم يهتف بالعمل: يطلبه ويناديه.
27. الحُطام ـ كغُرَاب ـ : ما تكسر من يبس النبات.
28. مُوبِىء: أي ذو وَباء مُهْلك.
29. مَرْعاه: محلّ رَعْيِهِ والتناول منه.
30. القُلْعَة ـ بالضم ـ : عدم سكونك للتوطّن.
31. أحظى : أي أسعد.
32. طمأنينتها: سُكونها وهدوءها.
33. البُلْغَة ـ بالضم ـ : مقدار ما يُتَبَلّغُ به من القُوت.
34. أزكَى ـ هنا ـ : أَنْمَى وأكثر.
35. المُكْثِرُ بالدنيا: حكم الله عليه بالفقر، لاَنه كلما أكثر زاد طمعه وطلبه، فهو في فقر دائم إلى ما يطمع فيه.
36. غَنِيَ ـ كَرَضِيَ ـ : استغنى.
37. رَاقَه: أعجبه وحَسُنَ في عينه.
38. الزبْرج ـ بكسر فسكون فكسر ـ : الزينة.
39. اعْقَبَت الشيء: تركته عَقِبها أي بعدها.
40. الكَمَهُ ـ محركة ـ : العَمَى.
41. الشَغَف ـ بالغين، محركة ـ : الوَلُوع وشدّة التعلق.
42. الاَشْجان: الاَحزان.
43. رَقْص ـ بالفتح وبالتحريك ـ : حركة واثب.
44. سُوَيْداء القلب: حَبّته.
45. الكَظَم ـ محركة ـ : مَخْرَج النفس.
46. يُلْقى: يُطرح ويُنْبَذ.
47. الاَبْهَرَان: وَرِيدا العنق، وانقطاعهما كناية عن الهلاك.
48. إلقاؤه: المراد ـ هنا ـ طرحه في قبره.
49. الاعتبار: أخذ العِبْرة والعِظَة.
50. يَقْتَات: يأخذ من القُوت.
51. بطْن الاضطِرَار: ما يكفي بطن المضطر، وهو ما يُزيل الضرورة.
52. المَقْت: الكُرْه والسخْط.
53.( فلان أثْرَى): أي اسْتَغْنى.
54. أكْدَى: أي افْتَقَرَ.
55. أبْلَسَ: يئِس وتحيّر، ويوم الحَيْرَة: يوم القيامة.
56. ذِيادة ـ بالذال ـ :أي منعاً لهم عن المعاصي الجالبة للنقم.
57. حِيَاشَة: من( حاش الصيد): جاءه من حَوَالَيْه ليصرفه إلى الحِبالة ويسوقه إليها ليصيده، أي: سَوْقا إلى جَنّتِهِ.
58. لهَا: تَلَهّى بِلَذّاته.
59. لَغَا: أتى باللَغْوِ، وهو ما لا فائدة فيه.
60. خَلَف ـ بفتح اللام ـ : ما يَخْلُفُ الشيء ويأتي بعده.
61. السُهْمَة ـ بالضم ـ : النصيب.
62. انتظم الراحة: من قولك انتظمه. بالرمح: أي أنفذه فيه، كأنه ظفر بالراحة.
63. تَبَوّأ: أُنْزِلَ.
64. الخفض: أي السعة، والدَعَة ـ بالتحريك ـ كالخَفْض، والاِضافة على حد «كرى النوم».
65. الرَغْبَة: الطمع.
66. النَصَب ـ بالتحريك ـ : أشد التعب.
67. المَطِيّة: ما يُمْتَطى ويُرْكَب من دابّة ونحوها.
68 . اسْتَنْكَفَ: رَفَض وأبى.
69 . عَرّضَها أي: جعلها عُرْضَةً، أي نَصَبَها له.
70 . بَرِىءَ: سَلِم وتخلّص من الاِثم.
71 . أشرف الخصلتين: من إضافة الصفة للموصوف، أي الخصلتين الفائقتين في الشرف عن الثالثة، وليس من قبيل إضافة اسم التفضيل إلى متعدّد.
72 . النَفْثَة ـ كالنفخة ـ : يراد ما يمازج النَفَسَ من الرِيق عند النَفْخ.
73 . لُجّيّ: كثير الموج.
74 . تُغْلَبُون عليه: بمعنى يُحْدِث أثراً شديداً عليكم إذا قمتم به.
75 . مَرِىءَ: من( مَرَأ الطعامُ) ـ مثلثة الراء ـ مَرَاءة، فهو مَرِيءٌ: أي هَنيء حميد العاقبة.
76 . وَبِيء: وخيم العاقبة، وتقول: أرض وَبِيئة، أي كثيرة الوَبَاء وهو المرض العام.
77 . رَوْح الله ـ بالفتح ـ : رحمته.
78 .( رُبّ مُسْتَقْبِل يوماً ليس بمُسْتَدْبِره ):أي ربما يستقبل شخص يوماً فيموت، ولا يستدبره أي لا يعيش بعده فيخلفه وراءه.
79 . المَغْبُوط: المنظور إلى نعمته.
80 . الوَثَاق ـ كَسَحَاب ـ : ما يُشَدّ به وويُرْبَط، أي: أنت مالك لكلامك قبل أن يصدر عنك، فإذا تكلّمْت به صرْتَ مملوكاً له.
81 . خَزَنَ ـ كنَصر ـ : حَفِظ ومنع الغيرَ من الوصول إلى مخزونه.
82 . الوَرِق ـ بفتح فكسر ـ : الفِضّة.
83 . تُعَايِنُ: أي ترى بعينك من الدّينا تقلّباً وتحوّلاً، لا ينقطع ولا يختص بخيّر ولا شرّير.
84 . الغَبْن ـ بالفتح ـ : الخسارة الفاحشة.
85 . المَحْقوُر: الحقير المُحَقّر.
86 . الفاقة: الفقر.
87 . يَرُمّ ـ بكسر الراء وضمها ـ :أي يُصْلِح.
88 . المَرَمّة ـ بالفتح ـ : الاِصلاح.
89 . المَعَاد: ما تعود إليه في القيامة.
90 .( أجْمِلْ في الطلَب): أي ليكنْ طَلبك جميلاً واقفاً بك عند الحق.
91 . الصَوْل ـ بالفتح ـ : السَطْوَة.
92 . مُقْتَصَر ـ بفتح الصاد ـ : اسم مفعول، وإذا اقتصرت على شيء فقنعت به فقد كفاك.
93 .( المَنِيّة ):أي الموت.
94 . الدَنِيّة: التذلّل والنِفَاق.
95 .( التَقَلّل ):أي الاكتفاء بالقليل.
96 . التَوَسّل: طلب الوَسِيلة من الناس.
97 . كنى( بالقعود ) عن سهولة الطلب و( بالقيام )عن التعسّف فيه.
98 . الفَأل: الكلمة الحسنة يُتفاءل بها.
99 . الطِيَرَة: التشاؤم.
100 . النُشْرَة: العَوْذَة والرّقْيَة.