نهج البلاغة

وهو مجموعة خطب مولانا أمير المؤمنين عليه السلام وأوامره وكتبه ورسائله وحكمه ومواعظه تأليف: الشريف الرضي أبي الحسن محمد بن الحسين بن موسى بن محمد بن موسى بن إبراهيم بن الإمام موسى الكاظم عليه السلام

الأحد، 11 مارس 2012

بابُ المُخْتَارِ مِنْ حِكَمِ أَمِيرالمؤمنين عليه السلام ِ وَيَدْخُلُ في ذلِكَ المخُتَارُمِنْ أَجْوِبَةِ مَسَائِلِهِ وَالْكَلاَمِ القصير الخارج في سائِرِ اَغْراضِهِ ( من 201 الى 250 ) )


201. وقال عليه السلام: إِنَّ مَعَ كُلِّ إِنْسَانٍ مَلَكَيْنِ يَحْفَظَانِهِ، فَإِذَا جَاءَ الْقَدَرُ خَلَّيَا بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ، وَإِنَّ الْأَجَلَ (1) جُنَّةٌ حَصِينَةٌ (2) .
202. وقال عليه السلام، وقد قال له طلحة والزبير: نبايعك على أَنّا شركاؤُكَ في هذا الْأَمر. فقال: لاَ، وَلكِنَّكُمَا شَرِيكَانِ فِي الْقُّوَّةَ وَالْإِسْتَعَانَةِ، وَعَوْنَانِ عَلَى الْعَجْزِ وَالْأَوَدِ (3) .
203. وقال عليه السلام: أَيُّهَا النَّاسُ، اتّقُوا اللهَ الَّذِي إِنْ قُلْتُمْ سَمِعَ وَإِنْ أَضْمَرْتُمْ عَلِمَ، وَبَادِرُوا الْمَوْتَ الَّذِي إِنْ هَرَبْتُمْ مِنْهُ أَدْرَكَكُمْ، وَإِنْ أَقَمْتُمْ أَخَذَكُمْ، وَإِنْ نَسِيتُمُوهُ ذَكَرَكُمْ.
204. وقال عليه السلام: لاَ يُزَهِّدَنَّكَ فِي الْمَعْرُوفِ مَنْ لاَ يَشْكُرُهُ لَكَ، فَقَدْ يَشْكُرُكَ عَلَيْهِ مَنْ لاَيَسْتَمْتِعُ بِشَيْءٍ مِنْهُ، وَقَدْ تُدْرِكُ مِنْ شُكْرِ الشَّاكِرِ أَكْثَرَ مِمَّا أَضَاعَ الْكَافِرُ، (وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ).
205. وقال عليه السلام: كُلُّ وِعَاءٍ يَضِيقُ بِمَا جُعِلَ فِيهِ الْأَ وِعَاءَ الْعِلْمِ، فَإِنَّهُ يَتَّسِعُ بِهِ.
206. وقال عليه السلام: أَوَّلُ عِوَضِ الْحَلِيمِ مِنْ حِلْمِهِ أَنَّ النَّاسَ أَنْصَارُهُ عَلَى الْجَاهِلِ.
207. وقال عليه السلام: إِنْ لَمْ تَكُنْ حَلِيماً فَتَحَلَّمْ، فَإِنَّهُ قَلَّ مَنْ تَشَبَّهَ بَقَوْمٍ الْأَ أَوْشَكَ أَنْ يَكُونَ مِنْهُمْ.
208. وقال عليه السلام: مَنْ حَاسَبَ نَفْسَهُ رَبِحَ، وَمَنْ غَفَلَ عَنْهَا خَسِرَ، وَمَنْ خَافَ أَمِنَ، وَمَنِ اعْتَبَرَ أَبْصَر وَ مَنْ أَبْصَرَ فَهِمَ، وَمَنْ فَهِمَ عَلِمَ.
209. وقال عليه السلام: لَتَعْطِفَنَّ الدُّنْيَا عَلَيْنَا بَعْدَ شِمَاسِهَا (4) عَطْفَ الضَّرُوسِ (5) عَلَى وَلَدِهَا. و تلا عقيب ذلك: (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ).
210. وقال عليه السلام: اتَّقُوا اللهَ تَقِيَّةَ مَنْ شَمَّرَ تَجْرِيداً، وَجَدَّ تَشْمِيراً، وَكَمَّشَ (6) فِي مَهَلٍ، وَبَادَرَ عَنْ وَجَلٍ (7 نَظَرَ فِي كَرَّةِ الْمَوْئِلِ (8) وَعَاقِبَةِ الْمَصْدَرِ، وَمَغَبَّةِ الْمَرْجِعِ (9) .
211. وقال عليه السلام: الْجُودُ حَارِسُ الْأَعْرَاضِ، وَالْحِلْمُ فِدَامُ (10) السَّفِيهِ، وَالْعَفْوُ زَكَاةُ الظَّفَرِ، وَالسُّلُوُّ (11) عِوَضُكَ مِمَّنْ غَدَرَ، وَالْإِسْتِشَارَةُ عَيْنُ الْهِدَايَةِ وَقَد خَاطَرَ مَنِ اسْتَغْنَى بِرَأْيِهِ، وَالصَّبْرُ يُنَاضِلُ الْحِدْثَانَ (12) والْجَزَعُ (1) مِنْ أَعْوَانِ الزَّمَانِ، وَأَشْرَفُ الْغِنَى تَرْكُ الْمُنَى (14) وَكَمْ مِنْ عَقْلٍ أَسيِرٍ تَحْتَ هَوَى أَمِيرٍ! وَمِنَ التَّوْفِيقِ حِفْظُ التَّجْرِبَةِ، وَالْموَدَّةُ قَرَابَةٌ مُسْتَفَادَةٌ، وَلاَ تَأْمَنَنَّ مَلُولاً (15) .
212. وقال عليه السلام: عُجْبُ (16) الْمَرْءِ بِنَفْسِهِ أَحَدُ حُسَّادِ عَقْلِهِ.
213. وقال عليه السلام: أَغْضِ (17) عَلَى الْقَذَى (18) وَالْأَلَمِ تَرْضَ أَبَداً .
214. وقال عليه السلام: مَنْ لاَنَ عُودُهُ كَثُفَتْ أَغْصَانُهُ (19) .
215. وقال عليه السلام: الْخِلاَفُ يَهْدِمُ الرَّأْيَ.
216. وقال عليه السلام: مَنْ نَالَ (20) اسْتَطَالَ (21) .
217. وقال عليه السلام: فِي تَقَلُّبِ الْأَحْوَالِ عِلْمُ جَوَاهِرِ الرِّجَالِ.
218. وقال عليه السلام: حَسَدُ الصَّدِيقِ مِنْ سُقْمِ الْمَوَدَّةِ (22) .
219. وقال عليه السلام: أَكْثَرُ مَصَارِعِ الْعُقُولِ تَحْتَ بُرُوقِ الْمَطَامِعِ.
220. وقال عليه السلام: لَيْسَ مِنَ الْعَدْلِ الْقَضَاءُ عَلَى الثِّقَةِ بِالظَّنِّ.
221. وقال عليه السلام: بِئْسَ الزَّادُ إِلَى الْمَعَادِ الْعُدْوَانُ عَلَى الْعِبَادِ.
222. وقال عليه السلام: مِنْ أَشْرَفِ أَعْمَالِ الْكَرِيمِ غَفْلَتُهُ عَمَّا يَعْلَمُ.
223. وقال عليه السلام: مَنْ كَسَاهُ الْحَيَاءُ ثَوْبَهُ لَمْ يَرَ النَّاسُ عَيْبَهُ.
224. وقال عليه السلام: بِكَثْرَةِ الصَّمْتِ تَكُونُ الْهَيْبَةُ، وَبِالنَّصَفَةِ (23) يَكْثُرُ الْمُوَاصلُونَ
(24) وَبالْإِفْضَالِ تَعْظُمُ الْأَقْدَارُ، وَبِالتَّوَاضُعِ تَتِمُّ النِّعْمَةُ، وَبِاحْتَِمالِ الْمُؤَنِ (25) ، يَجِبُ السُّؤْدَدُ (26) وَبِالسِّيرَةِ الْعَادِلَةِ يُقْهَرُ الْمُنَاوِىءُ (27) بِالْحِلْمِ عَنِ السَّفِيهِ تَكْثُرُ الْأَنْصَارُ عَليْهِ.
225. وقال عليه السلام: الْعَجَبُ لِغَفْلَةِ الْحُسَّادِ عَنْ سَلاَمَةِ الْأَجْسَادِ!
226. وقال عليه السلام: الطَّامِعُ فِي وِثَاقِ الذُّلِّ.
227. وسئل عن الْإِيمَانُ فقال: الْإِيمَانُ مَعْرِفَةٌ بِالْقَلْبِ، وَإِقْرَارٌ بِاللِّسَانِ، وعَمَلٌ بِالْأَرْكَانِ.
228. وقال عليه السلام: مَنْ أَصْبَحَ عَلَى الدُّنْيَا حَزِيناً فَقَدْ أَصْبَحَ لِقَضَاءِ اللهِ سَاخِطاً، وَمَنْ أَصْبَحَ يَشَكُو مُصِيبَةً نَزَلَتْ بِهِ فَقَدْ أَصْبَحَ يَشْكُو رَبَّهُ، وَمَنْ أَتى غَنِيَّاً فَتَوَاضَعَ لَهُ لِغِنَاهُ ذَهَبَ ثُلُثَا دِينِهِ. وَمَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ فَمَاتَ فَدَخَلَ النَّارَ فَهُوَ مِمَّنْ كَانَ يَتَّخِذُ آيَاتِ اللهِ هُزُواً، وَمَنْ لَهِجَ قَلْبُهُ بِحُبِّ الدُّنْيَا الْتَاطَ (28) قَلْبُهُ مِنْهَا بِثَلاَثٍ: هَمٍّ لاَ يُغِبُّهُ، وَحِرْصٍ لاَ يَتْرُكُه، وَأَمَلٍ لاَ يُدْرِكُهُ.
229. وقال عليه السلام: كَفَى بِالْقَنَاعَةِ مُلْكاً، وَبِحُسْنِ الْخُلُقِ نَعِيماً. وسئل عليه السلام عن قوله تعالى: (فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً)، فَقَالَ: هِيَ الْقَنَاعَةُ.
230. وقال عليه السلام: شَارِكُوا الَّذِي قَدْ أَقْبَلَ عَلَيْهِ الرِّزْقُ، فَإِنَّهُ أَخْلَقُ لِلْغِنَى، وَأَجْدَرُ بِإِقْبَالِ الْحَظِّ عَلَيْهِ.
231. وقال عليه السلام في قول الله تعالى (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ ): الْعَدْلُ الْإِنْصَافُ ،وَالْإِحْسَانُ التَّفَضُّلُ.
232. وقال عليه السلام: مَنْ يُعْطِ بِالْيَدِ الْقَصِيرَةِ يُعْطَ بِالْيَدِ الطَّوِيلَةِ.
قال الرضي: أقول: و معنى ذلك: أنّ ما ينفقه المرء من ماله في سبيل الخير والبر ـ وإن كان يسيراً ـ فإن الله تعالى يجعل الجزاء عليه عظيماً كثيراً، واليدان هاهنا عبارتان عن النعمتين، ففرّق عليه السلام بين نعمة العبد ونعمة الرب، فجعل تلك قصيرة وهذه طويلة، لأَن نعم الله أبداً تُضعف (29) على نعم المخلوقين أَضعافاً كثيرة، إذ كانت النعم الله أصل النعم كلها، فكل نعمة إليها تَرجِعُ ومنها تنزع.
233. وقال عليه السلام لابنه الحسن عليهما السلام : لاَ تَدعُوَنَّ إِلَى مُبَارَزَةٍ (30) وَإِنْ دُعِيتَ إِلَيْهَا فَأَجِبْ، فَإِنَّ الدَّاعِيَ إِلَيْهَا بَاغٍ، وَالبَاغِيَ مَصْرُوعٌ (31) .
234. وقال عليه السلام: خِيَارُ خِصَالِ النِّسَاءِ شِرَارُ خِصَالِ الرِّجَالِ: الزَّهْوُ (32) وَالْجُبْنُ وَالْبُخْلُ، فَإذَا كَانَتِ الْمَرْأَةُ مَزْهُوَّةً (33) لَمْ تُمَكِّنْ مِنْ نَفْسِهَا، وَإِذَا كَانَتْ بِخِيلَةً حَفِظَتْ مَا لَهَا وَمَالَ بَعْلِهَا، وَإِذَا كَانَتْ جَبَانَةً فَرِقَتْ (34) مِنْ كُلِّ شِيْءٍ يَعْرِضُ لَهَا.
235. وقيل له عليه السلام: صف لنا العاقل. فقال عليه السلام : هُوَ الِّذِي يَضَعُ الشَّيْءَ مَوَاضِعَهُ. فقيل: فصف لنا الجاهل. قال: قَدْ فَعَلْتُ. قال الرضي: يعني: أنّ الجاهل هو الذي لا يضع الشيء مواضعه، فكأن ترك صفته صفة له، إذ كان بخلاف وصف العاقل.
236. وقال عليه السلام: وَاللهِ لَدُنْيَاكُمْ هذِهِ أَهْوَنُ فِي عَيْنِي مِنْ عِرَاقِ (35) خِنْزِيرٍ فِي يَدِ مَجْذُومٍ (36) .
237. وقال عليه السلام: إِنَّ قَوْماً عَبَدُوا اللهَ رَغْبَةً فَتِلْكَ عِبَادَةُ التُّجَّارِ، وَإِنَّ قَوْماً عَبَدُوا اللهَ رَهْبَةً فَتِلْكَ عِبَادَةُ الْعَبِيدِ، وَإِنَّ قَوْماً عَبَدُوا اللهَ شُكْراً فَتِلْكَ عِبَادَةُ الْأَحْرَارِ.
238. وقال عليه السلام: الْمَرْأَةُ شَرٌّ كُلُّهَا، وَشَرُّ مَا فِيهَا أَنَّهُ لاَبُدَّ مِنْهَا!
239. وقال عليه السلام: مَنْ أَطَاعَ التَّوَانِيَ ضَيَّعَ الْحُقُوقَ، وَمَنْ أَطَاعَ الْوَاشِيَ ضَيَّعَ الصَّدِيقَ.
240. وقال عليه السلام: الْحَجَرُ الْغَصِيبُ (37) فِي الدَّارِ رَهْنٌ عَلَى خَرَابِهَا. قال الرضي: و يروى هذا الكلام للنبي صلى الله عليه، ولا عجب أن يشتبه الكلامان، فإنّ مستقاهما من قليب (38) ومفرغهما من ذَنوب (39) .
241. وقال عليه السلام: يَوْمُ الْمَظْلُومِ عَلَى الظَّالِمِ أَشدُّ مِنْ يَوْمِ الظَّالِمِ عَلَى الْمَظْلُومِ.
242. وقال عليه السلام: اتَّقِ اللهَ بَعْضَ التُّقَى وَإِنْ قَلَّ، وَاجْعَلْ بَيْنَكَ وَبَيْنَ اللهِ سِتْراً وَإِنْ رَقَّ.
243. وقال عليه السلام: إِذَا ازْدَحَمَ الْجَوَابُ (40) خَفِيَ الصَّوَابُ.
244. وقال عليه السلام: إِنَّ لِلَّهِ فِي كُلِّ نِعْمَةٍ حَقّاً، فَمَنْ أَدَّاهُ زَادَهُ مِنْهَا، وَمَنْ قَصَّرَ فِيهِ خَاطَرَ بِزَوَالِ نِعْمَتِهِ.
245. وقال عليه السلام: إِذَا كَثُرَتِ الْمَقْدِرَةُ قَلَّتِ الشَّهْوَةُ.
246. وقال عليه السلام: احْذَرُوا نِفَارَ النِّعَمِ (41) فَمَا كُلُّ شَارِدٍ بِمَرْدُودٍ.
247. وقال عليه السلام: الْكَرَمُ أَعْطَفُ مِنَ الرَّحِمِ (42) .
248. وقال عليه السلام: مَنْ ظَنَّ بِكَ خَيْراً فَصَدِّقْ ظَنَّهُ.
249. وقال عليه السلام: أَفْضَلُ الْأَعْمَالِ مَا أَكْرَهْتَ نَفْسَكَ عَلَيْهِ.
250. وقال عليه السلام: عَرَفْتُ اللهَ سُبْحَانَهُ بِفَسْخِ الْعَزَائِمِ (43) وَحَلِّ الْعُقُودَ, نَقْضِ الْهِمَم (44) .

1. الْأَجَل : ما قدّره الله للحي من مدّة العمر.
2. جُنّة حصينة: وقاية منيعة.
3. الْأَوَد: بُلوُغ الْأَمر من الْإِنسان مجهوده لشدّته وصعوبة احتماله.
4. الشِماس ـ بالكسر ـ : امتناع ظهر الفرس من الركوب.
5. الضَرُوس ـ بفتح فضم ـ : الناقة السيّئة الخلق تعض حالبها، أي إن الدنيا ستنقاد لنا بعد جُمُوحها وتلين بعد خشونتها، كما تنعطف الناقة على ولدها، وإن أَبتْ على الحالب.
6. كَمّشَ ـ بتشديد الميم ـ : جَدّ في السَوْق، أي وبالغ في حث نفسه على المسير إلى اللّه ولكن مع تمهل البصير.
7. الوَجَل: الخوف.
8. المَوْئِل: مستقرّ السير، يريد به ـ هنا ـ ما ينتهي إليه الْإِنسان من سعادة وشقاء، وكرّته: حملته وإقباله.
9. المَغَبّة ـ بفتح الميم والغين وتشديد الباء ـ : العاقبة، إلا أنه يلاحظ فيها مجرد كونها بعد الْأَمر، أما العاقبة ففيها أنها مسببة عنه، والمصدر: عملك الذي يكون عنه ثوابك وعقابك، والمَرْجع: ما : ترجع إليه بعد الموت ويتبعه إما السعادة وإما الشقاوة.
10. الفِدَام ـ ككتاب وسَحَاب، وقد تشدّد الدال أيضا مع الفتح ـ : شيء تشده العجم على أفواهها عند السَقْي، أي: وإذا حلمت فكأن ربطت فم السفيه بالفِدام فمنعته من الكلام.
11. السُلُوّ: الهجو والنسيان.
12. الحِدْثان ـ بكسر فسكون ـ : نوائب الدهر. والصبر يناضلها: أي يدافعها.
13. الْجَزَع: شدّة الفزع.
14. المُنى ـ بضم ففتح ـ : جمع مُنْيَة، وهي ما يتمناه الانسان.
15. المَلُول ـ بفتح الميم ـ : السريع الملل والسآمة.
16. العُجْب ـ بضم العين ـ : إعجاب المرء بنفسه.
17. الْإِغْضاء على الشيء: كناية عن تحمله.
18. القَذَى: الشيء يسقط من العين.
19. يريد من لين العُود: طراوة الجثمان الْإِنساني ونضارته بحياة الفضل وماء الهمّة. وكثافة الْأَغصان: كثرة الآثار التي تصدر عنه كأنها فروعه، ويريد بها كثرة الْأَعوان.
20. نال: أي أعطى، يقال: نُلْته ـ على وزن قُلْته ـ أي: أعطيته.
21. الاستطالة: الاستعلاء بالفضل.
22. سُقْم المَوَدّة: ضعف الصداقة.
23. النَصَفَة ـ بالتحريك ـ : الْإِنصاف.
24. المُوَاصِلُون: أي المحبّون.
25. المُؤن ـ بضم ففتح ـ : جمع مؤونة، وهي القوت.
26. السُؤدَد: الشرف.
27. المُناوِىء: المخالف المعاند.
28. التَاطَ: التَصَق.
29. تُضْعَف ـ مجهول من أضْعَفَهُ ـ : إذا جعله ضِعْفَين.
30. المُبَارَزة: بروز كلٍّ للآخر ليقتتلا.
31. مصروع: مغلوب مطروح.
32. الزَهْو ـ بالفتح ـ : الكِبْر.
33. مَزْهُوّة أي: متكبّرة.
34. فَرِقَتْ ـ كَفَرِحَتْ ـ أي: فَزِعَت.
35. العِرَاق ـ بكسر العين ـ : هو من الحَشَا ما فوق السُرّة مُعْترِضاً البَطن.
36. المَجْذُوم: المُصاب بمرض الجُذام.
37. الغَصِيب أي: المغصوب.
38. القَلِيب ـ بفتح فكسر ـ : البئر.
39. الذَنُوب ـ بفتح فضم ـ : الدَلْو الكبير.
40. ازدحام الجواب: تشابُه المعاني حتى لا يدري أيها أوفق بالسؤال.
41. نِفَار النِعَم: نفورها بعدم أداء الحق منها فتزول.
42. الرّحِم ـ هنا ـ : كناية عن القرابة، والمراد أن الكريم ينعطف للاحسان بكرمه أكثر مما ينعطف القريب بقرابته.
43. العَزَائم: جمع عزيمة، وهي ما يصمم الْإِنسان على فعله. وفسخ العزائم: نقضها.
44. العُقُود: جمع عَقْد، بمعنى النية تنعقد على فعل أمر.

بابُ المُخْتَارِ مِنْ حِكَمِ أَمِيرالمؤمنين عليه السلام ِ وَيَدْخُلُ في ذلِكَ المخُتَارُمِنْ أَجْوِبَةِ مَسَائِلِهِ وَالْكَلاَمِ القصير الخارج في سائِرِ اَغْراضِهِ ( من 151 الى 200 )


151. وقال عليه السلام: لِكُلِّ امْرِىءٍ عَاقِبَةٌ حُلْوَةٌ أَوْ مُرَّةٌ.
152. وقال عليه السلام: لِكُلِّ مُقْبِلٍ إِدْبَارٌ، وَمَا أَدْبَرَ كَأَنْ لَمْ يَكُنْ.
153. وقال عليه السلام: لاَ يَعْدَمُ الصَّبُورُ الظَّفَرَ وَإِنْ طَالَ بِهِ الزَّمَانُ.
154. وقال عليه السلام: الرَّاضِي بِفِعْلِ قَوْمٍ كَالدَّاخِلِ فِيهِ مَعَهُمْ، وَعَلَى كُلِّ دَاخِلٍ فِي بَاطِلٍ إِثْمَانِ: إِثْمُ الْعَمَلِ بِهِ، وَإِثْمُ الرِّضَى بِهِ.
155. وقال عليه السلام: اعْتَصِمُوا (1) بِالذِّمَمِ (2) فِي أَوْتَادِهَا (3) .
156. وقال عليه السلام: عَلَيْكُمْ بِطَاعَةِ مَنْ لاَ تُعْذَرُونَ بِجَهَالَتِهِ (4) .
157. وقال عليه السلام: قَدْ بُصّرْتُمْ إِنْ أَبْصَرْتُمْ (5) وَقَدْ هُدِيتُمْ إِنِ اهْتَدَيْتُمْ، وأُسْمِعْتُمْ إِنِ اسْتَمَعْتُمْ.
158. وقال عليه السلام: عَاتِبْ أَخَاكَ بِالْإِحْسَانِ إِلَيْهِ، وَارْدُدْ شَرَّهُ بِالْإِنْعَامِ عَلَيْهِ.
159. وقال عليه السلام: مَنْ وَضَعَ نَفْسَهُ مَوَاضِعَ التُّهَمَةِ فَلاَ يَلُومَنَّ مَنْ أَسَاءَ بِهِ الظَّنَّ.
160. وقال عليه السلام: مَنْ مَلَكَ اسْتَأثَرَ (6) .
161. وقال عليه السلام: وَمَنِ اسْتَبَدَّ بِرَأْيِهِ هَلَكَ، وَمَنْ شَاوَرَ الرِّجَالَ شَارَكَهَا فِي عُقُولِهَا.
162. وقال عليه السلام: َمَنْ كَتَمَ سِرَّهُ كَانَتِ الْخِيرَةُ (7) بِيَدِهِ.
163. وقال عليه السلام: الْفَقْرُ الْمَوْتُ الْأَكْبَرُ.
164. وقال عليه السلام: مَنْ قَضَى حَقَّ مَنْ لاَ يَقْضِي حَقَّهُ فَقَدْ عَبَدَهُ.
165. وقال عليه السلام: لاَ طَاعَةَ لَِمخْلُوقٍ فِي مَعْصِيَةِ الْخَالِقِ.
166. وقال عليه السلام: لاَ يُعَابُ الْمَرْءُ بِتَأْخِيرِ حَقِّهِ، إِنَّمَا يُعَابُ مَنْ أَخَذَ مَا لَيْسَ لَهُ .
167. وقال عليه السلام: الْإِعْجَابُ يَمْنَعُ الْإِزْدِيَادَ (8) .
168. وقال عليه السلام: الْأَمْرُ قَرِيبٌ وَالْإِصْطِحَابُ قَلِيلٌ (9) .
169. وقال عليه السلام: قَدْ أَضَاءَ الصُّبْحُ لِذِي عَيْنَيْنِ.
170. وقال عليه السلام: تَرْكُ الذَّنْبِ أَهْوَنُ مِنْ طَلَبِ الْمَعُونَةِ .
171. وقال عليه السلام: كَمْ مِنْ أَكْلَةٍ مَنَعَتْ أَكَلاَتٍ!
172. وقال عليه السلام: النَّاسُ أَعْدَاءُ مَا جَهِلُوا.
173. وقال عليه السلام: مَنِ اسْتَقْبَلَ وُجُوهَ الْآرَاءِ عَرَفَ مَوَاقِعَ الْخَطَاََ.
174. وقال عليه السلام: مَن أَحَدَّ (10) سِنَانَ (11) الْغَضَبِ لِلَّهِ قَوِيَ عَلَى قَتْلِ أَشِدَّاءِ الْبَاطِلِ.
175. وقال عليه السلام: إِذَا هِبْتَ أَمْراً (12) فَقَعْ فِيهِ، فَإِنَّ شِدَّةَ تَوَقِّيهِ (13) أَعْظَمُ مِمَّا تَخَافُ مِنْهُ.
176. وقال عليه السلام: آلَةُ الرِّيَاسَةِ سَعَةُ الصَّدْرِ.
177. وقال عليه السلام: ازْجُرِ الْمُسِيءَ بِثوَابِ الْمُحسِنِ (14) .
178. وقال عليه السلام: احْصُدِ الشَّرَّ مِنْ صَدْرِ غَيْرِكَ بِقَلْعِهِ مِنْ صَدْرِكَ.
179. وقال عليه السلام: اللَّجَاجَةُ تَسُلُّ الرَّأْيَ (15) .
180. وقال عليه السلام: الطَّمَعُ رِقٌّ مُؤَبَّدٌ.
181. وقال عليه السلام: ثَمَرَةُ التَّفْرِيطِ النَّدَامَةُ، وَثَمَرَةُ الْحَزْمِ السَّلاَمَةُ.
182. وقال عليه السلام: لاَ خَيْرَ فِي الصَّمْتِ عَنِ الْحُكْمِ، كَمَا أَنَّهُ لاَ خَيْرَ فِي الْقوْلِ بِالْجَهْلِ.
183. وقال عليه السلام: مَا اخْتَلَفَتْ دَعْوَتَانِ إِلاَّ كَانَتْ إِحْدَاهُمَا ضَلاَلَةً.
184. وقال عليه السلام: مَا شَكَكْتُ فِي الْحَقِّ مُذْ أُرِيتُهُ.
185. وقال عليه السلام: مَا كَذَبْتُ وَلاَ كُذِّبْتُ، وَلاَ ضَلَلْتُ وَلاَ ضُلَّ بِي.
186. وقال عليه السلام: لِلظَّالِمِ الْبَادِي غَداً بِكَفِّهِ عَضَّةٌ (16) .
187. وقال عليه السلام: الرَّحِيلُ وَشِيكٌ (17) .
188. وقال عليه السلام: مَنْ أَبْدَى صَفْحَتَهُ (18) لِلْحَقِّ هَلَكَ.
189. وقال عليه السلام: مَنْ لَمْ يُنْجِهِ الصَّبْرُ أَهْلَكَهُ الْجَزَعُ.
190. وقال عليه السلام: وَاعَجَبَاهُ! أَتَكُونُ الْخِلاَفَةَ بِالصَّحَابَةِ وَالْقَرَابَةِ؟
قال الرضي: و روي له شعر في هذا المعنى:
فَإِنْ كُنْتَ بِالشُّورَى مَلَكْتَ أُمُورَهُمْ فَكَيْفَ بِهذَا وَالْمُشِيرُونَ غُيَّبُ (19) ؟
وَإِنْ كنْتَ بِالْقُرْبَى حَجَجْتَ خَصِيمَهُمْ (20) فَغَيْرُكَ أَوْلَى بِالنَّبِيِّ وَأَقْرَبُ.
191. وقال عليه السلام: إِنَّمَا الْمَرْءُ فِي الدُّنْيَا غَرَضٌ (21) تَنْتَضِلُ (22) فِيهِ الْمَنَايَا (23) وَنَهْبٌ (24) تُبَادِرُهُ الْمَصَائِبُ، وَمَعَ كُلِّ جُرْعَةٍ شَرَقٌ (25) وَفِي كُلِّ أَكْلَةٍ غَصَصٌ. وَلاَ يَنَالُ الْعَبْدُ نِعْمَةً إِلاَّ بِفِرَاقِ أُخْرَى، وَلاَ يَسْتَقْبِلُ يَوْماً مِنْ عُمُرِهِ إِلاَّ بِفِرَاقِ آخَرَ مِنْ أَجَلِهِ. فَنَحْنُ أَعْوَانُ الْمَنُونِ (26) وَأَنْفُسُنَا نَصْبُ الْحُتُوفِ (27) فَمِنْ أَيْنَ نَرْجُوا الْبَقَاءَ وَهذَا اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ لَمْ يَرْفَعَا مِنْ شَيْءٍ شَرَفاً (28) . إِلاَّ أَسْرَعَا الْكَرَّةَ فِي هَدْمِ مَا بَنَيَا، وَتَفْرِيقِ مَا جَمَعا؟!
192. وقال عليه السلام: يَابْنَ آدَمَ مَا كَسَبْتَ فَوْقَ قُوتِكَ، فَأَنْتَ فِيهِ خَازِنٌ لِغَيْرِكَ.
193. وقال عليه السلام: إِنَّ لِلْقُلُوبِ شَهْوَةً وَإِقْبَالاً وَإِدْبَاراً، فَأْتُوهَا مِنْ قِبَلِ شَهْوَتِهَا وَإِقْبَالِهَا، فَإِنَّ الْقَلْبَ إِذَا أُكْرِهَ عَمِيَ.
194. وكان عليه السلام يقول: مَتَى أَشْفِي غَيْظِي إِذَا غَضِبْتُ؟ أَحِينَ أَعْجِزُ عَنِ الْإِنْتِقَامِ فَيُقَالُ لِي: لَوْ صَبَرْتَ؟ أَمْ حِينَ أَقْدِرُ عَلَيْهِ فَيُقَالُ لي: لَوْ عَفَوْتَ.
195. وقال عليه السلام وقد مرّ بقذر على مزبلة: هذا مَا بَخِلَ بِهِ الْبَاخِلُونَ. و روي في خبر آخر أَنه قال: هذَا مَا كُنْتُمْ تَتَنَافَسُونَ فِيهِ بِالْأَمْسِ!
196. وقال عليه السلام: لَمْ يَذْهَبْ مِنْ مَالِكَ مَا وَعَظَكَ.
197. وقال عليه السلام: إِنَّ هذِهِ الْقُلُوبَ تَمَلُّ كَمَا تَمَلُّ الْأَبْدَانُ فَابْتَغُوا لَهَا طَرَائِفَ الْحِكْمَةِ.
198. وقال عليه السلام لما سمع قول الخوارج ـ لا حُكْم إِلاَّ للهِ ـ : كَلِمَةُ حَقٍّ يُرَادُ بِهَا بَاطِلٌ.
199. وقال عليه السلام في صفة الْغوغاء (29) هُمُ الَّذِينَ إِذَا اجْتَمَعُوا غَلَبُوا، وَإِذَا تَفَرَّقُوا لَمْ يُعْرَفُوا. وقيل: بل قال عليه السلام: هُمُ الَّذِينَ إِذَا اجْتَمَعُوا ضَرُّوا، وَإِذَا تَفَرَّقُوا نَفَعُوا. فقيل: قد عرفنا مضرة اجتماعهم، فما منفعة افتراقهم؟ فقال: يَرْجِعُ أَصْحَابُ الْمِهَنِ إِلَى مِهَنِهِمْ، فَيَنْتَفِعُ النَّاسُ بِهِمْ، كَرُجُوعِ الْبَنَّاءِ إِلَى بِنَائِهِ، وَالنَّسَّاجِ إِلَى مَنْسَجِهِ، وَالْخَبَّازِ إِلَى مَخْبَزِهِ.
200. وقال عليه السلام وقد أُتي بجانٍ ومعه غوغاءُ: لاَ مَرْحَباً بِوُجُوهٍ لاَ تُرى إِلاَّ عِنْدَ كُلِّ سَوْأَةٍ.

1.اعْتَصِموا: تحصّنوا.
2. الذِمَم: العهود.
3. الأَوتاد: جمع وَتِد، وهو ما رُزّ في الأَرض أو الحائط من خشب، ويريد بالأَوتاد ـ هنا ـ الرجال أهل النجدة الذين يوفون بها.
4.( من لا تُعْذَرُون بجهالَتِه ):أي عليكم بطاعة عاقل لاتكون له جهالة تعتذرون بها عند البراءة من عيب السقوط في مخاطر أعماله فيقل عذركم في اتباعه.
5.( بُصّرْتُم إن أبْصرْتم ):أي إن كانت لكم أبصار فأبصروا.
6.( اسْتَأثَر )َ: أي استبدّ.
7. الخِيَرَة: الخيار.
8.( الإِعْجاب يمنع من الإزْدِياد): مَن أعْجِبَ بنفسه وَثِقَ بكمالها فلم يطلب لها الزيادة في الكمال، فلا يزيد بل ينقص.
9. أمر الآخرة قريب، والإصطحاب في الدنيا قصير الزمن قليل.
10. أحَدّ ـ بفتح الهمزة والحاء وتشديد الدال ـ :أي شَحَذَ.
11. السِنَان: نَصْل الرمح.
12. هِبْت أمراً: خفت منه.
13. تَوَقّيه: الاحتراز منه.
14. (ازجر المسيء بثواب المُحسن): أي إذا كافأت المحسن على إحسانه أقلع المسيء عن إساءته طلباً للمكافأة.
15. اللَجَاجَة: شدة الخِصام تعصباً، لاللحق، وهي تَسُلّ الرأيَ، أي تَذْهَبُ به وتَنْزِعه.
16.( بكفّه عَضّة): أي يعض الظالم على يده ندماً يوم القيامة.
17. وشِيك: قريب، أي أن الرحيل من الدنيا إلى الآخرة قريب.
18. إبْدَاء الصفحة: إظهار الوجه، والمراد الظهور بمقاومة الحق.
19. غُيّبُ ـ جمع غائب ـ : يريد بالمشيرين أصحاب الرأي في الأَمر، وهم علي وأصحابه من بني هاشم وغيرهم.
20. خَصِيمُهم: المجادل باسمهم، ويريد احتجاج أبي بكر على الأَنصار بأن المهاجرين شجرة النبي (ص) .
21. الغَرَض ـ بالتحريك ـ : ما يُنْصَب ليصيبه الرامي.
22.( تَنْتَضِل فيه): أي تصيبه وتثبت فيه.
23. المَنايا: جمع مَنِيّة، وهي الموت.
24. النَهْب ـ بفتح فسكون ـ : ما يُنْهَب.
25. الشَرَق ـ بالتحريك ـ : وقوف الماء في الحلق، أي مع كل لذة ألم.
26. المَنُون ـ بفتح الميم ـ : الموت.
27. أنفسنا نَصْب الحُتُوف :أي تجاهها، والحُتُوف: جمع حَتْف أي هلاك.
28. الشَرَف: المكان العالي، والمراد به هنا كل ما علا من مكان وغيره.
29.. الغَوْغَاء ـ بغينين معجمتين ـ : أوباش الناس يجتمعون على غير ترتيب.