نهج البلاغة

وهو مجموعة خطب مولانا أمير المؤمنين عليه السلام وأوامره وكتبه ورسائله وحكمه ومواعظه تأليف: الشريف الرضي أبي الحسن محمد بن الحسين بن موسى بن محمد بن موسى بن إبراهيم بن الإمام موسى الكاظم عليه السلام

الاثنين، 28 مايو 2012

بابُ المُخْتَارِ مِنْ حِكَمِ أَمِيرالمؤمنين عليه السلام ِ وَيَدْخُلُ في ذلِكَ المخُتَارُمِنْ أَجْوِبَةِ مَسَائِلِهِ وَالْكَلاَمِ القصير الخارج في سائِرِ اَغْراضِهِ ( من 400 الى 450 )


401. وقال عليه السلام: مُقَارَبَةُ النَّاسِ فِي أَخْلاَقِهِمْ أَمْنٌ مِنْ غَوَائِلِهِمْ (1) .
402. وقال عليه السلام لبعض مخاطبيه، وقد تكلم بكلمة يُسْتَصْغَرُ مثلُه عن قول مثلها: لَقَدْ طِرْتَ شَكيِراً ،هَدَرْتَ سَقْباً. والشكير هاهنا: أول ما ينبت من ريش الطائر قبل أن يقوى ويستحصف، والسقب: الصغير من الإِبل ولا يهدر إلا بعد أن يستفحل.
403. وقال عليه السلام: مَنْ أَوْمَأَ (2) إِلَى مُتَفَاوِتِ (3) خَذَلَتْهُ الْحِيَلُ (4) .
404. وقال عليه السلام وَقَدْ سُئِلَ عن معنى قولهم: ( لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ باللهِ): إِنَّا لاَ نَمْلِكُ مَعَ اللهِ شَيْئاً، وَلاَ نَمْلِكُ إِلاَّ مَا مَلَّكَنَا، فَمَتَى مَلَّكَنَا مَا هُوَ أَمْلَكُ بِهِ مِنَّا (5) كَلَّفَنَا، وَمَتى أَخَذَهُ مِنَّا وَضَعَ تَكْلِيفَهُ عَنَّا.
405. وقال عليه السلام لعمار بن ياسر وقد سمعه يراجع المغيرة بن شعبة كلاماً: دَعْهُ يَا عَمَّارُ، فَإِنَّهُ لَمْ يَأْخُذْ مِنَ الدِّينِ إِلاَّ مَا قَارَبَتْهُ الدُّنْيَا، وَعَلَى عَمدٍ لَبَسَ عَلَى نَفْسِهِ (6) لِيَجْعَلَ الشُّبُهَاتِ عَاذِراً لِسَقَطَاتِهِ.
406. وقال عليه السلام: مَا أَحْسَنَ تَوَاضُعَ الْأَغْنِيَاءِ لِلْفُقَرَاءِ طَلَباً لِمَا عِنْدَ اللهِ! وأَحْسَنُ مِنْهُ تِيهُ الْفُقَرَاءِ عَلَى الْأَغْنِيَاءِ اتِّكَالاً عَلَى الله.
407. وقال عليه السلام: مَا اسْتَوْدَعَ اللهُ امْرَأً عَقْلاً إِلاَّ اسْتَنْقَذَهُ (7) بِهِ يَوْماً مَا!
408. وقال عليه السلام: مَنْ صَارَعَ الْحَقَّ صَرَعَهُ.
409. وقال عليه السلام: الْقَلْبُ مُصْحَفُ الْبَصَرِ (8) .
410. وقال عليه السلام: التُّقَى رَئِيسُ الْأَخْلاَقِ.
411. وقال عليه السلام: لاَ تَجْعَلَنَّ ذَرَبَ (9) لِسَانِكَ عَلَى مَنْ أَنْطَقَكَ، وَبَلاَغَةَ قَوْلِكَ عَلَى مَنْ سَدَّدَكَ (10) .
412. وقال عليه السلام: كَفَاكَ أَدَباً لِنَفْسِكَ اجْتِنَابُ مَا تَكْرَهُهُ مِنْ غَيْرِكَ.
413. وقال عليه السلام: مَنْ صَبَرَ صَبْرَ الْأَحْرَارِ، وَإِلاَّ سَلاَ (11) سُلُوَّ الْأَغْمَارِ (12) .
414. وفي خبرٍ آخر أنّه عليه السلام قال للأَشعث بن قيس معزياً عن ابن له: إِنْ صَبَرْتَ صَبْرَ الْأَكَارِمِ، وَإِلاَّ سَلَوْتَ سُلُوَّ الْبَهَائِمِ.
415. وقال عليه السلام في صفة الدنيا: تَغُرُّ وَتَضُرُّ وَتَمُرُّ، إِنَّ اللهَ تَعَالَى لَمْ يَرْضَهَا ثَوَاباً لِأَوْلِيَائِهِ، وَلاَ عِقَاباً لِأَعْدَائِهِ، وَإِنَّ أَهْلَ الدُّنْيَا كَرَكْبٍ بَيْنَا هُمْ حَلُّوا إِذْ صَاحَبِهِمْ سَائِقُهُمْ فَارْتَحَلُوا (13) .
416. وقال لابنه الحسن عليهما السلام : لاَ تُخَلِّفَنَّ وَرَاءَكَ شَيْئاً مِنَ الدُّنْيَا، فَإِنَّكَ تُخَلِّفُهُ لِأَحَدِ رَجُلَيْنِ: إِمَّا رَجُلٌ عَمِلَ فِيهِ بِطَاعَةِ اللهِ فَسَعِدَ بِمَا شَقِيتَ بِهِ، وَإِمَّا رَجُلٌ عَمِلَ فِيهِ بِمَعْصِيَةِ اللهِ فَشَقِيَ بِمَا جَمَعْتَ لَهُ فَكُنْتَ عَوْناً لَهُ عَلى مَعْصِيَتِهِ، وَلَيْسَ أَحَدُ هذَيْنِ حَقِيقاً أَنْ تُؤْثِرَهُ عَلَىُ نَفْسِكَ. قال الرضي: و يروى هذا الكلام على وجه آخر، وهو: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ الَّذِي فِي يَدِكَ مِنَ الدُّنْيَا قَدْ كَانَ لَهُ أَهْلٌ قَبْلَكَ، وَهُوَ صَائِرٌ إِلَى أَهْلٍ بَعْدَكَ، وَإِنَّمَا أَنْتَ جَامعٌ لِأَحَدِ رَجُلَيْنِ: رَجُلٍ عَمِلَ فِيَما جَمَعْتَهُ بِطَاعَةِ اللهِ فَسَعِدَ بِمَا شَقِيتَ بِهِ، أَوْ رَجُلٍ عَمِلَ فِيهِ بِمَعْصِيَةِ اللهِ فَشَقِيَتَ بِمَا جَمَعْتَ لَهُ، وَلَيْسَ أَحَدُ هذَيْنِ أَهْلاً أَنْ تُؤْثِرَهُ عَلَى نَفْسِكَ تَحْمِلَ لَهُ عَلَى ظَهْرِكَ، فارْجُ لِمَنْ مَضَى رَحْمَةَ اللهِ، لِمَنْ بَقِيَ رِزْقَ اللهِ.
417. وقال عليه السلام لقائل قال بحضرته:( أَسْتَغْفِرُ اللهَ). ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ، أَتَدْرِي مَا الْإِِسْتِغْفَارُ؟ الْإِسْتِغْفَارَ دَرَجَةُ الْعِلِّيِّينَ، وَهُوَ اسْمٌ وَاقِعٌ عَلَى سِتَّةِ مَعَانٍ: أَوَّلُهَا: النَّدَمُ عَلَى مَا مَضَى. وَالثَّانِي: الْعَزْمُ عَلَى تَرْكِ الْعَوْدِ إِلَيْهِ أَبَداً, وَالثَّالِثُ: أَنْ تُؤَدِّيَ إِلَى الْمَخْلُوقِينَ حُقُوقَهُمْ حَتَّى تَلْقَى اللهَ أَمْلَسَ لَيْسَ عَلَيْكَ تَبِعَةٌ, وَالرَّابِعُ: أَنْ تَعْمِدَ إِلَى كُلِّ فَرِيضَةٍ عَلَيْكَ ضَيَّعْتَهَا فَتُؤَدِّيَ حَقَّهَا, وَالْخَامِسُ: أَنْ تَعْمِدَ إِلَى اللَّحْمِ الَّذِي نَبَتَ عَلَى السُّحْتِ (14) فَتُذِيبَهُ بِالْأَحْزَانِ، حَتَّى يَلْصِقَ الْجِلْدُ بِالْعَظْمِ، وَيَنْشَأَ بَيْنَهُمَا لَحْمٌ جَدِيدٌ, وَالسَّادِسُ: أَنْ تُذِيقَ الْجِسْمَ أَلَمَ الطَّاعَةِ كَمَا أَذَقْتَهُ حَلاَوَةَ الْمَعْصِيَةِ, فَعِنْدَ ذلِكَ تَقُولُ: ( أَسْتَغْفِرُاللهَ).
418. وقال عليه السلام: الْحِلْمُ عَشِيرَةٌ (15) .
419. وقال عليه السلام: مِسْكِينٌ ابْنُ آدَمَ: مَكْتُومُ الْأَجَلِ، مَكْنُونُ (16) الْعِلَلِ، مَحْفُوظُ الْعَمَلِ، تَؤْلِمُهُ الْبَقَّةُ، وَتَقْتُلُهُ الشَّرْقَةُ (17) وَتُنْتِنُهُ (18) الْعَرْقَةُ (19) .
420. وروي أنه عليه السلام كان جالساً في أصحابه، فمرّت بهم امرأة جميلة، فرمقها القوم بأبصارهم. فقال عليه السلام: إِنَّ أَبْصَار هذِهِ الْفُحُولِ طَوَامِحُ (20) وَإِنَّ ذلِكَ سَبَبُ هَبَابِهَا (21) فإِذَا نَظَرَ أَحَدُكُمْ إِلَى امْرَأَةٍ تُعْجِبُهُ فَلْيُلاَمِسْ أَهْلَهُ، فَإِنَّمَا هِيَ امْرَأَهٌ كَامْرَأَةٍ. فقال رجل من الخوارج: قاتله الله كافراً ما أفقهه. فوثب القوم لِيقتلوه. فقال عليه السلام: رُوَيْداً (22) إِنَّمَا هُوَ سَبٌّ بِسَبٍّ، أَوْ عَفْوٌ عَنْ ذَنْبٍ!
421. وقال عليه السلام: كَفَاكَ مِنْ عَقْلِكَ مَا أَوْضَحَ لَكَ سُبُلَ غَيِّكَ مِنْ رُشْدِكَ.
422. وقال عليه السلام: افْعَلُوا الْخَيْرَ وَلاَ تَحْقِرُوا مِنْهُ شَيْئاً، فَإِنَّ صَغِيرَهُ كَبِيرٌ وَقَلِيلَهُ كَثِيرٌ، وَلا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ: إِنَّ أَحَداً أَوْلَى بِفِعْلِ الْخَيْرِ مِنِّي فَيَكُونَ وَاللهِ كَذلِكَ، إِنَّ لِلْخَيْرِ وَالشَّرِّ أَهْلاً، فَمَهْمَا تَرَكْتُمُوهُ مِنْهُمَا كَفَاكُمُوهُ أَهْلُهُ (23) .
423. وقال عليه السلام: مَنْ أَصْلَحَ سَرِيرَتَهُ أَصْلَحَ اللهُ عَلاَنِيَتَهُ، وَمَنْ عَمِلَ لِدِينِهِ كَفَاهُ اللهُ أَمْرَ دُنْيَاهُ، وَمَنْ أَحْسَنَ فِيَما بَيْنَهُ وبَيْنَ اللهِ كَفَاهُ اللهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّاسِ.
424. وقال عليه السلام: الْحِلْمُ غِطَاءٌ سَاتِرٌ، وَالْعَقْلُ حُسَامٌ قَاطِعٌ، فَاسْتُرْ خَلَلَ خُلُقِكَ بِحِلْمِكَ، وَقَاتِلْ هَوَاكَ بِعَقْلِكَ.
425. وقال عليه السلام: إِنَّ لِلَّهِ عِبَاداً يَخْتَصُّهُمْ اللهُ بِالنِّعَمِ لِمَنَافِعِ الْعِبَادِ، فَيُقِرُّهَا (24) فِي أَيْدِيهِمْ مَا بَذَلُوهَا، فَإِذَا مَنَعُوهَا نَزَعَهَا مِنْهُمْ، ثُمَّ حَوَّلَهَا إِلَى غَيْرِهِمْ.
426. وقال عليه السلام: لاَ يَنْبَغِي لِلْعَبْدِ أَنْ يَثِقَ بِخَصْلَتَيْنِ: الْعَافِيَةِ، وَالْغِنَى: بَيْنَا تَرَاهُ مُعَافىً إِذْ سَقِمَ، وَغَنِيّاً إِذِ افْتَقَرَ.
427. وقال عليه السلام: مَنْ شَكَا الْحَاجَةَ إِلَى مُؤْمِنٍ فَكَأَنَّهُ شَكَاهَا إِلَى اللهِ، وَمَنْ شَكَاهَا إلَى كَافِرٍ فَكَأَنَّمَا شَكَا اللهَ .
428. وقال عليه السلام في بعض الأَعيَاد: إِنَّمَا هُوَ عِيدٌ لِمَنْ قَبلَ اللهُ صِيَامَهُ وَشَكَرَ قِيَامَهُ، وَكُلُّ يَوْمٍ لاَ يُعْصَى اللهُ فِيهِ فَهُوَ عِيدٌ.
429. وقال عليه السلام: إِنَّ أَعْظَمَ الْحَسَرَاتِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَسْرَةُ رَجُلٍ كَسَبَ مَالاً فِي غَيْرِ طَاعَةِ اللهِ، فَوَرَّثَهُ رَجُلٌ فَأَنْفَقَهُ فِي طَاعَةِ اللهِ سُبْحَانَهُ، فَدَخَلَ بِهِ الْجَنَّةَ، وَدَخَلَ الْأَوَّلُ بِهِ النَّارَ.
430. وقال عليه السلام: إِنَّ أَخْسَرَ النَّاسِ صَفْقَةً (25) وَأَخْيَبَهُمْ سَعْياً، رَجُلٌ أَخْلَقَ بَدَنَهُ (26) فِي طَلَبِ مَالِهِ، وَلَمْ تُسَاعِدْهُ الْمَقَادِيرُ عَلَى إِرَادَتِهِ، فَخَرَجَ مِنَ الدُّنْيَا بِحَسْرَتِهِ، وَقَدِمَ عَلَى الْآخِرَةِ بِتَبِعَتِهِ (27) .
431. وقال عليه السلام: الرِّزْقُ رِزْقَانِ: طَالِبٌ، وَمَطْلُوبٌ، فَمَنْ طَلَبَ الدُّنْيَا طَلَبَهُ الْمَوْتُ حَتَّى يُخْرِجَهُ عَنْهَا وَ مَنْ طَلَبَ الْآخِرَةَ طَلَبَتْهُ الدُّنْيَا حَتَّى يَسْتَوْفِيَ رِزْقَهُ مِنْهَا.
432. وقال عليه السلام: إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ هُمُ الَّذِينَ نَظَرُوا إِلَى بَاطِنِ الدُّنْيَا إِذَا نَظَرَ النَّاسُ إِلَى ظَاهِرِهَا، وَاشْتَغَلُوا بِآجِلِهَا (28) إِذَا آشْتَغَلَ النَّاسُ بِعَاجِلِهَا، فَأَمَاتُوا مِنْهَا مَا خَشُوا أَنْ يُمِيتَهُمْ (29) وَتَرَكُوا مِنْهَا مَا عَلِمُوا أَنَّهُ سَيَتْرُكُهُمْ، وَرَأَوُا اسْتِكْثَارَ غَيْرِهِمْ مِنْهَا اسْتِقْلالاً، وَدَرَكَهُمْ لَهَا فَوْتاً، أَعْدَاءُ مَا سَالَمَ النَّاسُ، وَسِلْمُ (30) مَا عَادَى النَّاسُ! بِهِمْ عُلِمَ الْكِتَابُ وَبِهِ عُلِمُوا وَبِهِمْ قَامَ الْكِتَابُ وَبِهِ قَامُوا، لاَ يَرَوْنَ مَرْجُوّاً فَوْقَ مَا يَرْجُونَ، وَلاَ مَخُوفاً فَوْقَ مَا يَخَافُونَ.
433. وقال عليه السلام: اذْكُرُوا انْقِطَاعَ الَّلذَّاتِ، وَبَقَاءَ التَّبِعَاتِ.
434. وقال عليه السلام: اخْبُرْ تَقْلِهِ (31) قال الرضي: ومن الناس من يروي هذا للرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، ومما يُقوّي أنه من كلام أميرالمؤمنين عليه السلام ما حكاه ثعلب عن ابن الأعرابي قال: قال المأمون: لولا أنّ علياً قال: «اخبُر تَقْلِهِ» لقلت: اقْلِهِ تَخْبُرْ.
435. وقال عليه السلام: مَا كَانَ اللهُ لِيَفْتَحَ عَلَى عَبْدٍ بَابَ الشُّكْرِ وَيُغْلِقَ عَنْهُ بَابَ الزِّيَادَةِ، وَلاَ لِيَفْتَحَ عَلَى عَبْدٍ بَابَ الدُّعَاءِ وَيُغْلِقَ عَنْهُ بَابَ الْإِجَابَةِ، وَلاَ لِيَفْتَحَ لِعَبْدٍ بَابَ التَّوْبَةِ وَيُغْلِقَ عَنْهُ بَابَ الْمَغْفِرَةِ.
436. وقال عليه السلام: أوْلَى النَّاسِ بِالْكَرَمِ مَنْ عُرِفَتْ بِهِ الْكِرَامُ.
437. وسئل عليه السلام أَيّهُما أَفضل: العدل، أَو الجود؟ فقال: الْعَدْلُ يَضَعُ الْأَُمُورَ مَوَاضِعَهَا، والْجُودُ يُخْرِجُهَا عَنْ جِهَتِهَا، وَالْعَدْلُ سَائِسٌ عَامٌّ، وَالْجُودُ عَارضٌ خَاصٌّ، فَالْعَدْلُ أَشْرَفُهُمَا وَأَفْضَلُهُمَا.
438. وقال عليه السلام: النَّاسُ أَعْدَاءُ مَا جَهِلُوا.
439. وقال عليه السلام: الزُّهْدُ كُلُّهُ بَيْنَ كَلِمَتَينِ مِنَ الْقُرْآنِ: قَالَ اللهُ سبحانه: (لِكَيْلاَ تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلاَ تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ)، فَمَنْ لَمْ يَأْسَ (32) عَلَى الْمَاضِي، وَلَمْ يَفْرَحْ بالْآتِي، فَقَدْ أَخَذَ الزُّهْدَ بِطَرَفَيْهِ.
440. وقال عليه السلام: ما أَنْقَضَ النَّوْمَ لِعَزَائِمِ الْيَوْمِ (33) !
441. وقال عليه السلام: الْوِلاَيَاتُ مَضَامِيرُ الرِّجَالِ (34) .
442. وقال عليه السلام: لَيْسَ بَلَدٌ بأَحَقَّ بِكَ مِنْ بَلَدٍ، خَيْرُ الْبِلاَدِ مَا حَمَلَكَ.
443. وقال عليه السلام: وقد جاءه نعي الْأَشتر رحمه الله: مَالكٌ (35) وَمَا مَالِكٌ! وَاللهِ لَوْ كَانَ جَبَلاً لَكَانَ فِنْداً، وَلَوْ كَانَ حَجَراً لَكَانَ صَلْداً، لاَ يَرْتَقِيهِ الْحَافِرُ، وَلاَ يُوفِي عَلَيْهِ (36) الطَّائِرُ. قال الرضي: الفند: المنفرد من الجبال.
444. وقال عليه السلام: قَلِيلٌ مَدُومٌ عَلَيْهِ خَيْرٌ مِنْ كَثِيرٍ مَمْلُولٍ مِنْهُ.
445. وقال عليه السلام: إذَا كَانَ في رَجُلٍ خَلَّةٌ رَائِقَةٌ (37) فَانْتَظِرْ أَخَوَاتِهَا.
446. وقال عليه السلام لغالب بن صعصعة أبي الفرزدق، في كلام دار بينهما: مَا فَعَلَتْ إِبِلُكَ الْكثِيرَةُ؟ قال: دَغْدَغََتْها الحُقُوقُ (38) يا أميرالمؤمنين فَقال عليه السلام: ذَاكَ أَحْمَدُ سُبُلِهَا (39) .
447. وقال عليه السلام: مَنِ اتَّجَرَ بِغَيْرِ فِقْهٍ ارْتَطَمَ (40) فِي الرِّبَا.
448. وقال عليه السلام: مَنْ عَظَّمَ صِغَارَ الْمَصَائِبِ ابْتَلاَهُ اللهُ بِكِبَارِهَا.
449. وقال عليه السلام: مَنْ كَرُمَتْ عَلَيْهِ نَفْسُهُ هَانَتْ عَلَيْهِ شَهْوَتُهُ.
450. وقال عليه السلام: مَا مَزَحَ (41) امْرُؤٌ مَزْحَةً إِلاَّ مَجَّ (42) مِنْ عَقْلِهِ مَجَّةً.

1. غوَائِل: جمع غائلة، وهي العداوة وما تجلبه من الشرور.
2. أوْمَأ: أشار، والمراد طلب وأراد.
3. المُتَفاوِت: المتباعد.
4. خَذَلَتْه الحِيلَ: تخلّت عنه عند حاجته إليها.
5. أَمْلَكُ به مِنّا: أي فوق طاقتنا.
6. ( على عمْد): متعلق بلَبّس، أي أوقع نفسه في اللَّبْس وهو ـ الشُبْهة ـ عامداً لتكون الشبهة عذراً له في زَلاّته.
7. ( ما اسْتَوْدَع الله امرءاً عَقْلاً إلا اسْتَنْقَذَه): أي إن الله لا يهب العقل، إلاّ حيث يريد النجاة، فمتى أَعطى شخصاً عقلاً خلّصه به من شقاء الدَارَيْن.
8. ( القلب مُصْحَفُ البصر): أي ما يتناوله البصر يحفظ في القلب كأنه يكتب فيه.
9. الذَرَب: الحِدّة.
10. التَسْدِيد: التقويم والتثقيف.
11. سَلا: نسيَ.
12. الاَغْمَار: جمع غِمْر مثلّث الاَول، وهو الجاهل لم يجرّب الاَمور.
13. ( صاح بهم سائقهم فارتحلوا): أي: بينما هم قد حلّوا فاجأهم صائح الاَجل وهو سائقهم بالرحيل فارتحلوا.
14. السُحْت ـ بالضم ـ : المال من كسب حرام.
15. خُلُق الحِلْم يجمع إليك من معاونة الناس لك ما يجتمع لك بالعَشيرة، لاَنه يُوليك محبّةَ الناس فكأنه عشيرة.
16. ( مَكْنُون ) أي: مستور العِلَل والاَمراض لا يعلم من أين تأتيه.
17. الشَرْقة: الغَصّة بالرّيق.
18. تُنْتِنُ ريحه: تُوسِخها.
19. العَرْقَة: الواحد من العَرَق يتصبّب من الاِنسان.
20. طَوَامِح: جمع طامح أو طامحة، وتقول: طمح البصر إذا ارتفع، وطَمَحَ: أَبعد في الطلب.
21. هَبَابها ـ بالفتح ـ أي: هَيَجان هذه الفحول لملامسة الاَنثى.
22. رُوَيْداً أي: مَهْلاً.
23. ( إنّ للخير والشرّ أهلا)ً...: أي ما تركتموه من الخير يقوم أهله بفعله بدلكم، وما تركتموه من الشر يؤديه عنكم أهله، فلا تختاروا أن تكونوا للشر أهلاً ولا أن يكون عنكم في الخير بدلاً.
24. يُقِرّها: أي يبقيها ويحفظها مدة بَذْلِهِمْ لها.
25. ( الصَفْقَة) أي البيعة، أي: أخسرهم بيعاً وأشدهم خيبة في سعيه.
26. أخْلَقَ بدنَهُ : أي أبلاه ونَهَكَهُ في طلب المال ولم يحصّله.
27. التَبِعَة ـ بفتح فكسر ـ : حقّ الله وحقّ الناس عنده يطالب بِه.
28. إضافة( الآجل ) إلى( الدنيا،) لاَنه يأتي بعدها، أو لاَنه عاقبة الاَعمال فيها، والمراد منه ما بعد الموت.
29. ( أمَاتُوا فيها ما خشُوا أن يميتهم): أي أماتوا قوة الشهوة والغضب التي يخشون أن تميت فضائلهم.
30. سَلم: مصدر بمعنى الصفة :اي مُسالم.
31. اخْبُرْ ـ بضم الباء ـ : أمر من ( خبرته، ) من باب قتل أي: علمته. وتَقْلِهِ، مضارع مجزوم بعدالاَمر، من قلاه يَقْلِيه كَرَماه يَرْمِيه، بمعنى أبْغَضَه، أى: إذا أَعجبك ظاهر الشخص فاختبره فربما و جدت فيه ما لا يسرّك فتبغضه.
32. ( لم يَأسَ): لم يحزن على ما نفذ به القضاء.
33. (ما أنْقَضَ النوْمَ لعزائم اليوم):اي قد يجمع العازم علي أمر ,فاذا نام و قام وجد الانحلال في عزيمة أو ثم يغلبه النوم عن إمضاء عزيمة .
34. المَضَامِير: جمع مِضْمَار، وهو المكان الذي تضمّر فيه الخيل للسباق. والولايات أشبه بالمضامير، إذ يتبين فيها الجواد من البِرْذَوْن.
35. مالك: هو الاَشتر النَخَعِي.
36. ( أوْفى عليه): وصل إليه.
37. الخَلّة ـ بالفتح ـ : الخَصلة.
38. ذعذع المال: فرّقه وبدّده، : أي فرّق إبلي حقوق الزكاة والصدقات.
39. ذاك أحمد سبلها ـ جمع سبيل ـ أي أفضل طرق إفنائها.
40. ارْتَطَمَ: وقع في الوَرْطة فلم يمكنه الخلاص.
41. المَزْح والمَزَاحَة والمِزاح: بمعنى واحد، وهو المضاحكة بقول أو فعل، وأغلبه لا يخلو من سُخرِية.
42. مَجّ الماء من فِيه: رماه، وكأن المازح يَرْمي بعقله ويَقْذِفُ به في مَطَارِح الضَياع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق